أقول للرئيس السيسي: ربنا معاك ويديلك الصحة يا بطل.. لو طلبتني أحارب تاني أنا مستعد.. وأقول للشباب: احمدوا الله على الحرية التي تعيشونها الآن وانظروا إلى دول الجوار وكونوا بجانب جيشكم وقيادتكم هناك مَن ضحوا بحياتهم في الحروب التي خاضتها مصر من أجل الاستقلال والحرية، ومنهم مَن لا يزال على قيد الحياة، تناسته الدولة وأصبح مجهولاً يحمد الله في كل وقت وكل حين على هذا الشرف العظيم الذي ناله في الدفاع عن العرض والأرض والكرامة. "التحرير" التقت المقاتل عبد الرؤوف جمعة كُريم، من نجع الشوش بمركز سوهاج، الذي التحق بالقوات المسلحة المصرية إبان عام 1965 تحت قيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخاض حرب اليمن ضد الملكية هناك، ثم عاد في عام 1967 ليشارك ضد العدوان الثلاثي على مصر تحت قيادة اللواء التميمي قائد السَّرية. بدأ المقاتل عبد الرؤوف جمعة حديثه ل"التحرير" قائلًا "الحياة في تلك الحروب كانت بمثابة لحظة ممكن أن تسلب في أي وقت، نظرًا لكثافة النيران التي كانت تلقى من الطائرات التي يبلغ وزن قذيفتها طنًّا ويزيد، إضافة إلى قنابل تصل دراجة الحرارة فيها إلى 3000 درجة مئوية من شدة الانفجار".
وتابع المقاتل السوهاجي "قضيت مع الجيش الثاني الميداني 4 سنوات في حرب الاستنزاف، آنذاك، تحت قيادة اللواء عبد المنعم خليل في قطاع جنوبالإسماعيلية، حتى بورسعيد وبورفؤاد رقيب شرطة في كتيبة ك 83 صاعقة، المكلفة بمواجهة أي اختراق والضرب المكثف ضد العدو الإسرائيلي تدعيمًا لخط المواجهة من أجل استمرار القتال وعدم التراجع شبرًا واحدًا من أراضينا ليل نهار ضد العدو بكل شرف وإخلاص للوطن، وكنا دائمًا نقول مرحبًا بالموت في سبيل الله وحماية الوطن حتى يوم النصر في عام 1973، حرب أكتوبر المجيدة، وانتصارنا على إسرائيل". وأضاف عمّ عبد الرؤوف ابن سوهاج "قمنا بعمليات خلف خطوط العدو الإسرائيلي تمثّلت في زرع ألغام، وشاركت في غارة على موقع البلاح تزامنًا مع ملحمة السبت الحزين، وقطع الإمداد عن رأس العش لجيش العدو الصهيوني، وسمّتها إسرائيل ب(السبت الحزين) لقتل العديد منهم"، موضحًا أنه شارك في عملية السبت الحزين بتدميره مع جنود قواتنا المسلحة 3 سيارات ودبابتين تابعة للجيش الإسرائيلي كانت محملة بجنود وأسلحة وذخائر. وأشار إلى المعاناة في هذا الموقع ووصول الإمداد الغذائي بكميات محدودة في خندق تحت الطريق الدولي، مع فتح فوهة لوصول المساعدات من قبل الضفادع البشرية المصرية، لمواصلة القتال وعدم التراجع حتى الموت. وفي نهاية لقاء "التحرير" مع المقاتل البطل، فجّر العديد من الموضوعات التي اختص بها بعضًا من الشباب الذين كانوا يطالبون بالحرية، لأسباب عديدة لهم الحق في بعضها، قائلاً: "هل تعلمون أننا كنا لا نجد مياهًا للاستحمام على مدار عشرات الأيام، ومياه الشرب التي كنا نتجرعها كانت المستنقعات والترع التي تمر ببورسعيد، مياهًا راكدة تم قصفها بالطيران.. يا أبنائي إن الحرية تعني وجود دولة قوية وجيش يدافع عن الأرض، حريتنا في تعليمنا وأن نحيا بأمان في ربوع الوطن". ووجّه البطل رسالة إلى المصريين قائلًا: "انظرو إلى ما يحدث في دول الجوار حاليًّا والحروب والإرهاب الذي تعاني ويلاته.. وتفكك جيوش المنطقة لمصلحة مَن؟".
وأضاف "أنا قضيت 9 سنوات في الجيش المصري لم أتخلّف يومًا واحدًا، وكنت ألتزم بأوامر قادتي، فهم يعلمون مصلحة الوطن أكثر منّي"، مطالبًا الشباب ببذل أقصي مجهود في الجيش المصري في أثناء قضاء المدة العسكرية والالتزام بقوانين الجيش والتدريبات"، موضحًا أن هناك مَن حاربوا معه وفارقوا الحياة في ريعان الشباب من أجل الوطن، لكي تحيا الأجيال الحالية بأمن وسلام".
وتمني المقاتل السوهاجي السلامة والصحة الجيدة لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الذي استطاع توحيد صفوف المصريين، مطالبًا بتكريمه من قِبل الدولة المصرية كونه أحد الجنود البواسل الذين ضحوا من أجل طرد المحتلين. واختتم بأن الجيش لو طلبني وأنا في عمري الواحد والسبعين لذهبت فورًا، فالوطن غالٍ ويجب علينا الحفاظ علي مقدراته.