من دون قرار إحالة لمفتى الجمهورية، قضت، اليوم الثلاثاء، دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات الزقازيق برئاسة المستشار صلاح حريز بأمانة سر أحمد رزق، بالإعدام شنقًا، لعادل حبارة القيادي التكفيرى، لإدانته فى القضية المعروفة إعلاميًا ب"خلية داعش"، ليصبح الحكم فى انتظار كلمة محكمة النقض الأخيرة، ليكون واجب النفاذ. «التحرير» تكشف فى السطور القادمة الأسباب التى دفعت المحكمة للحكم بإعدام "حبارة" مباشرة، دون الإحالة أولا لمفتى الجمهورية وانتظار رأيه الشرعى. عقيدة المحكمة مصدر مطلع على ملف القضية أشار ل«التحرير» إلى أن هيئة محكمة جنايات الزقازيق برئاسة المستشار صلاح حريز، ستترك الدائرة فى حركة تنقلات القضاء الأخيرة، ليحل محلها دائرة جديدة، وهو العامل الرئيسى الذى جعل الدائرة تفصل فى القضية اليوم من الجلسة الثانية، بعد الانتهاء من سماع مرافعات دفاعه. وأضاف المصدر أن هيئة المحكمة التى أصدرت حكمها اليوم، بإدانة "حبارة" هى نفسها التى أصدرت حكم أول درجة المقتضى أيضا ب«الإعدام»، لذلك فعقيدة المحكمة قد تكوّنت بما لا يدع مجالا للشك فى الحكم بإعدام "حبارة" فى محاكمة الإعادة، وهو الأمر الذى لم تجد معه المحكمة مبررًا لإحالة أوراق القضية لمفتى الديار المصرية لاستطلاع رأيه الشرعى فى مسألة الحكم بإعدامه. «مذبحة رفح الثانية».. البداية يعتبر الحكم الصادر اليوم بإعدام حبارة، هو حكم الإعدام الأول واجب النفاذ، إذا لم يطعن محاميه عليه أمام محكمة النقض، حيث قضت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى فى السادس من ديسمبر من العام المنصرم، بإعدام حبارة و6 من رفاقه فى القضية المعروفة إعلاميا ب«مذبحة رفح الثانية»، وذلك لإدانتهم بقتل 25 من جنود الأمن المركزى العام الماضى بطريق العريش – رفح، وذلك فى ضوء التقرير الصادر من دار الإفتاء بعد إحالة ملف القضية عليه، وألغت محكمة النقض حكم إعدام حبارة فى "مذبحة رفح الثانية"، وتعاد محاكمته من جديد، ومن المقرر أن تستأنف الجنايات ثانية جلسات إعادة المحاكمة فى الأول من أكتوبر الجارى.
مفتى «مذبحة رفح»: حبارة وأعوانه حاربوا الله ورسوله وجاء بتقرير المفتى «ترى دار الإفتاء المصرية من واقع الأوراق وما بها من مستندات وما دار بشأنها من مرافعات أن المتهمين حاربوا الله ورسوله وخرجوا على النظم العامة بارتكابهم الجرائم المشار إليها وتحديهم الشريعة الإسلامية جهارا حيث كانوا ذا قوة وشر حاملى أسلحة من شأنها إزهاق الروح.. أوقفوا جند الله خلسة وروعوهم وقتلوهم وبثوا الرعب فى نفوس الآخرين، ومن ثم فقد توافر فى حقهم جميع الشروط التى تستوجب عقابهم وردعهم هم ولأمثالهم ليكونوا عبرة لمن تسول لهم أنفسهم أن يرتكبوا مثل هذا الجرم الشنيع فى محاربة دين الله ورسوله، ومن ثم كان جزاؤهم الإعدام قصاصًا للمجنى عليهم المبينة أسماؤهم بالتحقيقات، الذين قتلوهم عمدا مع سبق الإصرار». واختتم التقرير بالآية الكريمة "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم".
مصلحة السجون تبادر بإعادة المحاكمة فى أعقاب الحكم الصادر بتاريخ 26 من مايو من العام الجارى، من محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار صلاح حريز، بإعدام حبارة و7 من رفاقه، بتهمة الاتصال بتنظيم داعش، فوجئ فريق الدفاع عن حبارة باتصال هاتفى من هيئة المحكمة يخبره أنه تم عمل إعادة إجراءات لموكله عادل حبارة داخل مقر حبسه بسجن العقرب بطرة، من قبل مصلحة السجون، ليعاد محاكمته حضوريا من جديد، بسبب صدور الحكم الأول عليه "غيابيا"، وذلك بعد توقيع "حبارة" على نموذج إعادة إجراءات محاكمته، وبالفعل أعيدت القضية لنقطة الصفر مرة ثانية، ونظرت فى معهد أمناء الشرطة، ومن الجلسة الأولى أبدى دفاع حبارة استعداده للمرافعة، فضلا عن بعض الطلبات القانونية الأخرى، قبل أن تقضى المحكمة اليوم، الثلاثاء، بإعدامه لإدانته بحيازة مفرقعات وتولى وتأسيس وإدارة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون. عقدت جلسة، اليوم الثلاثاء، داخل غرفة المداولة، وظهر "حبارة" مرتديا البدلة الحمراء، وبدت عليه علامات الإرهاق نوعا ما، فيما ظهر واثقا من نفسه، وابتسم قليلا أثناء دخوله غرفة المداولة، برفقة زميله المغاورى المتهم بجانبه فى ذات القضية، والذى حصل على حكم البراءة.
