لا يزال الغموض يحيط بالتفجيرات الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن اليمنية، حيث تتواجد الحكومة، وقيادات عسكرية عربية مشاركة في التحالف بقيادة سعودية في اليمن، بحسب تقرير نشره معهد "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت". المعهد أشار إلى أن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته الثلاثاء الماضي عن 4 تفجيرات تسببت في مقتل 15 شخصا على الأقل، منهم 3 أو 4 جنود إماراتيين وربما جندي سعودي. متساءلا: "ماذا يعني هذا ولماذا يجب الاهتمام؟". وأجاب المعهد، إن المعركة المستمرة في اليمن والانهيار الكامل للدولة هذا العام وفر مساحة للقاعدة في الجزيرة العربية ومدخلا لداعش. مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة يزيد نشاطه في اليمن ولا يحاربه أحد، وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يساعد التحالف الذي تدعمه السعودية والولايات المتحدة ضد الحوثييين، القاعدة على الازدهار، وفي الوقت ذاته يزيد انتشار داعش في اليمن. ولفت المعهد الأمريكي، أن اليمن كانت في طريقها إلى الانهيار منذ فترة، عندما تخلى الحوثيون بعد الربيع العربي عن المرحلة الانتقالية السياسية وتقدم نحو العاصمة صنعاء الصيف الماضي، بمساعدة من إيران. وأضاف "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" أن الأمن تدهور جدا بسرعة في اليمن، حيث بدأت الفصائل اليمينية المتنازعة، الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، والقاعدة، والانفصاليين الجنوبيين، والميليشيات القبلية المحلية، في اجتياح المناطق ذات النفوذ، ما دفع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إلى الفرار نحو الجنوب في عدن. وأوضح أن القوات الحوثية تدافعت سريعا نحو الجنوب مهددة بمحاصرة عدن. وذكر المعهد أن الهجوم الأول لداعش في اليمن كان في 20 مارس الماضي، بعد 6 أيام من بدء الغارات الجوية للتحالف العربي ضد الحوثيين. لافتا أن التحالف بدأ هجوما بريا في منتصف يوليو الماضي، وعاد الرئيس عبد ربه هادي منصور إلى عدن نهاية سبتمبر الماضي. ووصف المعهد الحرب في اليمن بإنها "قبلية عربية متداخلة"، مشيرا إلى أن تفجيرات عدن الأخيرة أوضحت بكل أسف أنه في الوقت الذي ربما يكون فيه داعش والقاعدة مختلفين فنيا، وأن كلاهما يعتبر "لعنة" بالنسبة للولايات المتحدة، لا يراهما التحالف العربي الذي يستهدف اليمن الآن، بحسب المعهد. وأخيرا قال "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" إن هذه القوى لا سيما السعوديين منهمكين بقتل الحوثيين، ما منح داعش والقاعدة الحرية في التوسع وتجنيد أشخاص لصفوفهما والتخطيط لهجمات مقبلة.