العقارات المنهارة والوفيات وخسائر بالملايين.. ثالوث خطر يهدد السكندريين في الأنواء المقبلة قرارات الإزالة والترميم قيد التنفيذ بسبب عجز المسؤولين إنشاء شبكة صرف خاصة للحد من المخاوف والخسائر لم يعد فصل الشتاء بطبيعته المعهودة من الفصول المحببة لدى كثير من السكندريين الذين كانوا يعتبرونه أفضل فصول السنة حيث نسائم الهواء النقية وتساقط الأمطار التى تشع طاقة، بل بات فصلا مخيفا بعد الأزمات الأخيرة التى نتجت عنها تساقط الأمطار الغزيرة وتسببت فى إغراق مدينتهم وتضرر الكثيرين من تلك النوات بل تعدت دورها لأن تكون سببا فى إزهاق الأرواح. وباتت حالة من القلق والفزع تنتظر السكندريين خاصة بعد أن تخطت أزمة الشتاء من انتشار البرك وتعطل الطرق إلى سقوط متوفين ومصابين وخسائر بالملايين جراء تساقط الأمطار، وبين سندان الخوف من النوات المقبلة وانتظار الكوارث والمجهول وطرح الحلول ترصد "التحرير" كيف سيعمل المسؤولون على تبديد تلك المخاوف لدى المواطنين. وخلال اختبارين للشتاء كبروفة لموسم شتوى طويل بلغت الخسائر سقوط ما يقرب من انهيار وإخلاء نحو 10 عقارات ومصرع 9 وإصابة 15 آخرين فضلا عن خسائر عامة وخاصة بالملايين، ويقول وليد محمد - مهندس - إن فصل الشتاء كان من أمتع الفصول لدينا وحلول النوات كان بمثابة مناخ وطقس معين اعتدنا التعايش معه بطريقة سلمية من خلال الاستمتاع بطقس جيد. وقالت بسنت طارق "مُعلمة" إننا نشعر بالرعب بسبب قدوم فصل الشتاء، وما حدث فى عهد اللواء طارق مهدى، المحافظ الأسبق، من غرق مناطق ميامى والعجمى والدخيلة المحاطة إما بمياه الشتاء أو الصرف أو النوة الأخيرة التى أغرقت الإسكندرية كلها وتسببت فى غرق المحافظة بالكامل. وطالبت الحاجة رئيسة السيد الزغبى، القاطنة بمنطقة العطارين، المسؤولين بضرورة الاستعداد الجاد لمواجهة الأزمات المقبلة خاصة وأن فصل الشتاء لم يبدأ فعليا وهناك 3 أشهر كاملة ستمثل خطورة إذا لم يتحرك المسؤولون. الإسكندرية تغرق في الأمطار مع بداية فصل الشتاء 16 نوة تنبئ بتكرار موجة "رياح الصليب" تشهد الإسكندرية فى كل عام نوات "موجات شتوية شديدة" مع انخفاض شديد فى درجات الحرارة يحفظها أهل الإسكندرية عن ظهر قلب، حيث تضرب المحافظة نحو 16 إلى 20 نوة شتوية تبدأ فى 20 سبتمبر من كل عام وتنتهى فى 32 مارس من كل عام أى بواقع من 3 إلى 5 نوات خلال الشهر الواحد وبحسب خبراء الأرصاد فإن أنواء الشتاء "رياح الصليب" 30 سبتمبر و"المكنسة" المنتظرة خلال الأسبوعين المقبلين واحدة من أصعب النوات المنتظرة. ولعل نوة قاسم فى 4 ديسمبر والفيضة الصغرى والكبرى ونوة الشمس الصغيرة والكبيرة فى شهرى فبراير ومارس هما الأبرز. ويقول كريم محروس رئيس حزب " الخضر" إن هناك تغييرا ملحوظا فى درجات الحرارة خلال الفترات المقبلة حيث ستشهد المحافظة هذا العام موجات شتوية كبيرة بينما تظل درجات الحرارة أعلى من معدلاتها، مرجعا ذلك إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى التى ستتسبب فى تغيير المناخ مشددا على ضرورة الاستعداد التام لذلك. وأضاف محروس أن المناخ السكندري وهطول الأمطار بغزارة يهدد مرافقنا والبنية التحتية للمحافظة والتى تهالكت وسط عجز المسؤولين المتعاقبين لمواجهة تلك النوات. وحذر من أن الإسكندرية ينتظرها نوة المكنسة لأنها ممطرة بشدة، حيث تأتى منتصف نوفمبر الحالي والتى تكون جنوبية غربية ممطرة وتستمر 4 أيام يعقبها توابع فى 22 نوفمبر، الأمر الذى يسبب قلقا بالغا لدى المواطنين خشية تكرار نفس الأزمة. وفى المقابل تستعد الأجهزة التنفيذية والمسؤولة فى الدولة للتصدى للأنواء المقبلة بداية من المكنسة التى تمثل خطرا بالغا حيث تنتظر الإسكندرية 17 ألف قرار إزالة وترميمات لعقارات قديمة مهددة بالانهيار فى كل لحظة، والتى تتأثر بسبب الأمطار الغزيرة، فى الوقت الذى أصبحت فيه المحافظة مهددة بالغرق إذا لم يتم حل أزمة صرف مياه الأمطار. وقالت المهندسة سمر شلبى نقيب المهندسين الفرعية إن الحل يتطلب تنفيذ المسؤولين أى قرارات من شأنها الحفاظ على أرواح المواطنين والسكندريين والتى تمثل خطورة كبيرة حال عدم مواجهتها للإقلال من مخاطر الشتاء. وأضافت: "يجب استغلال أزمات الشتاء وتحويلها إلى طاقة مستغلة بحيث يتم الاستفادة من مياه الأمطار وعدم إلقائها فى مياه البحر، مما يجعل المحافظة قادرة على مواجهة أى مخاطر". شبكات الصرف لم تستطع استيعاب مياه الأمطار 2 مليار متر مياه أمطار مهدرة بلغت حجم مياه الأمطار التى هطلت بغزارة على الاسكندرية، نجو 3 ملايين و200 ألف متر مكعب مياه، فى الوقت الذى تستوعب فيه شبكات الصرف نحو مليون و400 ألف كيلو متر مكعب مياه، مما يعنى عدم وضوح خطة واضحة للاستفادة من مياه الأمطار. وكشف اللواء أركان حرب محمود نافع، رئيس شركة صرف صحى الإسكندرية، عن إهدار ملياري مياه أمطار العام الماضى يمكن الاستفادة منها بصورة كبيرة فى رى الزراعات والملاعب والحشائش، مشيرا إلى أن الحلول والاستعدادات تتمثل فى فتح المصبات البحرية على طريق الكورنيش التى يبلغ عددها 58 مصبا لصرفها فى مياه البحر، بالإضافة إلى طرح حلول بإنشاء شبكة خاصة بصرف مياه الأمطار. من جانبها أعلنت الدكتورة سعاد الخولي محافظ الإسكندرية بالإنابة البدء فى مرحلة فتح مصبات تصريف مياه الأمطار بطريق الكورنيش والتي تقوم بتنفيذها محافظة الإسكندرية بالاشتراك مع القوات المسلحة وشركة الصرف الصحي استعدادا لنوة الشتاء المقبلة حتى لا تتكرر مأساة الأسبوع الماضى، معلنة ضرورة سرعة البدء في تنفيذ الأعمال والانتهاء منها في وقت قياسي لمواجهة النوات المقبلة ووضع حلول عاجلة ومستقبلية من شأنها عدم تكرار ما حدث يوم الأحد قبل الماضي. وأمرت "الخولى" بوضع الحلول الهندسية للمصبات المكتشف إغلاقها بواسطة الكتل الخرسانية التي تم وضعها أثناء تطوير وتوسيع الكورنيش منذ 20 عاما. وتقوم المحافظة بالتعاون مع رئيس هيئة الصرف الصحي بالإسكندرية ومسئولي مرفق مياه القوات المسلحة ومستشاري كلية الهندسة جامعة الإسكندرية وأعضاء اللجنة المشكلة بالقرار رقم 1620، إذ تم الاتفاق على وضع الحلول الهندسية وعلى أن تقوم إدارة المياه بالقوات المسلحة بتنفيذها ومنها إنشاء بيارة داخل مصب فندق آزور بعمق ومساحة كافية بداخلها 2 طلمبة غاطسة كهربية أتوماتيك تصرف 40 لتر / ثانية وإنشاء خط طرد قطر 8 بطول 300 م، وإنشاء 2 شنيشة صرف مطر طوارئ بمواسير 9 بالمشتملات داخل الفندق. وأعلنت المحافظة الاتفاق على إنشاء بيارة عند مصب نادي المعلمين بمساحة كافية بداخلها 2 طلمبة غاطسة كهربية أتوماتيك تصرف 40 لتر / ثانية وخط طرد قطر 8 بطول 300 متر شامل جميع المشتملات داخل النادي وإنشاء 4 شنيشات صرف طوارئ بمواسير 6 بالمشتملات داخل النادي. كما تم الاتفاق على المعالجة الهندسية لإعادة التشغيل لعدد 3 مصبات بنطاق منطقة لوران والمعالجة الهندسية لعدد 5 مصب بمنطقة كليوباترا وسبورتنج حيث سيتم التعامل معهم هندسيا بإمكانيات إدارة المياه بالقوات المسلحة لرفع 7 مكعبات خرسانية حاجز أمواج البحر متسببة في انسداد مصبات المياه.