بعد دقيقيتين من انطلاق مؤتمره الصحفي الذي تابعه مئات الآلاف من المشاهدين في الولاياتالمتحدة ودول العالم، سمع دونالد ترامب الذي يتصدر مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية سؤالا لا يروق له، فحاول إسكات ملقيه ذا الأصل اللاتيني بل وطرده من الغرفة بإيماءة لأحد حراسه. صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية أشارت إلى أن ترامب عمد إلى "إذلال وطرد" جورجي راموس النجم التلفزيوني الشهير وكبير مذيعي محطة "يونيفيجون"، فقط لأنه أراد طرح سؤال وهو واقف. وبحسب الصحيفة، قال راموس الذي كان واقفا في الصف الأمامي من الصحفيين، وهو أحد أكثر الأمريكيين من أصل مكسيكي تميزا في البلاد: "سيد ترامب، لدي سؤال". فعاجله الملياردير الأمريكي وإمبراطور العقارات الشهير برده: "معذرة.. إجلس. أنت لم تكن مدعوا. إجلس". ولكن راموس، الذي كان يحمل ورقة، حاول بهدوء أن يسأل ترامب حول خطته لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ومضى قائلا: "أنا مراسل صحفي ومهاجر، ومواطن عجوز. ولدي الحق في طرح سؤال". وعلى الفور قاطعه ترامب الذي تعهد بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين من الولاياتالمتحدة، قائلا: "لم يتم الإذن لك.. عد إلى يونيفيجين" في إشارة إلى المحطة، ثم أوما لأحد حراسه، الذين كانوا ينتشرون في جميع أنحاء الغرفة. فطلب المسؤول عن الأمن من راموس الخروج قبل أن يدفعه خطوة يليها بأخرى، وراموس يحاول الدفاع عن موقفه، إلى أن انتهى المشهد على ترامب يقول "لست ضده في شيء.. لم يكن في مكانه"، مقدما بذلك نموذجا عما سيفعله بالمهاجرين غير الشرعيين والمكسيكيين منهم بشكل خاص. ولفتت الصحيفة إلى طرد ترامب لأحد كبار مذيع التلفزيون أثارت موجة من الغضب على وسائل الإعلام الاجتماعي، في الوقت الذي سأله الصحفيون لماذا طرد راموس؟. وفي رده على التساؤلات، اتهم ترامب راموس في البداية، بانتهاك بروتوكول مؤتمره الصحفي. وقال إنه "وقف وبدأ في الصراخ" مضيفا: "من الواضح أنه شخص عاطفي للغاية". ولكن بعد لحظات، عاد راموس إلى مقعده في الصف الأمامي وناداه ترامب، قبل أن يشتبكا لمدة 5 دقائق، حول سياسة الهجرة، وهي القضية التي يمكلك حيالها الرجلان وجهات نظر مختلفة. يذكر أن راموس، حائز على "جائزة إيمي" الدولية 8 مرات، إضافة إلى جائزة Maria Moors Cabot للصحفيين، كإعلامي بخبرة 30 سنة، وأشهر نجم بمحطة "يونيفيجين" وألف كتب عدة في شؤون متنوعة، كما اختارته مجلة "تايم" الأمريكية هذا العام "بين 100 مؤثر وصانع للرأي العام".