قال الكاتب محمد حلمى هلال عن جمال الغيطانى والذى حول قصته «حكايات الغريب» إلى سيناريو إن «فيلم "حكايات الغريب" مأخوذ عن قصة قصيرة ضمن مجموعة قصصية للكاتب جمال الغيطانى، اشترى التليفزيون حق تحويلها إلى عمل فنى، ولكن بعض كتاب السيناريو تخوفوا من تحويلها إلى فيلم، لأن القصة لا توجد بها سوى شخصية واحدة فقط، لذلك تأخرت حتى اقترب انتهاء التعاقد على حقوق تحويلها فطلبت منى المخرجة إنعام محمد على كتابة سيناريو لها». وأضاف هلال: «قصة حكايات الغريب تدور حول شخصية واحدة هى سائق فى جريدة الأهرام سافر إلى مدينة السويس وقت الحصار، ليوزع نسخ الجريدة هناك فاختفى، وهى قصة حقيقية، أعجب بها الكاتب جمال الغيطانى عندما كان يعمل هناك مراسلا عسكريا، فكتب قصة قصيرة داخل مجموعة قصصية، حول بيروقراطية الجريدة التى بدأت البحث عن السيارة وتناست السائق». وقال هلال «أضفت إلى القصة 34 شخصية، وقمت ببناء تاريخ اجتماعى للشخصيات وعلاقتها بهزيمة 67 وانتصار 73 وانتشار الفساد»، وأضاف: «الفيلم أثر جدا فى الناس جدا، و لأول مرة فى التليفزيون استخدمنا الفلاش باك بهذه الطريقة، رغم أن المخرجة كانت متخوفة من تقبل الجمهور له، لكن ردود الافعال الإيجابية التى قابلت الفيلم كانت مطمئنة، حتى إن الغيطانى بكى بشدة بعد مشاهدته للفيلم تأثرا بالحالة، والجمهور تلقى الفيلم بروح طيبة». وأشار هلال إلى أن الفيلم حصل على عدة جوائز من مهرجان الإسكندرية ومهرجان المركز الكاثوليكى ومهرجان التليفزيون، وعندما أعاد الكاتب جمال الغيطانى طبع المجموعة القصصية مرة أخرى غير عنوانها ليصبح «حكايت الغريب»، حيث أصبحت أشهر القصص القصيرة فى المجموعة. ويضيف هلال «أن الغيطانى لم يتدخل إطلاقا فى عمل كاتب السيناريو، فهو كان من مدرسة نجيب محفوظ التى كانت تقول إنه مسئول فقط عن الرواية المطبوعة، أما الرواية المرئية فكانت تخص كاتب السيناريو، والغيطاني لم يتدخل فى الكتابة ولم يحضر التصوير، وحضر العرض الأول للفيلم فقط في نقابة الصحفيين». ويشير هلال إلى أن الكاتب الراحل جمال الغيطانى لديه مجموعة عظيمة من الروايات كان يتمنى أن يحولها إلى سيناريوهات مثل «الزينى بركات» والتي حولها السيناريست محمد سيد إلى مسلسل، موضحا أن هذه الروايات لا تحتاج إلى معالجة طويلة مثل القصص القصيرة لأنها ثرية بالشخصيات والحكايات. ويرى هلال أن الغيطانى حكاء عظيم، مضيفا أنه بمقاييس الزمن الذى قدم فيه فيلم «حكايات الغريب» يعتبر الفيلم إنتاجا ضخما، وكان لأول مرة يُعرض فيلم من إنتاج التليفزيون فى السينما، ولأول مرة يشارك فيلم من إنتاج التليفزيون فى مهرجان سينمائى، حيث إن هناك لاافلام التليفزيونية كان يعرف عنها أنها ليست سينما نقية، وهذا المفهوم تغير بعد عرض الفيلم حيث كانت المهرجانات تتجاهل أفلام التليفزيون رغم أنها قدمت أعمالا عظيمة، وأضاف أن الفيلم عرض فى مهرجان الإسكندرية باعتباره فيلما سينمائيا عاديا، وأضاف: «من الروايات التى كنت أحلم بتحويلها إلى عمل تليفزيوني رواية "ترابها زعفرن"». وعن قلة تحويل أعمال الكاتب جمال الغيطانى الأدبية إلى أعمال فنية قال هلال: «إن الأسباب رقابية، لأن أعمال الكاتب كانت تتناول الفساد والسلطة والقمع، أحد الأسباب التى كانت تمنع تحويل رواياته هى أن أعماله دائما جريئة، وتحتاج أيضا إلى ميزانيات إنتاج كبيرة لإخراج الديكورات والملابس بشكل لائق، ولكن التليفزيون يفضل الاعمال الرخيصة والخفيفة والسهلة».