سجن في قضية فساد كبرى 5 سنوات في فضيحة هزت مصر وأطاحت بماهر الجندي محافظ الجيزة السابق أعادت قضية الفساد الكبرى التى كشفت عنها النيابة العامة فى وزارة الزراعة إلى الأذهان، صورة "فتحي نوفل" في رائعة وحيد حامد "طيور الظلام "، التي اشتهر بها مستشار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني "محمد فوده"، والذي ظهر فى المشهد السياسي والإعلامي فجأة، ثم أصبح أقوى نفوذًا وأكثر مالًا وقوة، حتى اقترب من البرلمان بعد إعلانه الترشح في الانتخابات القادمة بدائرة زفتى. ولكن وجود اسمه ضمن المتهمين فى قضية فساد وزارة الزراعة قضى تقريبًا على أحلامه فى كرسي البرلمان. ظهر فودة، وكأنه لم يُسجن في قضية فساد كبرى لخمس سنوات في فضيحة هزت أرجاء المحروسة، وأطاحت بمحافظ شهير هو "ماهر الجندي"، وتم سجنهما في قضية رشوة شهيرة. وكان فودة مشهورًا بعلاقاته المتشعبة التي كشفتها تحقيقات النيابة وقتها، وظن الجميع أن بسجنه انتهى محمد فودة، إلا أنه يبدو أن "فودة ليس له نهاية"، فقد عاد بقوة يحمل أمولًا وألقابًا وعلاقات، ليخوض الانتخابات البرلمانية مدعومًا بعلاقات مع عدد كبير من الإعلامين ورجال الأعمال. ويمتلك فودة بعد خروجه من السجن، شبكة من العلاقات برجال الأعمال والإعلامين أبرزهم أبو هشيمة ومحمد الأمين وإيهاب طلعت، بالإضافة إلى علاقاته بعدد كبير من الفنانين والمثقفين وعلاقات برجال الدولة ومحافظين وعائلات كبرى، ويستفيد في ترشحه من كافة العلاقات، الأمر الذي جعل قناة كبرى مثل "أون تي في" أن تنقل مؤتمره الجماهيري مباشرة، في سابقة إعلامية لمرشح في الانتخابات بالأقاليم. واختفى محمد فودة، عن الأضواء، بعد خروجه من السجن، ثم ظهر بعد ذلك 25 يناير 2011، بصحبة رئيس تحرير موقع شهير، أصبح يتبنى نشر أخباره ومقالات، ثم تزوج فودة من الممثلة غادة عبد الرازق، لكنه هذه المرة تحول إلى مليونير وأصبح واحد من أغنياء مصر، ولا أحد يعلم مصادر أمواله ولا من أين آتى بها. سر ثروة فودة وعلاقته برجل الأعمال القطرى الشيخ محمد بن سحيم ورغم التساؤلات حول أمواله، إلا أن مصادر أكدت ل"التحرير" أن أموال فودة تعود لعلاقة تربطه برجل الأعمال القطرى الشيخ محمد بن سحيم، وتوثقت العلاقات بينهما عن طريق أحمد أبو هشيمة، الذي تربطه صداقة قوية بفودة. وتربط فودة وبن سحيم وأبو هشيمة علاقات مالية مجهولة، إلا أن فودة رغم تغريمه 3 ملايين في القضية التي سجن بها، إلا أنه خلال عمله مع فاروق حسني استطاع تكوين ثروة كبرى وتضخمت من خلال الاموال القطرية.. ولكن السؤال هل يكون فوده رجل قطر في البرلمان ؟ وظهرت أموال وعلاقات فودة بقوة، فى يوليو 2014 حين أقام دورة رياضية فى رمضان، وحضر الحفل الختامى محمود طاهر رئيس النادى الأهلى، وعدد كبير من نجوم الكرة والفن منهم جمال عبدالحميد نجم منتخب مصر، وعزمى مجاهد القيادى باتحاد الكرة، وسامح الصريطى ومحمد شعلان وطارق لطفي. وتوالت مشروعات فودة، وأقام مركز شباب بزفتى ولم يتوقف فى تقديم الدعم المادى لكل ما تحتاجه الدائرة خاصة القرى من مخصصات مالية، وأقام مراكز شباب وبناء وترميم عدد من المساجد، ودعا وزير البترول شريف إسماعيل لعمل محطة غاز وتوصيله إلى زفتى، ثم دعا وزير الصحة عادل عدوى لوضع حجر الأساس لمستشفى زفتى الذي أقامه فوده، وأعلن أيضًا أنه حصل على قرار وزارى من وزير البترول بإقامة محطة غاز طبيعى فى زفتى وتوصيل الغاز الطبيعى لها. وأعلن فودة ترشحه للانتخابات البرلمانية، ولم يكن هذا هو طموحه الأول بل انه كان على وشك دخول البرلمان في تجربة سابقة مستخدمًا فاروق حسنى ووزير الكهرباء الراحل ماهر أباظة وعدد من الوزراء الذين أقاموا مشروعات له في زفتى، ودعاهم لزيارة زفتى، إلا أن رئيس الوزراء الراحل عاطف صدقي، علم بالأمر وتدخل لمنع زيارة عدد من الوزراء لزفتى، وعنف فاروق حسني وماهر أباظه وأصدر تعليماته بعدم إقامة مشاريع لخدمة ودعم محمد فودة، ثم جاءت تعليمات عليا بانسحاب فودة من الانتخابات وتجميد عدد من المشاريع التي كانت تتم لصالح زفتى على حساب باقى المحافظة. وكان وراء ما حدث هو "يوسف والي" نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة وقتها وكان الأمين العام للحزب الوطني، هو الذى أبلغ رئيس الوزراء بوقف دعم حسنى وأباظة لمحمد فودة، ثم أخبر الرئيس مبارك بذلك أيضًا. بائع "الآيس كريم" الذي أصبح أقرب أصدقاء أبو هشيمة بدايات فودة كانت بسيطة، كما قال بعض أهالي زفتى، بدأ كبائع "آيس كريم" بزفتى وحاصل على دبلوم صنايع، لكنه كان طموحًا وانتقل للقاهرة، وتوسط له وزير الشباب الراحل عبدالأحد جمال الدين، ابن زفتى، ووجد له فرصة للعمل فى بوفيه وزارة الثقافة ولكنه انطلق داخل الوزارة حتى تولى منصب مستشار الرئيس للشئون الاعلامية والصحفية. واستفاد فودة من كل أبناء زفتى الوزراء السابقين وهم عبدالأحد جمال الدين وصفوت الشريف ومحمود أبوزيد، واستخدم كل السبل حتى أصبح أهم رجل في وزارة الثقافة وقت فاروق حسني، بل وأهم من الوزير نفسه، وكون ثروة ضخمة وتوسعت علاقاته بشكل مثير للجدل وكون شبكة علاقات غير مسبوقة تضم إعلاميين ومثقفين وسياسين ورجال دولة ومحافظين ورجال أعمال ومسئولين كبار، حتى تم سجن فوده فى قضية "المشاهير الكبرى" التي اتهم فيها مع محافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندى، عام 1997 بالكسب غير المشروع وتسهيل الاستيلاء على أراضى الدولة التابعة لهيئة الاثار.