بعنوان «كارمن فاينشتاين.. زعيمة الطائفة اليهودية المصرية»، قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن كارمن التى وافتها المنية مؤخرا «كان معروفا عنها عملها الدؤوب فى الحفاظ على المعابد والمقابر اليهودية، ومن المقرر أن يتم دفنها فى مقبرة البساتين، تلك المقبرة التى عملت كارمن على الحفاظ عليها منذ عام 1978، مضيفة أن تلك هى مقبرة اليهود الوحيدة المتبقية فى القاهرة، والأكبر فى مصر». وقالت إن «عملية التحول التى مرت بها مقبرة البساتين تعكس التغيرات التى شهدتها مصر، حيث ازداد عدد سكانها ونما معدل الفقر بها، فالمقبرة الآن عبارة عن حى فقير مكتظ بمبانٍ من الطوب الأحمر، ويسكنها الآلاف من المصريين الفقراء، وهناك أجزاء منها تحولت إلى مقالب قمامة»، مشيرة إلى أن «فاينشتاين كانت قادرة على الحفاظ على منطقة صغيرة لتكون مقبرة لليهود، وتم دفن عدد من أفراد عائلتها هناك». ونقلت الصحيفة البريطانية عن ماجدة هارون، الرئيسة الجديدة للطائفة، قولها إنه يوجد فقط 40 يهوديا مصريا، بعضهم فى الإسكندرية والبعض الآخر فى القاهرة، وقالت «إندبندنت» إنها «كرئيسة للطائفة اليهودية أقنعت فاينشتاين السلطات المصرية بترميم 4 معابد يهودية بالقاهرة على الأقل، وفى اليوم السابق لوفاتها كانت مسافرة لحى المعادى لتفقد إحدى عمليات الترميم». ونقلت عن هارون قولها إن «أحد انتصارات كارمن كان فى إقناع ما تبقى من اليهود المصريين فى استخدام المعبد الرئيسى بالقاهرة بعد إغلاقه لسنوات»، مضيفة «كنا مبعثرين فى أنحاء القاهرة وتمكنت كارمن من إعادة تجميعنا والحفاظ على وجودنا مع بعضنا البعض، وأصرت على أن نحتفل بمناسباتنا الدينية فى المعبد». مضيفة «فاينشتاين عملت على تذكير الناس بأن اليهود فى مصر كانوا جزءا من الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية النابضة بالحياة فى البلاد». وفى تصريحات أخرى لهارون أدلت بها لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إنها تسعى إلى مواصلة عمل سالفتها كارمن فاينشتاين، الرئيس السابقة للطائفة اليهودية بمصر، قائلة «الأولوية لدىّ هى الحفاظ على التراث اليهودى المصرى، وإعادته لمصر، لأنه ينتمى إليها». وقالت الوكالة الأمريكية «هارون، المصرية التى تجيد اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، ولدت فى الإسكندرية، وتخرجت فى جامعة القاهرة، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس فى الفنون التطبيقية، لافتة إلى أن ماجدة تعتبر نفسها مصرية قبل أن تكون يهودية ولدت ونمت فى البلاد، وأضافت الوكالة أن والدها هو شحاتة هارون أحد أبرز القوميين المصريين البارزين، وأحد مؤسسى حزب التجمع اليسارى، ومعروف بعدائه للسياسات الصهيونية ودفاعه عن اليهود المصريين ضد اتهامهم بالولاء لإسرائيل، خلال فترة الحروب بالشرق الأوسط».