سيدة بريطانية هجرت وطنها وعملها وأطفالها ودينها من أجل قصة حب عبر الإنترنت لم يتمكن أحد من تفسير التحول الغريب في حياة عازفة موسيقى "الروك" البريطانية سالي جونز، بعد أن قررت فجأة ترك بلدها وابنتيها، للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي وبدء حياة جديدة في مدينة الرقة السورية، إلا أن كلمة السر في هذا التحول كانت "حسين جنيد". حسين جنيد، شاب بريطاني في مقتبل العمر (21 عاما)، عمل كزعيم لفريق شهير للقرصنة الإلكترونية بمدينة برمنجهام، وسُجن في عام 2012 عقب تورطه في سرقة معلومات حساسة من خلال أعمال قرصنة قام بها على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمساعدي رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، كما تمكن من إجراء مكالمات هاتفية تسخر من الحكومة البريطانية على الخط الساخن لشرطة مكافحة الإرهاب، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وسافر حسين إلى سوريا، بعد خروجه من السجن، رفقة عبد الماجد عبد الباري، مغني الراب السابق الذي يُطلق عليه "إرهابي الهيب هوب"، وانضما معًا للقتال في صفوف تنظيم "داعش" في سوريا، ويعتبران أبرز المشتبه بهم في قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي، وأشارت تقارير أمنية أمريكية إلى أن حسين كان رقم (3) ضمن قائمة قادة "داعش" المطلوب تصفيتهم، نظرا لدوره البارز في أعمال القرصنة الإلكترونية التي يقوم بها التنظيم على مواقع أمنية أمريكية، بالإضافة إلى دوره في تجنيد الأجانب للقتال في صفوف التنظيم. ويُعتقد أن سالي قد تسللت إلى سوريا في أواخر العام قبل الماضي بعد قصة حب عبر الإنترنت مع حسين، ثم استقرت في مدينة الرقة التي تعتبر معقل تنظيم "داعش" في سوريا بعد الزواج من حسين، وبدأت بعد ذلك في نشر سلسلة من التهديدات للمسيحيين واليهود، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الذي يحمل اسم "أم حسين البريطانية"، كما كتبت عدة تغريدات تثني فيها على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق. وكتبت سالي مجموعة تغريدات، أمس، أكدت فيها مقتل زوجها حسين بعد غارة قامت بها طائرة من دون طيار أمريكية على مدينة الرقة، وقالت إنها "فخورة بأن زوجها قُتل على يد أكبر عدو لله"، وأكدت أنها لن تحب أحدًا غيره طوال حياتها، وأضافت أن تنظيم "داعش" سوف ينتصر في النهاية على من أسمتهم ب"الصليبيين". وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قد أعلن عن وفاة حسين في وقت لاحق، خلال بيان العموم، الذي أعلن عن مقتل اثنين من الرعايا البريطانيين خلال غارات شنتها طائرات التحالف الدولي لمواجهة التنظيم، واستهدفت معاقل "داعش" في سوريا الشهر الماضي. وصرح مسؤول أمريكي لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأن "القوات الأمريكية لديها مستوى عالٍ من الثقة في مقتل حسين جنيد". مضيفا أنه كان هناك قدر كبير من الحساسية تجاه العملية بسبب أن حسين كان مواطنا بريطانيا.