كتب - حجاج إبراهيم المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، أحد أشهر من تولوا منصب وزير الدفاع في مصر، ولد في 15 يناير 1930 بقرية زهور الأمراء، مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، ورحل عن عالمنا في مثل هذه اليوم من عام 2008.. بدأت حياته العسكرية بالتحاقه بالكلية الحربية والتخرج فيها عام 1949.. تولى حقيبة وزارة الدفاع في أواخر عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وبداية عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لعدة سنوات. مسيرة عسكرية كان للمشير أبو غزالة، رحلة عسكرية بدأت بمشاركته في حرب فلسطين عام 1948، ثم مشاركته في ثورة 23 يوليو 1952، حيث كان واحدا من الضباط الأحرار، بالإضافة إلى حرب السويس، وكان أداؤه متميزا، وشارك في حرب أكتوبر 1973 كونه قائدا لمدفعية الجيش الثانى، وتدرج فى المواقع القيادية العسكرية، حتى عين مديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ثم وزيرا للدفاع والإنتاج الحربى، وقائدا عاما للقوات المسلحة فى عام 1981، وترقى إلى رتبة مشير فى 1982، ثم أصبح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى وقائدا عاما للقوات المسلحة فى 1982. رفض الانقلاب قال رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري في مذكراته إن المشير أبو غزالة، رفض في بداية حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك القيام بانقلاب عسكري بناءً على طلب أحد القادة العسكريين في عام 1986 إبان أحداث أزمة الأمن المركزي الشهيرة. وأكد الجنزوري أن أبو غزالة رفض هذه الفكرة الخاصة بالتخلص من مبارك قائلا: "إذا وصلت إلى السلطة بهذا الشكل سيتكرر الأمر لأجد من ينقلب ضدي ويطيح بي من السلطة". وأشار الجنزوري إلى أن أبو غزالة عمل بكل شرف لتجاوز محنة أحداث الأمن المركزي ليعيد الأمان إلى مصر، ليعود بعدها بقواته إلى الثكنات، دون أن يطلب المقابل من مبارك، الذي كان مهددًا بإنهاء حكمه على خلفية هذه الأحداث. وأوضح الجنزوري أن "مبارك" كافأ "أبو غزالة" على هذا الموقف، بعد 3 سنوات من هذه الأحداث بعزله من منصب وزير الدفاع، ليطيح به خارج السلطة، بعد أن أحسَّ بتنامي شعبيته عسكرياً، بين ضباط الجيش وصف الضباط والجنود، وشعبيًا. صداقة إلى الأبد بعد ثورة 25 يناير، كشف مبارك عن حديث دار بينه وبين أبو غزالة صادقا مع المشير أبو غزالة قائلا: "بعد أعوام من خروجه من الخدمة، سألته بشكل مباشر هل كنت تطمع في الحكم، وأكد لي أبو غزالة أن هذا غير صحيح، وأنه لم يكن يتطلع لأكثر مما وصل إليه في المنصب العسكري، وحزن أبو غزالة، وبعدها بيومين أخبرني بأنه سيترك مصر ويتوجه إلى باريس، لكنني زرته وطلبت منه تغيير رأيه وعرضت عليه المساعدة في أي شيء يطلبه.. وطلب مني أبو غزالة أن يحافظ على صداقتنا حتى آخر يوم، فوعدته بذلك، وقد كان إلى أن فارق أبو غزالة الحياة في 6 سبتمبر 2008". مُلبي الطلبات يروي المهندس محمد نجيب أبو غزالة، ابن عم أبو غزالة، العديد من المواقف الإنسانية للمشير مع أفراد العائلة وأهالي مركز الدلنجات بل ومحافظة البحيرة، حيث كان يلبي كل طلباتهم ويسعى إلى تقديم كافة الخدمات إليهم وكان له دورًا بارزًا في خلق جيل عسكري وشرطي بعائلة أبو غزالة وبمركز الدلنجات، وساهم في تطوير البنية التحتية لقريتة ولمركز الدلنجات وكان إبنا بارا لوالديه ولاسرته وكان يحرص على التواصل مع أفراد عائلته في المناسبات والمواقف الصعبة على الرغم من انشغاله لحساسية منصبه. رافض الانقلاب في عام 1986 انتشرت شائعة بين جنود الأمن المركزي والجيش، تفيد بزيادة سنوات الخدمة العسكرية، لأصحاب المؤهلات العادية، من 3 إلى 5 سنوات، مما دفع جنود الأمن المركزي إلى التمرد، وحرق معسكراتهم، والخروج إلى الشارع، وحرق السيارات والمنشآت والاعتداء على المواطنين، ونهب وسرقة البنوك، وتهشيم الفنادق والمنشآت السياحية، في الوقت الذي استطاع فيه قادة الجيش، مواجهة هذه الشائعة والتمكن من حد انتشارها بين جنود القوات المسلحة. الأحداث كانت قادرة على إسقاط نظام مبارك، الذي وصل إلى سدة الحكم في أجواء مضطربة، عقب اغتيال الرئيس الأسبق، أنور السادات، مع تنامي قوة الجماعات الإرهابية، لولا تدخل المشير أبو غزالة، حرصًا على مصلحة الوطن، وحفاظًا على اليمين والولاء لرئيس الجمهورية، الذي قام بإنزال قوات الجيش، والخروج من الثكنات، لحماية مقدرات الوطن، واستطاع ردع هذا التمرد، الذي خلف مئات القتلى من جنود الشرطة. إقالة أمريكية غضب الغرب من أبوغزالة واستشعروا خطورته حيث كان يقوم بتطوير صواريخ طويلة المدي تحت اسم «كوندور 2» واستطاع مراوغة الولاياتالمتحدة في عدة صفقات أشهرها مناقصة دولية حول «دبابة الأبرامز» ولم تدخل الولاياتالمتحدة هذه المناقصة حتي لا تدعم مصر بسلاح يضمن لها الأفضلية عل إسرائيل إلا أن الولاياتالمتحدة فوجئت بعدد كبير من الدول الأوروبية نفذت المناقصة وعلي رأس هذه الدول بريطانيا فلم تجد الولاياتالمتحدة حلاً سوي التعاون مع مصر بدبابات «الأبرامز». وأسس أبوغزالة بتأسيس برنامج صواريخ سري لصناعة الصواريخ الباليستية بالتعاون مع العراق والأرجنتين واكتشفت بعدها الولاياتالمتحدة تهريب أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ واتهموا بعدها أبوغزالة بمحاولة اقتناء تكنولوجيا تسليح أمريكية بطريقة غير مشروعة وبعيداً عن أعين الجهات الرسمية في الولاياتالمتحدة. كل هذه المقدمات جعلت من أبوغزالة شبحاً يفزع أمريكا نفسها، وما إن جاءت الأوامر لمبارك المذعور حتي قرر أن يتم التخلص من أبوغزالة ولكن بعد حرقه تماماً لدى الشارع والمؤسسة العسكرية أيضاً لضمان عدم التعاطف مع المشير، وبدأت مخططات حرق المشير أبوغزالة باللعب علي وترين الأول هو سلاح الصفقات سواء صفقات السلاح أو البيزنس الخفي مع عدد من رجال الأعمال والثاني هو سلاح النساء والأخير تمثل في شائعة زواجه سريا من فنانة مشهورة.