مع تولي رجب طيب أردوغان منصب رئيس الجمهورية، بعد أن كان رئيسًا للوزراء على مدار عدة سنوات متتالية، أصبحت "إهانة رئيس الجمهورية" هي التهمة التي تلجأ إليها السلطات لترهيب المعارضين وإسكاتهم إذا حاولوا توجيه أي انتقادات للرئيس أو الحكومة التي يقودها حزب "العدالة والتنمية". اعتقال ملكة جمال تركيا ولم يقتصر الأمر على المعارضين من السياسيين أو الصحفيين أو كتَاب الرأي، فمع بداية العام الجاري ألقت السلطات التركية القبض على ملكة جمال تركيا السابقة، مروى بويوكسراك، بعد أن أعادت نشر إحدى القصائد التي تسخر من أردوغان. "بويوكسراك" التي تُوِجت كملكة جمال عام 2006 اتهمت ب"إهانة الرئيس" من خلال نشر القصيدة، قالت: إنها "عبرَت عن رأيها الشخصي حين نشرت هذه القصيدة على موقع "أويكوسوز" الساخر، كما أنها لم تقصد إهانة الرئيس التركي، بل إنها نشرتها فقط لأنها وجدت أن القصيدة مضحكة ليس أكثر". اعتقال طلاب من جامعة "إيجة" وفي يوم 3 مارس 2015، اعتقلت قوات الشرطة التركية أربعة طلاب في كلية الآداب بجامعة "إيجة" في مدينة إزمير بغربي تركيا بتهمة إطلاق شعارات مهينة لرئيس الجمهورية خلال تنظيمهم مسيرة داخل الحرم الجامعي. السجن 120 يوم لطالبة ثانوي هتفت "أردوغان حرامي" ولم يقتصر الأمر على طلبة الجامعة فقط، ففي يوم 21 مارس، أصدرت محكمة تركية حكمًا بالسجن 120 يوم على إيلايدا أرغنه (15 عامًا)، وهي طالبة في مدرسة ثانوية، لاتهامها بإطلاقها هتافات مناهضة للحكومة من بينها "أردوغان حرامي"، وذلك بعد كشف فضيحة الفساد والرشوة التي تورط فيها عدد من المسؤولين في أواخر عام 2013. التحقيق مع صحفي طالب أردوغان بالتوقف عن رفع علامة رابعة في يوم 5 سبتمبر الجاري، فتح المدعى العام الجمهوري لبلدة جكمجة وسط إسطنبول تحقيقًا بحق الكاتب الصحفي التركي آرطجرل أوزكوك، أحد العاملين بصحيفة "حرييت دايلي نيوز" المعارضة بسبب مقال له حمل عنوان "عار على الرجل العظيم"، وطالب فيه أردوغان بالتوقف عن رفع علامة "رابعة"، لتأييد جماعة الإخوان المسلمين. واعتبر المدعي العام الجمهوري: أن "المقال المنشور يحتوي على كلمات وشتائم وإهانة بشكل غير مباشر للرئيس التركي، ولذلك تم فتح تحقيق وفقًا للمادة 299 من قانون العقوبات الخاصة بإهانة شخصية سياسية رفيعة بالدولة. "السلطان في القصر" مسؤول عن إراقة الدما وفي نفس الشهر، فتحت السلطات تحقيقًا مع الصحفي التركي حسن جمال، إثر نشر مقال له بعنوان "السلطان في القصر مسؤول عن إراقة الدماء"، واتهم بإهانة الرئيس. وقال "جمال" الذي عمل في العديد من الصحف التركية "لطالما مررنا كصحفيين بأوقات صعبة، بدءًا بالحكومات العسكرية إلى الانقلابات إلى حالات الطوارئ وانتهاءَ بالأحكام العرفية". وأضاف: "غير أن ما يؤلم أكثر في هذه المرحلة هو أنها المرة الأولى التي يتم رفع قضية ضدي منذ 12 مارس" في إشارة إلى المحاولة الانقلابية الثانية في تركيا يوم 12 مارس 1971، المعروفة ب"الانقلاب بالمذكرة". وكان آخر حلقات مسلسل "إهانة الرئيس" تلك التي وقعت أمس بالتحقيق مع الصحفي أحمد ألتان، بعد ظهوره ضيفًا في برنامج تلفزيوني وانتقاده لحزب "العدالة والتنمية" والرئيس أردوغان بسبب تصريحاته عن تغيير نظام الحكم. وكان "الصحفي" قد اتهم أردوغان بمحاولة الانقلاب من خلال تغيير نظام الحكم إلى نظام رئاسي.