قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن تنظيم داعش ربما يكون مستفيدا من أزمة طالبان الحالية، وأضافت في تقريرها أن موت الملا عمر، زعيم طالبان، والفوضى الدائرة حول من سيكون خليفته، تعني أنه لن يكون هناك منافس واضح في الحركة الإسلامية العالمية لزعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي. وعن ذلك، نقلت الصحيفة عن أحد مؤلفي كتاب "داعش: دولة الإرهاب"، جي إم بيرجر، قوله: "موت الملا عمر نحى جانبا مركز الجاذبية الأساسي في الحركة الإسلامية الذي يتنافس مع داعش". مضيفا: "لا يوجد رمز آخر في الوقت يمكن مقارنته بالملا عمر". وتابع بيرجر: "إذا كانت طالبان تبعث برسائل وبيانات تحت اسم الملا عمر بعد وفاته، فهي مشكلة كبيرة في المصداقية بالنسبة لهم". وأشارت الجارديان، إلى أن تأجيل إعلان وفاة عمر، التي تقول المخابرات الأفغانية إنها حدثت منذ أكثر من عامين، وضعت زعيم طالبان الجديد في وضع "صعب". كما أوضحت أن الجماعة في محاولة واضحة لإظهار وحدتها، تستمر في شن هجمات ضد القوات الحكومية ومسانديها من الأجانب، بالرغم من الفوضى الداخلية. وقالت إن داعش يستغل الفوضى الظاهرة في طالبان، حيث لجأ مؤيدي التنظيم إلى مواقع التواصل الاجتماعي لاتهام نائب الملا عمر، محمد منصور، بالكذب. ونقلت عن أحد المتعصبين لداعش عبر تويتر: "السبب الذي دفع طالبان إلى إخفاء موت عمر هو وقف المسلمين عن إعلان ولائهم لداعش". في ما نشر آخرون شائعات أن منصور سمم عمر وأغرقه في النهر. الجارديان أشارت إلى أن طالبان سعت إلى مواجهة نفوذ داعش المتزايد في أفغانستان، وفي رسالة مفتوحة يونيو الماضي، حذر منصور البغدادي من التدخل في أفغانستان. وقالت إنه في يناير الماضي، أعلن قائد داعشي ولاية خراسان في باكستانوأفغانستان، ومنذ ذلك الحين لم يعلن سوى عدد قليل من مقاتلي طالبان ولائهم لداعش. مستطردة أن هذه الأعداد ربما تزيد الآن. وتابعت الجارديان أن موت عمر من المحتمل أن يكون له تداعيات أخرى بعيدا عن طالبان. موضحة أن فوز من هذا القبيل لداعش، يعتبر أيضا خسارة لمنافس مهم آخر هو القاعدة، مشيرة إلى أنه في سبتمبر 2014، جدد أيمن الظواهري، زعيم القاعدة بيعته إلى عمر، بمعني أنه لن يكون هناك خليفة للعالم الإسلامي غير زعيم من طالبان، لا البغدادي. ومضت الصحيفة تقول إنه بالتستر على وفاة عمر، مصداقية الظواهري في مأزق أيضا. وأضافت أنه ربما لم يكن على علم بوفاة بالرجل الذي بايعه، أو أنه غارق في الأكاذيب. وعلق هنا بيرجر قائلا: "الظواهري منذ سبتمبر يلتزم الصمت، وعليه أن يظهر بخطة، أو سيستمر القاعدة في الخسارة".