شهدت الندوة التي أقامها المهرجان القومي للسينما، عن الراحل نور الشريف حضورًا فنيًا وإعلاميًا كبيرًا في دار الأوبرا المصرية، إذ حرص مجموعة من النجوم على التواجد طوال فترة إقامة الندوة منهم النجمة بوسي زوجة النجم الراحل، والفنان حسن الرداد، والمخرج عمر عبد العزيز، والمنتج جابي خوري، ومدير التصوير رمسيس مرزوق، والناقد طارق الشناوي الذي أدار الندوة بحضور المخرج الكبير سمير سيف رئيس المهرجان. بدأت الندوة بعرض فيلم تسجيلي عن نور الشريف بعنوان "الحبيب دائمًا"، وأكد الشناوي أن الشريف ظل يحصل على الجوائز طوال حياته حتى قبل وفاته بأيام قليلة، مشيدًا بمشواره الفني المتميز الذي قدم خلاله مجموعة من الأعمال اللافتة. ولفتت بوسي إلى أن إنسانية الشريف كانت طاغية على شخصيته، وكانت بوصلته في التعامل مع جميع الأفراد، وكان يحب التعامل مع مختلف الأجيال الفنية، ويسعى لوجود تواصل دائم بينهم، مشيدة بثقافته الواسعة، إذ كان حريصًا على قراءة الكثير من الكتب، قائلة: "كان على ثقافة موسوعية.. نور حالة إنسانية وموهبته الفنية كان يقدمها لخدمة الفن والحياة". فيما ذكر الشناوي، أن الشريف كان يمسك بنوتة معه دائمًا يسجل فيها أبرز تصرفات الأشخاص في حياتهم أو سلوك حركي ربما يحتاجها في دور ما، وروى عن الهجوم الذي تعرض له الشريف وقت تقديمه لفيلم "ناجي العلي"، حتى أنه كان يتم رفع اسمه واسم زوجته بوسي من الصحف، وكل ذلك لم يدفعه لتغيير موقفه، بل ظل متمسكًا به مدافعًا عن الحرية. وأشار المخرج عمر عبد العزيز، إلى أنه تعاون مع الشريف في فيلم واحد، وسبقه عمل كمساعد مخرج في أفلام من بطولته، مشددًا على أنه قدم العديد من المخرجين الشباب في أعمال لإيمانه بأهمية هذا التواصل، لذا يصعب اعتباره منتج أو ممثل أو مخرج فقط إنما هو حالة فنية خاصة. ووصف حسن الرداد النجم نور الشريف بأنه "مؤسسة فنية"، لافتًا إلى أنه كان يحلم بتجسيد شخصية ابنه في عمل فني، لذا ذهب إليه وأخبره بذلك، وهو من جانبه احتضنه ووعده بذلك، حتى تحقق الحلم في مسلسل "الدالي". جدير بالذكر أن هذه الندوة هي الأخيرة ضمن سلسلة ندوات "غابوا.. ولكن لن ننساهم" التي أقامتها الدورة ال19 من المهرجان القومي للسينما، بعد ندوات عن الراحلين فاتن حمامة، وعمر الشريف، ورأفت الميهي، ونبيهة لطفي.