رغم عدم إعلان موعد فتح باب الترشح لانتتخابات مجلس نقابة المحامين العامة، المُقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، لكن المحامون واصلوا تحركاتهم الخاصة بالدعاية، التي حاولوا من خلالها حشد أكبر عدد ممكن من الأصوات الانتخابية، للفوز في المنافسة القوية. فبينما يحاول بعض المحامين راغبي الترشح طرح أنفسهم بين زملائهم بالنزول إلى المحاكم وغرف المحامين في النقابات الفرعية المختلفة، والنقابة العامة أيضًا، والإعلان عن رؤى وخطط للعمل على رفع كفاءة المحامي والنهوض بالمهنة، كانت الدعاية الإلكترونية سيد الموقف، حيث استخدمها بعض المرشحين في الترويج لأنفسهم بين زملائهم، تمهيدًا لخوض المنافسة الانتخابية. صفحات "فيسبوك" الأكثر استخدامًا: بدت صفحات "فيسبوك"، سواءً الصفحات الشخصية الخاصة، أو الصفحات العامة لمجموعات المحامين وللنقابة، جزءً من العملية الانتخابية المنتظرة، حيث شارك مؤيدو المرشحين صورًا لهم على سبيل الدعاية لمرشحيهم، تحمل جملًا لتزكية المرشح، كذلك استحثوا زملائهم على منح أصواتهم للمرشح، وحرصوا كذلك على عرض بعض الإنجازات التي قام بها المرشحون، على سبيل الدعم، والتأكيد على قدرتهم على خدمة المحامين من خلال المنصب. استخدام الصفحات الإلكترونية لضرب بعض المرشحين: في المقابل، عمد بعض المحامين إلى استخدام الصفحات الإلكترونية لضرب بعض المرشحين، وتشويههم في المطلق، لغلق الباب أمامهم منذ البداية، وإفشالهم في جمع الأصوات اللازمة للفوز في العملية الانتخابية، وانقسمت تلك الفئة إلى فريقين، الأول يهدف إلى تشويه صورة مرشح لصالح آخر، بينما ينقل الفريق الآخر الصورة السيئة للمرشح الذي يرفض خوضه الانتخابات عمومًا، دون أن يكون محسوبًا على مرشح آخر، ودون أن يعلن دعمه لأحد المنافسين. صفحات ضرب المرشحين تحوَّلت في الفترة الأخيرة إلى حروب دائرة بين المؤيدين والمعارضين للمرشحين المحتملين، وباتت ساحة للعراك بين شباب المحامين، بالدرجة التي أصبح معها التشويه والسباب ليس فقط من نصيب المرشح المحتمل، لكن من نصيب المؤيدين، الأمر الذي تسبب في إغلاق بعض تلك الصفحات، لعدم استمرار أو تزايد الأزمات بين المحامين وبعضهم البعض. الصفحات الإلكترونية تضرب الزيات وعبد الخالق: في الوقت الذي تنشر الصفحات الإلكترونية العديد من الإنجازات التي استطاع نقيب المحامين الحالي سامح عاشور، والمرشح لانتخابات المجلس المقبلة على المقعد ذاته، تنفيذها خلال فترة مجلسه التي أوشكت على الانتهاء، استطاعت تلك الصفحات أن تقضي على البقية الباقية من دعم منافسيه، محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات، وعضو المجلس السابق سعيد عبد الخالق، حيث حرص أصحاب الصفحات على نشر بعض التصريحات والمواقف الخاصة بالزيات، التي يدعم من خلالها الجماعات الإسلامية، لتؤخذ قرينة ضده في الانتخابات المقبلة، وتقلل من رصيده. في حين عادت فتح ملف الاتهام الذي تم توجيهه لعبد الخالق، بالتورط في أحداث الثاني والثالث من فبراير 2011، المعروفة إعلاميًا بموقعة الجمل، لتقضي على آماله في الصعود إلى مقعد النقيب. شباب المحامين يرفضون الدعاية الإلكترونية: يأتي ذلك في الوقت الذي يرفض قطاع عريض من المحامين فكرة الدعاية الإلكترونية، التي تقوم على تزكية المرشح دون وجوده بين المحامين، حيث أكد شباب المحامين أن هذه الفكرة لابد ألّا تكون موجودة في العملية الانتخابية، خصوصًا أنّ الانتخابات تعني ضرورة تحرك المرشح بعد فوزه، من أجل خدمة زملائه، وتقديم الدعم اللازم لهم على جميع الأصعدة، وهو ما لا يمكن حدوثه عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي، لكن عن طريق تحركاته على أرض الواقع. ويطالب المحامين بضرورة نزول زملائهم راغبي الترشح للعملية الانتخابية إلى المحامين في النقابات، وعرض برامج انتخابية حقيقية، وعدم خلق لجان إلكترونية من شأنها إفساد العملية الانتخابية بدلًا من المساعدة على اختيار الأكفأ والأفضل للمقعد الانتخابي، وفضلوا الكف عن الحروب الانتخابية الإلكترونية، والانتظار لحين فتح باب الترشح، لتبدأ الدعاية في جو يساعد على الاختيار السليم.