"بوتين وأوباما كلاهما مخطئين فيما يتعلق بسوريا".. تحت هذا العنوان، انتقدت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها الموقف الروسي والأمريكي من الأزمة السورية والكلمة التي أدلى بها كلًا منهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الاثنين. واستهلت "واشنطن بوست" افتتاحيتها، بأنه بعد نشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات وطائرات بكل جرأة نيابة عن الديكتاتورية السورية، اعتلى منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الاثنين، داعيًا دول العالم إلى مشاركته في التحالف واسع النطاق لهزيمة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية المشابهة عبر الشرق الأوسط. وقالت مثل تحالف الحرب العالمية الثانية "ضد هتلر"، "سيُّوحِّد هذا التحالف الحكومات من جميع الأطياف: ديمقراطية وديكتاتورية وثيوقراطية على حد سواء"، مشيرة إلى أن بوتين أعاد إلى الأذهان الأيام الخوالي التي حافظ فيها "نظام يالطا" على السلام حول العالم. وأضافت "الصحيفة" أن بوتين أسقط من حكايته الصغيرة حقيقة أن الولاياتالمتحدة وحلفائها لا يحاربون فقط ضد الفاشية بل ومن أجل الديمقراطية أيضًا، موضحة أن التحالف مع اتحاد ستالين السوفيتي كان "شر لابد منه"، وأن السلام الذي حفظه نظام يالطا، كان ضعيفًا ومقيدًا لحريات نصف أوروبا. وتابعت أن بوتين "مخطئًا" في إلقاء لائمة جميع مشكلات سوريا والعالم على التدخل الغربي المؤيد للديمقراطية. وعلى النقيض، أعلن الرئيس أوباما في كلمته أمام الجميع العامة، أن عمليات القتل الجماعي بدأت في سوريا عندما سحق الأسد بوحشية ثورة سلمية مؤيدة للديمقراطية. وأوضحت أن أوباما يفتقر إلى أي استراتيجية لدعم وجهة نظره أو لمواجهة بوتين، الذي يدعم كلماته بعرض قوة عسكرية هائلة وبناء تحالفات في سوريا والعراق وإيران. وأشارت إلى أن أوباما فشل في توفير الدعم الكافي للثورة السورية قبل أن يستولي عليها المتطرفون، ثم وضع خط أحمر ضد استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، مهددًا بغارات جوية قبل أن يتراجع مقابل وساطة روسية لاتفاق نزع أسلحة يبقي على الأسد في السلطة. وفي الأممالمتحدة، يعرض أوباما الآن التعاون مع روسيا وإيران حول حل وسط بخصوص سوريا، هدفه "انتقال منظم" إلى حكومة ما بعد الأسد، وهو ما يتعارض مع المبادئ الروسية والإيرانية في حين لا ينتهك مبادئ واشنطن الخاصة، مختتمة افتتاحيتها ب"بوتين على الأقل لديه خطة لسوريا، وبعد كل هذا الوقت، ليس لدى أوباما واحدة".