"هل يتجاوز النشطاء القمامة إلى السياسة؟"، هكذا تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في تقرير لها حول أزمة القمامة اللبنانية التي اندلعت مؤخرًا. وقالت "الصحيفة" إن المحتجين اقتحموا مقر وزارة البيئة أمس الثلاثاء، في ما وصفته ب"خطوة تصعيدية" ضد الحكومة، حيث يحول الأزمة القائمة بشكل أساسي على جمع القمامة وإعادة تدويرها، إلى نطاق أوسع يشمل النظام الطائفي اللبناني والنخبة السياسية القوية في البلد، على حد تعبير كريستيان ساينس مونيتور. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن المطالب الأربعة الأساسية لحملة "طلعت ريحتكم" اللبنانية هي استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، ومحاسبة قوات الشرطة التي أطلقت النار في بداية المظاهرات، وانتخابات برلمانية، وحل مستدام لأزمة القمامة. كما أشارت إلى أن الحملة لاقت دعم شعبي هائل بسبب الإحباط من انقطاعات التيار الكهربائي يوميًا، ونقص الماء، والإنترنت البطئ والمكلف، والفساد المتفشي، والشلل السياسي، والازدحام المروري، فضلًا عن مشكلة القمامة. ووفقًا لمحللين، يواجه المتظاهرون صراعًا مريرًا في تحدي المؤسسة السياسية الراسخة في لبنان. ونقلت كريستيان ساينس مونيتور عن باسل صلوخ، أستاذ مساعد في الجامعة الأمريكيةاللبنانية: "إنهم ينتفضون ضد وحش عملاق، ولمحاربته ينبغي أن تفهم قدرات عدوك"، مضيفًا "قدرات النظام السياسي الطائفي ضخمة، فهو سياسي واقتصادي وتسيطر عليه المحسوبية". يمكن اعتبار لبنان مثالًا نادرًا على التعايش الطائفي في الشرق الأوسط، على حد قول الصحيفة، فهي دولة عربية ذات نظرة ليبرالية نسبية، لكن عليك أن تتعمق لمشاهدة "العفن" في قلب نظام السياسي. وأضافت كريستيان ساينس مونيتور "أن النخبة الحاكمة تأتي بالأساس من العائلات الإقطاعية الطائفية وجيل ما بعد الحرب الأهلية من القيادات العسكرية السابقة التي قسمت الغنائم الاقتصادية، لافتة إلى أنه يتم تمرير السلطة السياسية من والد إلى ابن". كما أشارت إلى أن نظام طائفي غامض كهذا يعني أنه لن يتم تحقيق الكثير دون حل وسط. وأخيرًا قالت إن حملة "طلعت ريحتكم" تواجه تحدي كيفية الحفاظ على زخمها ضد نظام لا يظهر رغبة قوية في الاستسلام أو الإصلاح.