كتب - أحمد مطاوع اخترع السويدى ألفريد نوبل الديناميت عام 1867، لاستخدامه فى مجالات التعدين وبناء سبكات النقل، فبرغم هذه الأهداف النبيلة تحولت المادة الجديدة إلى وسيلة للتدمير والقتل خلال الحروب والعمليات الإجرامية، ونفس الأمر قد يكون ينطبق بصورة غير مباشرة على محرك البحث الأشهر فى العالم "جوجل"، ففي عام 1996 شرع زميلى الدراسة الأمريكى لاري بيج والروسي الأصل سيرجي برين، فى تطوير البحث على الشبكة العنكبوتية الافتراضية "الإنترنت"، وفى عام 1998 بدأت فكرة الثنائى فى الخروج إلى النور بإنشاء محرك البحث جوجل لتنظيم البحث والمعلومات على الإنترنت، معتمدة على مبدأ حيادية الشبكة من خلال السماح لمستخدمى الإنترنت بالتحكم فى المحتوى. لكن مع مرور الوقت، ومع الإسهامات الكبيرة فى حركة المعلومات والتكنولوجيا الخاصة بها لشركة جوجل، وتعاظم دور المحرك الذى أصبح رقم واحد فى العالم، بعد تهافت مئات الملايين حول العالم على استخدام محرك البحث للحصول على المعلومات واكتساب المعرفة وتنوع الثقافات وإثقال الاهتمامات المعرفية، وتطور الخدمات والانفتاح على العالم والسعى والفضول لمعرفة كل صغيرة وكبيرة تدور فى محيط الكون، ومع تنامى الإقبال على المحرك وتحوله لأكبر مصدر لاستجلاب المعلومات، كان الطريق وبصورة غير مقصودة مفتوحًا أمام «جماعات الظلام». استغلت الجماعات المتطرفة، هذه الوسيلة التى تحضر العالم فى ضغطة زر، وقامت بنشر أفكارها المشوهة والعبث فى تفسيرات الأديان وفقًا لمعتقداتهم أو ما يريدون بثه وتثبيته فى المجتمعات، من نشر للعنف وأفكار القتل والتدمير للمخالفين، أو كما استغلته بلدان أخرى فى تدمير دول معادية وتصدير أفكار وسلوكيات شاذة. فى نوفمبر 2014، صدر تقرير مؤشر الإرهاب العالمى، عن الاتجاهات الدولية لانتشار الإرهاب وأنماطه خلال أعوام (2000- 2013)، فى 162 دولة، تضم 99.6% من سكان العالم، وأشار التقرير إلى أن العالم شهد خلال الأربعة عشر عامًا الماضية 48 ألف حادثة إرهابية "فى المتوسط 3428,6 حادثة إرهابية سنويًا"، 285,7 حادثة شهريًا"، وأزهقت تلك الحوادث أرواح 107 آلاف إنسان "في المتوسط أزهقت كل حادثة إرهابية 2,2 شخص"، وخلال عام 2013 أشار التقرير إلى أن الإرهاب زاد بمعدل خمسة أضعاف مقارنة بما كان عليه الوضع في عام 2000. ويعود الربط هنا إلى سهولة الحصول على المعلومات الخاصة بتصنيع الأسلحة، والقنابل اليدوية، وسهولة التعرف على المكونات الكميائية المستخدمة فى تصنيع هذه القنابل بأقل التكاليف، من خلال الحصول على المعلومات وكذلك الطرق مصورة بالفيديو عبر البحث على المحركات المخصصة لجلب المعلومات وحصرها كجوجل وغيرها، كذلك مع تطور الخدمات الخاصة بتحديد الأماكن وطرق الوصول إليه ومنافذ الدخول والخروج، ساعد الكثير من المتطرفين على الوصول لأهدافهم بسهولة. ففى مايو عام 2014، نشرت منظمة أمن المعلومات الدولية تقريرًا عن إقبال واهتمام الكثير من المصريين بالبحث بصورة كبيرة عن الألفاظ التي تدعو إلى العنف، وأن جملة "كيف تصنع قنبلة" وضعت مصر خلال شهر أبريل من نفس العام، على خريطة أكثر دول العالم بحثًا على جوجل بمعدلات تخطت ال83%، مشيرة بأن كلمة "اغتيال" وضعت مصر فى المرتبة الخامسة عالميا بنسبة 42%. واتهم عدد من النشطاء الشركة من وجهة نظرهم بتسهيل الجوانب السلبية كالبحث عن المواد الإباحية أو ما يتعلق بالجماعات المتشددة والإرهابية، لكن فينتون سيرف، أحد المشاركين في وضع بروتوكول "Internet Protocol" -الذي يعرف اختصارًا ب IP- ونائب الرئيس الحالي ل"Google"، قال في شهادته أمام الكونجرس الأمريكي عام 2006: "إن السماح لناقلات البيانات واسعة النطاق بالتحكم فيما يراه المستخدمون وما يفعلونه على الإنترنت سيؤدي بالضرورة إلى تقويض المبادئ التي أدت إلى نجاح..الإنترنت في المقام الأول".