176 جثمانًا تسلمتها مشرحة زينهم بينها 25 تحولت لأشلاء و6 أطفال.. والتحفظ على 117 منها في ثلاجات التبريد غادروا بلادهم لقضاء عطلة تحت شمس مدينة شرم الشيخ الدافئة؛ لينتهي بهم المطاف جثثًا هامدة في أكياس بلاستيكية داخل مشرحة زينهم، مدون عليها أرقام لتحديد هوياتهم.. هنا كانت نهاية الرحلة لمواطنين روس قضوا في حادث "الطائرة المنكوبة"، الذي وقع في سيناء، أمس السبت. "أوراق متناثرة على المكاتب، مدون عليها أعداد الضحايا وهويتهم، وسيارات إسعاف تحمل الجثامين بالخارج، حوّلت الظلام إلى نهار بأضوائها، واستنفار أمني بالخارج منعًا لدخول وسائل الاعلام ولتأمين الوفود الروسية.. وأصوات تدوي فى كل مكان .. أرجوكم الهدوء"، هكذا بدا المشهد أمام مشرحة زينهم منذ أمس، حتى صباح اليوم الأحد. مصدر مسئول بمصلحة الطب الشرعي، كشف ل"التحرير"، كواليس التحقيق من أجل فك لغز الحادث، الذي أودى بحياة 224 شخصًا، موضحًا أن فريق عمل مكون من 4 فرق تحقيق متمثلة فى الطب الشرعي، برئاسة المستشار شعبان الشامي، مساعد وزير العدل لشئون الطب الشرعي، والدكتور محمود أحمد علي، كبير الأطباء الشرعيين، إلى جانب وفد من جهات التحقيق الروسية، وفريق من وكلاء النيابة العامة، وآخر من الأدلة الجنائية، إلى جانب بعض المسئولين بمديرية أمن القاهرة ومحافظة القاهرة، وبعض مسئولي وزارة الصحة بينهم الدكتور هشام عطا مساعد وزير الصحة للطب العلاجي. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن تلك الفرق ظلت تعمل قرابة أكثر من 16 ساعة متواصلة داخل المشرحة، في فحص الجثامين والحصول على بصماتهم وعينات ال"DNA" منها؛ للتعرف على هوية الضحايا، مردفًا أن المشرحة استقبلت حتى صباح اليوم، 117 جثمانًا، بينها 25 جثمانًا تحولت إلى أشلاء، و6 أطفال فقط. وأضاف المصدر، أن الضحايا ما بين رجال ونساء وأطفال، وأن بعض الأجساد كاملة وأخرى متفحمة أو أشلاء، مشيرًا إلى أن المصلحة تسلمت الجثامين على دفعات، حيث قامت 15 سيارة إسعاف بنقل 34 جثمانًا في البداية، ثم نقلت أكثر من 40 سيارة إسعاف 83 جثمانًا، مبيّنًا أن المستشار شعبان الشامي، تواجد لمتابعة فريق الطب الشرعي حتى السابعة من صباح اليوم. وأضاف، أن كافة الحالات تم حفظها داخل ثلاجات تبريد بالمشرحة، ووضع أرقام عليها، كما تم فحص الأشلاء وإرسالها عقب الحصول على عينات الصفة الوراثية منها، إلى المعامل المركزية المختصة من أجل فحصها وبيان هويتها للاستعراف عليها، منوهًا بأن 4 من فنيّ التشريح عاونوا الأطباء الشرعيين في العملية التشريحية وتبصيم المجني عليهم، إضافة إلى الدكتورة إيمان عبد الكريم، مدير المعمل الطبي لفحص الDNA. وذكر أن تزايد أعداد الحالات تسبب في تزاحم سيارات الاسعاف خارج المشرحة، حتى تم إنهاء الموجودة بالمصلحة، كاشفًا وصول وفد آخر من الجثامين يحمل 59 جثمانا، وليصل عدد الجثامين الذي استقبلته المشرحة 176 قتيلا. وقال المصدر، إنه أثناء فحص الجثامين، تلاحظ وجود حالتين نادرتين، لم يرها القائمين على أعمال التشريح منذ فترة طويلة، بينهما سيدة متوفية وهي تمسك بشعرها، وطفل عينيه كانت مفتوحتين أثناء الوفاة، مشددًا على أن هذه من الحالات النادرة تشريحيًا لجسم الإنسان حال الوفاة. وأشار، إلى توزيع عدد من الضحايا على المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لحفظها، لحين صدور قرار النيابة العامة بالتصرف في كل الجثامين وتسليمها إلى الجهات المسئولة بالسفارة الروسية، موضحًا إرسال 11 جثمانًا إلى مستشفى شبرا العام، و9 أخرى إلى مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، و10 إلى مستشفى معهد ناصر، و9 إلى مستشفى الساحل، و12 إلى مستشفى بولاق الدكرور. وأفاد المصدر بأنه لم يتم تسليم أي حالات لذويها حتى الآن، موضحًا أنه لازال يتم التحفظ على الضحايا داخل ثلاجات المشرحة، وأن هناك حالة من الطوارئ داخل المصلحة لحين الانتهاء من فحص الجثامين، في ظل وجود تنسيق مع الجانب الروسي لتسليم الضحايا. وأكد المصدر، أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الطبية المتبعة في التعامل مع الجثامين والأشلاء، بتصويرها طبيا باستخدام الأجهزة المخصصة لذلك، وسحب العينات اللازمة، تمهيدا لإجراء فحوص وتحاليل الحمض النووي (دي إن أيه) لكل جثمان، لتحديد هوية القتلى على وجه الدقة من بين ركاب الطائرة المنكوبة، بعد مضاهاتها مع أقاربهم وذويهم الذين وصلوا إلى مصر للتعرف عليهم. ولفت المصدر إلى أنه لايزال يتم فحص باقى الجثامين الوافدة إلى المصلحة، فى حضور فرق الفحص الطبي والتحقيق جميعها، لافتا أن الاخطار الطبي الذى تسلمته المصلحة كان يقضى بتوقيع الكشف الظاهري فقط على الضحايا وليس التشريح الكلي.