لم تمنع الأنباء التي انتشرت مؤخرًا عن توصيل مواسير الصرف الصحي الخاصة بالمباني المطلة على شاطئ أبو قير بالإسكندرية، بمياه البحر، المصطافين من التردد على الشاطئ، بل ازدادت الأعداد خلال الأيام الأخيرة؛ بسبب الموجة الحارة التي تضرب أنحاء الجمهورية. "التحرير" التقت مع عدد من المصيفين وأهالي المنطقة ممن تركوا منازلهم وجاءوا للسباحة في مياه البحر الملوثة بالصرف، وقال أغلبهم إن تلوث المياه بالمجاري لم ولن يمنعهم من نزول البحر. عبد الرحمن محمد، مصيف قادم من محافظة البحيرة، يقول: جئنا إلى شاطئ أبو قير دون أن نعرف أن مواسير الصرف تصب في البحر، لكن ذلك لن يجعلني أرحل، فمياه البحر غير مستقرة، والبحر ينظف نفسه بنفسه، بسبب الموج، كما أننا لا نشرب هذه المياه، ولا أخشى أن تصيبني الأمراض. بينما تشير ريم مصطفى، ربة منزل، إلى أنها تأتي إلى الشاطئ للاستمتاع بمنظر البحر، وهوائه دون نزول المياه، مضيفة "طبعا مش فارق معايا المواسير دي، أنا مش بنزل المياه أصلًا، كمان العيال بيسبحوا في مكان نضيف مفيهوش مياه صرف". إسلام موسى، طالب جامعي، يقول: "الشعب يشرب المياه ملوثة بمياه المجاري، فلن يفرق معه أن تختلط مياه البحر مع الصرف، فضلًا عن أن البحر يستطيع تنظيف نفسه ذاتيًا من خلال الأمواج العالية، والمياه الجارية بسرعة، أما الأمر ليس كذلك في نهر النيل، الذي تصب في مياه الصرف والملوثات الصناعية والزراعية". وتصرف نحو 20 ماسورة مياه المجاري في مياه البحر، على شاطئ أبو قير، وهو الأمر الذي بدأ قبل 5 سنوات. أهالي المنطقة سبق وأن طلبوا من المسؤولين حل الأزمة، إلا أن أحدًا لم يتنبه، ما ألحق أضرارًا بأصحاب المقاهي والكافتيريات، حيث يحجم زبائن عن تناول مشروبات أو مأكولات بسبب الرائحة؛ فيما أصيب أطفال بالتسمم وأمراض معوية بسبب ارتياد المياه الملوثة. وتفاقمت أزمة مياه الصرف هذه بعد بناء عمارات سكنية جديدة قرب الشاطئ، وتوصيل مواسير الصرف الخاص بها إلى الشاطئ لتصب في البحر.