الآن.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 12 مايو 2024 (للبيع والشراء)    عيار 21 ينخفض الآن.. أسعار الذهب اليوم الأحد 12 مايو 2024 بالصاغة (آخر تحديث)    طلعت: كفاءة الشباب المصرى وقدرته على تطويع التكنولوجيا تمثل عنصرا جاذبا لاستثمارات الشركات العالمية في مجالات الاتصالات    تعرف على أسعار خراف عيد الأضحى 2024    رئيس بلدية رفح: المستشفيات خرجت عن الخدمة و الآبار ومحطات التحلية جفت    حاكموا نتنياهو.. مطالب دولية باعتبار رئيس وزراء الاحتلال مجرم حرب (فيديو)    جوميز يستقر على تشكيل الزمالك لمواجهة نهضة بركان    «بلدية المحلة» يحسم مصير أحمد عبدالرؤوف بعد الخسارة أمام الأهلي    الأهلي يقرر إرسال مذكرة احتجاج لاتحاد الكرة بسبب التحكيم    شهاب الدين أحمد: هدفي في شباك الاتحاد الليبي الأفضل في مسيرتي    حار نهاراً والعظمى في القاهرة 29.. حالة الطقس اليوم    تفاصيل صادمة.. يكتشف أن عروسته رجلاً بعد 12 يوماً من الزواج    "حشيش وترامادول".. النيابة تأمر بضبط عصام صاصا بعد ظهور نتائج التحليل    "الأوقاف" تكشف أسباب قرار منع تصوير الجنازات    يسرا: عادل إمام أسطورة فنية.. وأشعر وأنا معه كأنني احتضن العالم    الصحة: لدينا مخزون كافي من اللقاحات.. ولم نستورد "استرازينيكا" منذ عام    تأهل 8 مصريين للجولة الثالثة من بطولة CIB العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    وزير الشباب والرياضة يفتتح البيت الريفي وحمام سباحة بالمدينة الشبابية في الأقصر    على خطى مبابي.. نافاس يعلن رحيله عن باريس سان جيرمان    استشهاد 19 فلسطينيا فى قصف إسرائيلى على دير البلح وحى الصبرة    عاجل.. الرئيس الأمريكي: إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف النار في غزة    وزير الخارجية التونسي يُشيد بتوفر فرص حقيقية لإرساء شراكات جديدة مع العراق    أطول عطلة رسمية.. عدد أيام إجازة عيد الاضحى 2024 ووقفة عرفات للموظفين في مصر    حبس سائق السيارة النقل المتسبب في حادث الطريق الدائري 4 أيام على ذمة التحقيقات    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر    جهاز مدينة 6 أكتوبر ينفذ حملة إشغالات مكبرة بالحي السادس    أرخص السيارات العائلية في مصر 2024    محمد منير مفاجأة حفل زفاف ابنة مصطفى كامل    إسلام البحيري يوضح: تكوين تحترم المؤسسة الدينية ولا تصطدم مع الأزهر    يا مرحب بالعيد.. كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024    أستاذ لغات وترجمة: إسرائيل تستخدم أفكارا مثلية خلال الرسوم المتحركة للأطفال    على الدين هلال: مصر تحملت الكثير فى القضية الفلسطينية ولم تنسق مع الاحتلال    خطأ هالة وهند.. إسلام بحيري: تصيد لا يؤثر فينا.. هل الحل نمشي وراء الغوغاء!    تعرف على مواصفات التاكسي الطائر في موسم الحج 2024    بعيداً عن شربها.. تعرف على استخدامات القهوة المختلفة    تخلص منها فوراً.. علامة إذا وجدتها في البطيخ فلا تأكله    «التعليم» تعلن حاجتها لتعيين أكثر من 18 ألف معلم بجميع المحافظات (الشروط والمستندات المطلوبة)    علي الدين هلال: الحرب من أصعب القرارات وهي فكرة متأخرة نلجأ لها حال التهديد المباشر للأمن المصري    ميلان يسحق كالياري 5-1 في الدوري الإيطالي    4 قضايا تلاحق "مجدي شطة".. ومحاميه: جاري التصالح (فيديو)    حظك اليوم برج العذراء الأحد 12-5-2024 مهنيا وعاطفيا    اليوم.. طلاب ثانية ثانوي بالقاهرة يؤدون امتحاني تطبيقات الرياضيات وجغرافيا    بايدن: سيكون هناك وقف لإطلاق النار غدًا إذا أطلقت حماس سراح الأسرى    وفاة نائب المستشار السويسري أندريه زيموناتزى أثناء رحلة تزلج    "رؤوسهم معلقة ومعصوبي الأعين".. تحقيق يكشف انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين بمركز احتجاز    خلال تدشين كنيسة الرحاب.. البابا تواضروس يكرم هشام طلعت مصطفى    رئيس جامعة طنطا يهنىء عميد كلية الطب لاختياره طبيبا مثاليا من نقابة الأطباء    وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد    "صحة أسوان" تنظم قافلة طبية مجانية بقريتى العتمور ودابود    وزير الشباب: إنشاء حمام سباحة وملعب كرة قدم بمدينة الألعاب الرياضية بجامعة سوهاج    تيسيرًا على الوافدين.. «الإسكندرية الأزهرية» تستحدث نظام الاستمارة الإلكترونية للطلاب    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي يكتب ل «الديلي نيوز».. إجراءات إصلاحية وسياسات اقتصادية
نشر في التحرير يوم 07 - 09 - 2015

شدَّد الرئيس عبد الفتاح السيسي على "استمرار الإجراءات الإصلاحية للسياسات الاقتصادية، وما شملته من خطوات نحو ترشيد الدعم وتعديلات التشريعات الضريبية لتكون أكثر عدالة وتحفيزًا للاستثمار.
وطرح الرئيس السيسي، في مقال كتبه لجريدة الديلي نيوز إيجيبت، في عددها الصادر اليوم الاثنين، بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي لمؤسسة اليورومني بالقاهرة، حول بدائل تمويل المستقبل الاقتصادى لمصر، عددًا من التحديات التي واجهته في الفترة التي بدأت مع توليه رئاسة الجمهورية، وكيف تمَّ التعامل معها.
واستعرض الرئيس رؤيته لمستقبل الاقتصاد المصري ومستهدفات الحكومة وخططها لتحقيق النمو على صعيد الناتج المحلي الإجمالي وخفض عجز الموازنة وتخفيض مستويات الدين العام.
وشرح الرئيس الآثار التي ترتبت على قرارات اتخذتها الحكومة خلال الفترة الماضية مثل تعديلات ضريبة الدخل وهيكلة دعم الطاقة التي أدَّت إلى زيادة مخصصات الإنفاق على التعليم والصحة في موازنة العام المالى الجاري، منوِّهًا إلى أنَّه بينما لا يزال الوقت مبكرًا إلا أنَّ المردود الأولي لسياسات الاقتصاد الحكومية واعد حيث بلغت تقديرات النمو 4.2% في موازنة 2014 - 2015 بعد عدة سنوات من نمو سنوي يدور حول 2٪ فقط.
وقال إنَّ الحكومة تستهدف الوصول بمعدلات الدين العام إلى مستويات بين 80 و85% فى العام المالى 2018 – 2019، مؤكدًا السعي نحو الوصول بالنمو إلى 5٪ خلال العام المالي الحالي بفضل ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
وأوضح أنَّ ما تخطِّط له الحكومة يستلزم على الأقل عملية إعادة هندسة ضخمة للنشاط الاقتصادي في مصر بالكامل، وتجري إعادة هيكلة الاقتصاد بما فيه من موارده طبيعية وبشرية غير مستغلة لفترة طويلة جدًا، فضلاً عن تحديثه وتعديله بحيث يمكن أن يستفيد من إمكاناته بالكامل.
وأشار الرئيس السيسي إلى إمكانية الاستفادة من دروس فترة الازدهار الاقتصادي الأخيرة التي شهدتها مصر خلال منتصف العقد الاول من القرن الحالي؛ للتأكد من أنَّ هذه المرة سوف يستفيد كل المصريين من النمو وليس مجرد عدد قليل؛ لضمان توزيع ثمار النمو بصورة عادلة وأن يتحمل الإصلاح بصورة أكبر أولئك القادرون على تحمل آثاره بينما الفئات الأكثر ضعفا تبقى محمية.
وإلى نص المقال:
في العام الماضي، قررت مصر استعادة التحكم في مصيرها، وشرعت بعزم لا يلين في عملية تجديد سياسي واجتماعي واقتصادي فكانت خطوتها الأولى استعادة الحياة السياسية في البلاد من خلال إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد وانتخابات رئاسية حيث كان الانتهاء بنجاح من الاثنين علامتين سياسيتين هامتين لهما دور فعال في استعادة الثقة في الدولة المصرية ومؤسساتها.
والإنجاز السياسي المقبل هو الانتخابات البرلمانية التي ستجري في أكتوبر ونوفمبر المقبلين خلال العام الجاري حيث أتطلع إلى المساهمات التي سيقدمها البرلمان لإعادة بناء مصر، ليس فقط فيما يتعلق بصياغة قوانين جديدة مع أهميتها في تعزيز مشترك لمسار البلاد نحو التنمية والازدهار بشكل أكبر ولكن بصفة خاصة لدوره في مراقبة أداء الحكومة وتمثيله لمصالح الشعب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، من المهم الإشارة إلى أنَّ مصر واجهت أزمة داخلية حادة خلال فترة التحول السياسي تسببت في تكاليف اقتصادية ومالية كبيرة منها تضخم العجز في ميزانية الحكومة أكثر من 10% وتقلص احتياطيات النقد الأجنبي كما ارتفع التضخم.
وناضل العديد من الشركات للاستمرار واضطر بعضها لإغلاق أبوابها، وتراجع كثير من المواطنين لما تحت خط الفقر وزادت أعداد العاطلين عن العمل، فهذه هي مجموعة الظروف الاقتصادية التي واجهتني كرئيس منتخب حديثًا في عام 2014.
وكان من المهم للغاية وضع الاقتصاد على المسار الصحيح وتخفيف معاناة الشعب المصري وإعطاء المصريين الأمل في المستقبل حيث كلفت الحكومة التي عينتها بعد فترة وجيزة من تولي منصب الرئيس بتجهيز خطة عمل ذات مصداقية وفعالية.
كان يجب أن تلهم الخطة الثقة في آفاق الاقتصاد من خلال معالجة الاختلالات بالتصدي لمشكلات مصر المتعلقة بالاقتصاد الكلي وضعف البنية التحتية على نطاق واسع، بما في ذلك النقص في قطاع الطاقة والنقل بجانب إرساء أساس جديد للنمو المستدام من خلال تحفيز الإنتاجية والاستثمار وخلق فرص العمل.
وعلاوةً على ذلك، يجب وضع الاقتصاد على الطريق الصحيح لتحقيق المطالب المشروعة للشعب المصري في حياة بها قدر أكبر من الاستقرار والأمن والكرامة، وكذلك تحقيق تحسن ملموس في نوعية ونطاق القدرة على الحصول على الخدمات التي يستحقونها.
قابلت الحكومة هذا التحدي الهائل عن طريق وضع وتنفيذ مجموعة شاملة وبعيدة المدى من السياسات والبرامج والمشروعات وتستحق قائمة الإنجازات الرئيسة خلال العام والنصف الماضي الإشارة إليها فيما يلي:
(1) تمَّ الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديد في الوقت المحدد في فترة قياسية "سنة واحدة"، مما يدل على قدرة الحكومة على تنفيذ المشروعات الكبيرة والمعقدة كما وعدت، ولن تعزز القناة الجديدة فقط القدرة التنافسية لمصر على المدى الطويل في التجارة الدولية وتوليد إيرادات إضافية للدولة، وإنما ستكون جزءًا من مساعٍ أوسع لتطوير منطقة اقتصادية جديدة تعمل جنبًا إلى جنب مع ممر القناة تشمل المجمعات الصناعية، والمناطق اللوجستية والمنتجعات السياحية وغيرها من المشروعات التي تقدم فرصًا جديدةً للقطاع الخاص و للباحثين عن وظيفة.
(2) لقد شيدت الحكومة طرقًا جديدةً في العام الماضي لتوسيع شبكة الطرق الوطنية لتسهيل النقل والتجارة الداخلية ونعمل أيضًا على استصلاح مليون ونصف مليون فدان لزيادة الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي بالاضافة إلى مشروعات البنية التحتية الأخرى وإصلاحات تعالج احتياجات مصر التي لم يتم تلبيتها طويلاً من إمدادات المياه والصرف الصحي والنقل والسكك الحديدية والموانئ والمستشفيات والمدارس.
(3) كما بدأنا وبقوة ضبط الأوضاع المالية العامة في السنة المالية 2014 - 2015، فعلى جانب الإيرادات أدخلت الحكومة تعديلات على قانون الضرائب لجعل النظام الضريبي أكثر إنصافًا وأوسع تغطية، وتحسين معدلات صعودها، ويشمل هذا الإجراء الأخير توحيد الحد الأقصى للضريبة على الدخل عند مستوى 22.5٪، والذي سوف ينطبق أيضًا على المناطق الاقتصادية الخاصة التي كانت تخضع سابقا إلى معدل ضريبي 10٪.
وباتخاذ هذه الخطوة، تسد الحكومة ثغرة العبء الضريبي وبالتالي تحقيق العدالة في السياسة الضريبية مع زيادة فرص توليد الدخل، وبالإضافة إلى ذلك بدأت الحكومة تطبيق الضريبة العقارية التي صدرت في عام 2008 والتي لم يتم تطبيقها من قبل، كما أصدرت قانون بضريبة 10٪ على أرباح الأسهم المتداولة في البورصة.
في الوقت نفسه، تمَّ تبسيط إدارة الجمارك وتحديثها، مما أدى إلى قفزة قوية في الإيرادات الجمركية بينما تم الحد من التكاليف، وهناك قانون التعدين الجديد الذي يحل محل قانون عام 1953 والذي يفسح الطريق للاستفادة من الإمكانات غير المستغلة في قطاع التعدين وكذلك تقدم مصدرًا جديدًا للإيرادات.
وفيما يتعلق بالنفقات، تحركت الحكومة قدمًا في إصلاحات دعم الطاقة بجرأة كما بدأت إجراءات للسيطرة على فاتورة أجور القطاع العام، وإجمالاً، فإنَّ جهد ضبط أوضاع المالية العامة الأساسية في العام المالي 2014 - 2015، مع استبعاد المنح من حكومات أجنبية، حيث وردت لمصر منحا كبيرة في السنة المالية 2013 - 2014 ولكن ليس في السنة المالية 2014 - 2015 نجح في الحد من النفقات بنحو 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي وبكل المقاييس فإنَّ تصحيح أوضاع المالية العامة في سنة واحدة يعد عملاً استثنائيًّا، وخاصة بالنسبة لبلد تخرج من صعوبات كتلك التي تشهدها.
(4) تمثل خطوة خفض دعم الطاقة في يوليو 2014، وهو التعديل الذي بلغ وحده 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، بدايةً مبشرة لخطة متوسطة الأجل للتخلص من هذا الدعم تمامًا تقريبًا، باستثناء الدعم في منتجات الوقود والكهرباء التي يستهلكها الفقراء.
وتتعدد أبعاد أهمية إصلاح منظومة الدعم حيث تحول الحوافز بعيدًا عن النشاط الاقتصادي ذو الكثافة الرأسمالية نحو الأنشطة كثيفة العمالة التي تحتاجها مصر، وهو يدل أيضًا على تحسن نوعي أساسي في طبيعة الإنفاق الحكومي، وترشيده من أجل خلق مجال للإنفاق على استثمار رأس المال والخدمات العامة واستهداف التحويلات النقدية.
وقد انعكس هذا التحول على مخصصات الميزانية في السنة المالية 2014 - 2015 في مجالات الصحة والتعليم والتي فاقت دعم الطاقة للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، وكانت هذه السياسة اختيار جيد من الحكومة قبل الانخفاض الحاد في أسعار البترول العالمية بعد أكتوبر 2014 وهو ما ساهم في مزيد من التقليص من وزن دعم الطاقة في الموازنة.
(5) أطلقت الحكومة برامج "تكافل" و"كرامة" والتي توزع أموالاً نقديةً مباشرةً إلى المستفيدين المعنيين في أفقر مناطق مصر بتغطية تصل إلى 500 ألف أسرة خلال العام المالي الحالي ومن المخطط لها التوسع على مدى ثلاث سنوات قادمة لتصل عدد الأسر المستفيدة إلى 1.5 مليون أسرة.
(6) مكنا الإصلاح المالي من تخصيص مساحة إضافية في موازنة العام الحالي لزيادة الإنفاق الرأسمالي إلى 75 مليار جنيه، بزيادة تصل إلى 25٪ بالمقارنة بالعام المالي السابق، في حين أن المبلغ المرصود في الميزانية لا يزال أقل بكثير من احتياجات مصر، وتمضي الحكومة قدما في الجهود الرامية إلى تشجيع القطاع الخاص على تأدية دور أكبر في تقديم الخدمات وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك عن طريق الشراكة بين القطاعين العام والخاص وغيرها من الوسائل.
(7) وقد تم إصلاح نظام دعم المواد الغذائية لتحسين نوعية ونطاق اختيار السلع المقدمة للجمهور مع الحد بشكل ملحوظ من تسرب الدعم فبدلاً من نظام الحصص السابق الذي يقلص السلع الغذائية الأساسية للمستفيدين إلى خمسة فقط، يقدم النظام الجديد نقطة نظام تسمح للمستهلك بشراء ما يختاره من بين ما يقرب من 100 سلعة.
(8) كما تمَّ تحرير قطاع الكهرباء لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في كل من الطاقة التقليدية والمتجددة ومع إقرار قانون تحرير الكهرباء في يوليو 2015 سوف تنتقل الدولة إلى دور تنظيمي صارم بينما المسؤولية عن توليد الطاقة وتوزيعها سيتحول إلى القطاع الخاص وبالإضافة إلى ذلك، شهد عام 2014 وضع الإطار القانوني لتعريفات تغذية الطاقة لتعزيز تنمية مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
(9) ويجري مواجهة عجز الكهرباء بإضافة قدرات جديدة لتوليد الكهرباء يتم ربطها على الشبكة القومية هذا العام، وسيضمن توفير طاقة كافية لتلبية الطلب على الوحدات السكنية والصناعية على حد سواء حيث نتوقع أن تستمر تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة استباقية خلال السنوات المقبلة، بدعم من عزمنا على الوفاء بالالتزام بالقضاء على معظم الدعم على فاتورة الكهرباء والوقود كما ذكرناها سابقًا.
(10) تمَّ تعديل عدد من القوانين أو أدخلت تعديلات على أخرى لتعزيز بيئة الأعمال المحلية وتعزيز سيادة القانون، وتشمل أبرز الإصلاحات التشريعية والتعديلات التي أدخلت على قانون الاستثمار تعزيز الاستقلال وسياسة الشباك الواحد وبالتالي تبسيط العمليات المختلفة للمستثمرين، ويتضمن قانون الاستثمار الجديد أيضًا آلية تسوية المنازعات استنادًا إلى أفضل الممارسات الدولية، ومن بين التشريعات المهمة الأخرى التي تمَّ مؤخرا إقرارها لتحسين الظروف لممارسة الأعمال في مصر هي قانون التمويل متناهى الصغر والتعديلات التي أدخلت على قانون المنافسة.
(11) تمَّ تسوية قرابة 300 من المنازعات القانونية مع المستثمرين الأجانب ويجري العمل على القضايا المتبقية حاليًّا.
ويعتبر الهدف الرئيسي لجميع السياسات والبرامج والمشاريع ذو شقين: ضمان الاستدامة على المدى الطويل عن طريق تصحيح اختلالات التمويل متناهى الصغر في البلاد وخلق منصة حيوية وتنافسية جديدة يقودها القطاع الخاص لتحقيق النمو.
ويستلزم ما تخطط الحكومة له على الأقل عملية إعادة هندسة ضخمة للجهاز الاقتصادي في مصر بالكامل، وتجري إعادة هيكلة الاقتصاد بما فيه من موارده طبيعية وبشرية غير مستغلة لفترة طويلة جدًا فضلاً عن تحديثه وتعديله بحيث يمكن أن يستفيد من إمكاناته بالكامل، في نفس الوقت، يمكن الاستفادة من دروس فترة الازدهار الاقتصادي الأخيرة التي شهدتها مصر خلال منتصف العقد الأول من القرن الحالي للتأكد من أن هذه المرة سوف يستفيد كل المصريين من النمو وليس مجرد عدد قليل، وهذا يعني أننا سوف نضمن توزيع ثمار النمو بصورة عادلة وأن عبء الإصلاح يقع أكثر على أولئك الذين لديهم القدرة على تحمل آثاره في حين أنَّ الفئات الأكثر ضعفًا تبقى محمية.
وبينما لا يزال الوقت مبكرًا إلا أنَّ المردود الأولى لسياسات الاقتصاد الحكومية واعد حيث بلغت تقديرات النمو 4.2% في موازنة 2014 - 2015 بعد عدة سنوات من نمو سنوي يدور حول 2٪ فقط.
ونسعى للوصول بالنمو إلى 5٪ خلال العام المالي الحالي بفضل ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، واستمرار انتعاش السياحة، وتنفيذ مشروعات متنوعة في مجالات الطاقة الجديدة والبنية التحتية والاستصلاح الزراعي بجانب بدء المرحلة الثانية من مشروع تطوير قناة السويس.
ويهدف سرد إنجازات العام الماضي وعدة أشهر إلى تأكيد أننا نفذنا كثيرًا مما نحن ملتزمون به رغم كافة الصعوبات في وقت تعرضت فيه الحكومة لضغط كبير لاعتماد نهج يحقق لها الشعبية بجانب العديد من المخاوف من أن ضبط أوضاع المالية العامة سيؤدي لوأد الانتعاش الاقتصادي في مهده قبل أن يحصل على فرصة ليزدهر.
وعلى الرغم من هذه الضغوط كنا على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة والمضي قدمًا في إصلاحات متأخرة طويلاً ومثيرة للجدل كانت الحكومات السابقة تعرف أنها ضرورية ولكنها لم تنفذها.
في نفس الوقت لا أقلل من التحديات السياسية والهيكلية التي كنا نصارعها وكذلك التي ما زالت تنتظرنا فعملية التحول ليست سهلة أبدًا، وخلق نموذج جديد للنمو الاقتصادي حتمًا يولد مقاومة من بعض الجماعات، لقد واجهنا التأخير في تنفيذ بعض الإجراءات الجديدة، بينما في حالات محددة تمَّ وضع إصلاحات أخرى على قائمة الانتظار مؤقتًا، ومع ذلك، فإنَّ هذه التحولات لن تثنينا عن عزمنا على مواصلة الإصلاحات، لقد كنا طموحين في تحديد مرحلة أولية من الانتعاش الاقتصادي، وهو ما تحقق بقوة دفع جيدة حتى الآن، ولكننا نعلم أنَّ من الضروري تعميق جهود الإصلاح فإذا لم نفعل ذلك، فنحن نخاطر بفقدان المصداقية والثقة التي حصلنا عليها حتى الآن، ولن نغش المصريين حول المستقبل الأكثر إشراقًا الذي يستحقونه، وسيستمر جوهر جهود الإصلاح لدينا ليظل ضبط أوضاع المالية العامة تدريجيا من أجل استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي والضغط باتجاه قطاع خاص أقوي وأكبر.
ويعد الهدف الرئيس هو النزول بالدين المحلي لدينا لنحو 80-85٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول السنة المالية 2018 - 2019، كما أعلنت الحكومة في وقت سابق، وفي الوقت نفسه، سوف نستمر في تحقيق التوازن بين هدف ضبط أوضاع المالية العامة مقابل التزامنا الثابت بتعزيز العدالة الاجتماعية، مع جزء من المدخرات المتوفرة من مختلف تدابير التقشف وتوجيهها لتمويل برامج التنمية، فضلاً عن الخدمات للفقراء.
فعلى سبيل المثال، يتم توجيه 50٪ من حصيلة الضريبة العقارية لتحسين الأوضاع في الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية والريفية، وهذا التوازن يعني أن ضبط أوضاع المالية العامة سيكون أقل عدوانية بكثير من تحقيقه بطريقة آخرى، ولكن وتيرة الإنجاز ستكون مناسبة في ضوء الأولوية في مصر لبناء مجتمع أكثر عدلاً وهو هدف نبيل في حد ذاته كما أنَّه يصون استدامة السياسية الإصلاحات.
وتتصدر التعديلات المقترحة على الضريبة العامة على المبيعات ونحن ننظر في الأفق القريب إلى الإصلاحات الرئيسة حيث كانت تهدف لتصبح أهم عامل في جهد زيادة إيرادات العام المالي الماضي، ولكن تمَّ تأخيرها للسنة المالية الحالية.
وسيسهم الإصلاح المخطط له في نقل مصر نحو تطبيق ضريبة القيمة المضافة "VAT" هو النظام الذي لن يقتصر فائدته فقط على زيادة الإيرادات للمساهمة في ضبط أوضاع المالية العامة على المدى المتوسط ولكن أيضًا تعزيز حوافز الاستثمار، ومن خلال إخضاع الخدمات التي لا يتم دفع ضرائب عليها وتوحيد نسبة الضرائب على السلع والخدمات، فإن النظام الجديد سيؤدي إلى توسيع القاعدة الضريبية وتعزيز العدالة الضريبية. وستساعد آلية الاسترداد السريع وهي جزء لا يتجزأ من تصميم القانون الجديد أيضًا على تحسين التدفق النقدي للشركات.
وتتوقع الحكومة أنَّ هذه المزايا الضريبية ستشجع العاملين بالاقتصاد غير الرسمي على الانضمام إلى القطاع الرسمي كما أنَّها ستساعد المشروعات الصغيرة لتصبح أكبر حجمًا وأكثر قدرة على المنافسة ضمن جهود تعزيز النمو وخلق المزيد من فرص العمل، وتعد الحكومة أيضًا نظامًا ضريبيًّا مبسطًا للشركات الصغيرة والمتوسطة يجمع بين المبيعات وضرائب الدخل، للحد من متاعب البيروقراطية بالنسبة لهم.
وتمثل التقلبات، التي شهدناها مؤخرًا، في الأسواق العالمية كذلك مبررًا للأساس المنطقي لاستكمال أجندة الإصلاح في مصر، ففي حين أنَّه تمَّت هيكلة إطار سياستنا الاقتصادية بالفعل لإدارة التحديات الداخلية فإنَّه يجب أن نستمر في بناء مصدات أقوى ضد المخاطر الخارجية المحتملة، وفي نفس الوقت، بينما قد يترتب على الوضع العالمي حاليا بعض الآثار غير المباشرة السلبية على مصر، فإنَّ انخفاض أسعار السلع الأساسية يمكن أيضًا أن يخلق فرصًا جديدةً المستثمرين "أصحاب المبادرة".
ولتعزيز المرونة الاقتصادية في مصر على المدى الطويل، نحن بحاجة أيضًا إلى التركيز على تعزيز وتعميق التصنيع لدينا وقاعدة الإنتاج، وزيادة القيمة المحلية المضافة، وتحسين كفاءة القوى العاملة المصرية.
وفي النهاية، ستظل الأسس الاقتصادية الجيدة والبيئة المواتية للقطاع الخاص والاستثمار الأجنبي وتطوير نموذج نمو يعتمد على السوق المحلية الكبيرة في مصر أفضل وصفة لسياسة الحفاظ على النمو وحماية الرفاهية الاجتماعية للشعب المصري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.