توقَّع المركز الوطنى للأرصاد الجوية اليمني أن يتحرك الإعصار المداري تشابالا غربًا نحو شرق خليج عدن في المياه الإقليمية وأعالي البحار وسواحل محافظات سقطري والمهرة وحضرموت وشبوة في الجنوب، في الوقت الذي تنهمك فيه البلاد في المعارك الطاحنة بين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم بقوات تحالف عربي تترأسه السعودية، وبين جماعة أنصار الله "الحوثي" وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقال المركز، في نشرته الجوية، الأحد، إنَّ امتدادات تأثيرات الاعصار بدأت منذ عصر أمس على شواطئ سقطري والمهرة وستصل اليوم إلى شرق خليج عدن. وأضاف أنَّ الإعصار المداري تصاحبه سماء ملبدة بالغيوم مصحوبة بالعواصف الرعدية والأمطار الغزيرة ورياح جنوبية شرقية تتجاوز سرعتها 220 في الساعة وستكون الرؤية الأفقية منخفضة جدا وارتفاع الموج ما بين ثمانية إلى عشرة أمتار على شواطىء المحافظات الأربع، محذِّرًا من الإبحار أو الصيد حتى انتهاء الإعصار. وتشير آخر التقارير عن الإعصار إلى أن يمر مركز الإعصار على بعد 140 كيلومترًا من جزيرة سقطرى مساء اليوم مع هطول أمطار غزيرة تكون سيولاً جارفةً بشكل خطر في جميع سواحل الجزيرة ويبتعد تدريجيًّا بعد ظهر غد الاثنين إلى محافظتي المهرة وحضرموتجنوب شرق البلاد وسط تحذيرات من خطورة حدوث فيضانات واسعة النطاق وسيول جارفة في المحافظتين وبخاصةً المناطق الساحلية المطلة على بحر العرب وارتفاع مستوى مياه البحر عن المستوى العادي في جميع سواحل المحافظاتالجنوبية. ووجَّهت قيادة غرفة العمليات المركزية بمحافظة حضرموت، التي شكَّلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الخاصة بمواجهة مخاطر الإعصار، السلطات المحلية بمحافظات سقطري وحضرموت والمهرة وشبوة بإيقاف الدراسة ابتداءً من اليوم حتى إشعار آخر واستخدام المدارس في حالات الإيواء العاجلة، وطالبت المحافظين والسلطات المحلية باتخاذ التدابير الممكنة لإجلاء السكان من الأماكن الخطرة كالسواحل والأودية ومتابعة النشرات الجوية بصورة مستمرة ورفع حالة الطوارئ في المستشفيات والمنشآت الطبية. وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية أنَّ غرفة العمليات ناقشت في اجتماعٍ لها برئاسة وزير الداخلية اللواء الركن عبده الحذيفي آلية العمل لمواجهة تداعيات الإعصار، وتواصلت القيادة مع رئاسة هيئة الأركان العامة لإصدار الأوامر للقوات المسلحة في المناطق المتوقع تعرضها للإعصار استعدادًا لتنفيذ عمليات الإجلاء والإغاثة والإنقاذ وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة كالمروحيات لإجلاء وتأمين المواطنين. وتواصلت غرفة العمليات المركزية مع غرف العمليات الفرعية في المحافظات الأربع لتزويدها بالتطورات أولاً بأول، وبحسب المعلومات لدى قيادة غرفة العمليات فإنَّ عدد سكان المناطق الواقعة على المسار المتوقع للإعصار يصل إلى نصف مليون نسمة. وبدأت غرفة العمليات المركزية التواصل مع الجهات المانحة والداعمة لتأمين الاحتياجات اللازمة لعمليات الإجلاء والإيواء والتأمين والغذاء والدواء مثل مركز الملك سلمان واللجنة الخيرية العمانية للإغاثة ومنظمة الصحة العالمية. وأجرى خالد بحاح نائب الرئيس، رئيس الوزراء، الليلة الماضية اتصالات هاتفية بمحافظي سقطري والمهرة وحضرموت وشبوة، اطمأن فيها على استعدادات غرف العمليات التي تمَّ تشكيلها لمواجهة إعصار تشابالا، وطالب السلطات المحلية في المحافظات الأربع بضرورة رفع الاستعدادات لتجنب وقوع أي خسائر بشرية بسبب الإعصار. وأمر بحاح الحكومة بوضع كافة إمكاناتها في مواجهة الاعصار والتنسيق فيما بينها ووضع فرق الطوارئ والإجلاء والإيواء في حالة تأهب. وفى تطور آخر، أشارت الوكالة إلى أنَّ الهلال الأحمر الإماراتي خصَّص 25 سيارة إسعاف لإجلاء المتضررين من الإعصار في المحافظة كمرحلة أولى، بالإضافة لتخصيص مبلغ مالي وتقديم مواد غذائية. ونقلت الوكالة عن سالم دلوم ممثل الهلال الأحمر الإماراتي بمحافظة المهرة قوله إنَّ الفريق الإماراتي بالمهرة بدأ بالتجهيزات الأولية المتمثلة بتوزيع المساعدات الغذائية على المواطنين بمختلف مديريات المحافظة والاستعداد لمواجهة أي طارئ نتيجة الإعصار.