منذ بداية الأزمة السورية قبل نحو 4 أعوام، كان لمصر سياستها الواضحة والتي لا تتبنى فيها وجهات نظر دول أخرى، فرددت على لسان وزير خارجيتها سامح شكري مرارا وتكرارا، إيمانها بضرورة أن تسلك الأطراف المتصارعة الطريق السياسي للوصول إلى حل.. وفي أعقاب الضربات الروسية الأخيرة في سوريا، أعلنت القاهرة عن تأييدها لتلك الضربات.. سامح شكري: موسكو لديها رغبة قوية في مكافحة الإرهاب بسوريا أكد وزير الخارجية سامح شكري ترحيب مصر بالعملية العسكرية الروسية في سوريا، مشيرا إلى الرغبة الروسية القوية في مكافحة الإرهاب، ومحاصرة انتشاره في سوريا. وأوضح الوزير في تصريحات نقلتها "روسيا اليوم"، أن ما لدى مصر من معلومات من خلال الاتصالات المباشرة مع موسكو تؤكد تصميم روسيا على مكافحة الإرهاب ووقف انتشاره، مشيرا إلى أن هدفها هو توجيه ضربة قاصمة ل "داعش" في سوريا والعراق. السيسي يحقق الموازنة المتابع لأبعاد الأزمة في سوريا يدرك أن حليفا مصر، السعودية وروسيا، يتبنيان موقفين مضادين لبعضهما البعض، فالأولى تدعم المعارضة السورية لإسقاط الرئيس بشار الأسد، أما الثانية فأعلنت مرارا وتكرارا دعمها الواضح للأسد وأنه جزء لا يتجزأ من مستقبل سوريا الموحدة. الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن في خطابه الأخير، في ذكرى انتصار أكتوبر، دعمه ومساندته لموقف السعودية في مواجهة الضغوط التي تمارسها إيران بشكل واضح، حيث شدد على الدور الكبير للسعودية في خدمة الحجاج، وذلك على مدار مئات السنين، وعلى استحالة أن يزايد أحد على هذا الدور، كما أكد أن المصريين والعرب والمسلمين جميعا يثقون في الخدمة الصادقة التي تقدمها السعودية لحجاج بيت الله الحرام والزوار الذين يتوافدون عليه طوال العام. بعض المحللين ربطوا بين تصريحات السيسي وبين موقف مصر المخالف نسبيا لموقف المملكة بشأن الوضع في سوريا، مشيرين إلى أن الرئيس يبذل جهدا لتحقيق توازن صعب، يراهن فيه على روابط القاهرة القوية والعميقة مع السعودية التي لن تتأثر باختلاف وجهات النظر. الرؤية المصرية لحل الأزمة في أغسطس الماضي، اتفق الرئيسان فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي خلال زيارة الأخير لموسكو، على أهمية الحل السياسي في سوريا على أساس مقررات مؤتمر جنيف واحد. وخلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة، التقى وزير الخارجية سامح شكري مع جيفري فيلتمان وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشئون السياسية، حيث تناول اللقاء الوضع في سوريا، ونقل خلاله شكري قلق مصر البالغ نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا بشكل بات يخرج عن نطاق السيطرة، موضحا أن ذلك ما هو إلا انعكاس لضخامة الأزمة السياسية وتعقيداتها، وأهمية التحرك العاجل لتنفيذ مقررات اجتماع جنيف واحد باعتبارها الأساس الذي توافق عليه المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية.
