حالة من الغرق الإلكتروني، انتابت جميع المتابعين للأحوال الجوية المتقلبة والأمطار الغزيرة، التي ضربت عروس البحر الأبيض المتوسط صباح اليوم الأحد، في أول موجة ممطرة تتعرض لها الإسكندرية منذ العام الماضي. رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تناولوا الأمر بمزيد من السخرية الممزوجة بالوجع، والتي أغرقت الجميع في "شبر ميه"، في أول يوم مطر، وحقق هاشتاجي "إسكندرية"، "المسيري لازم يمشي" مراكز متقدمة على "تويتر"، واحتل كل منهما تعليقات وتدوينات معظم النشطاء، ساخرين من الحالة المزرية التي وصلت بالشوارع إلى ذلك الحد، وتسببت في مصرع المواطنين وإصابة الشوارع الحيوية بالشلل المروري. وقعت الكارثة، اليوم، رغم تصريحات محافظ الإسكندرية المهندس هاني المسيري، قبل ساعات من سقوط الأمطار بأنهم مستعدون لسقوط الأمطار، وتم مراجعة جميع مصبات "شنايش" تصريف مياة الأمطار بطول طريق الكورنيش، بدءا من كوبري المندرة حتى منطقة قلعة قايتباي بحري، لكن التصريحات لم تشفع للمواطنين، بإنقاذ أرواحهم نتيجة سقوط كابلات الترام عليهم في الطرقات وغرق نفق سيدي بشر أمام المواطنين، وتسببه في إصابة الشوارع بحالة من الشلل المروري، وإغلاق الطرق أمام عربات الشرطة بعد غرق الشوارع المواجهة له، ودخول مياة الأمطار على المواطنين في البيوت وغرق الميكروباصات والسيارات في المياه، واستخدام الأهالي المراكب لمساعدة المواطنين على المرور والتغلب على موجة الأمطار العاصفة التي ضربت المدينة . في المقابل خرجت موجة تعليقات ساخرة على تلك التصريحات الرسمية، تنتقد الوضع العام والتعامل الرسمي مع ما وصفوه ب"الكارثة"، فكتب أحدهم ساخرا: "النهاردة وأنا ماشي وسط البحار والمحيطات فجأة بسم الله الرحمن الرحيم لقيت شارع"، ودون أحدهم: "دي مش أمطار حقيقية دا فيلم 2012 حول نهاية العالم بيتصور في إسكندرية لايف، بينما قال أحدهم: "أكيد حسن مالك هو السبب"، في إشارة ساخرة إلى التهم الموجهة للقيادي الإخواني البارز بالتسبب في انهيار الاقتصاد، ثم علق آخر ساخرا: "القرموطي هيطلع النهاردة لابس عوامة"، في حين كتب آخر في كوميكس ساخر له على ظهر سيارته : sea ways على طريق (مصر- إسكندرية) البحري. على الجانب الآخر، تناول بعض المتابعين لموجة الأمطار الغزيرة بنوع من العقلانية والهدوء والتحليل المتزن لحدوث حالة الغرق العام التي تعرضت له شوارع الإسكندرية، نتيجة ما وصفه المحامي الدولي الدكتور محمود رفعت بتدمير تخطيطها العمراني لعشرات السنين منذ عام 1952 عبر نظام حاكم يجهل أساسيات البناء والتطوير، بعد أن كانت أعظم من روما ومدريد في تخطيطها العمراني، وطالب أخرون بمحاسبة اللواء عادل لبيب، المحافظ الأسبق الذي تسبب في تلك الكارثة قبل المسيري، بحسب رأيهم لأنه ألغى مجاري صرف المطر حينما كان يقوم بأعمال الرصف والتطوير للطرق الرئيسية بالمحافظة .