وصف الباحث السياسي هشام النجار، رحيل الشيخ عصام دربالة في مثل هذه الظروف وهذه الملابسات أمر محزن ومؤلم على المستوى الإنساني والشخصي، وأيضًا خسارة فادحة للجماعة الإسلامية وللحركة الإسلامية عمومًا، فالشيخ دفع ثمن المواقف الحادة والمغامرات غير المحسوبة للقيادات الهاربة في مرحلة مرتبكة قاد خلالها الجماعة في ظروف إقليمية غير طبيعية ومحلية غير مستقرة شهدت اشتباك وتفاعل جماهيري غير مسبوق مع الحركة الإسلامية بمختلف أطيافها، فضلًا عن التغيرات الدراماتيكية السريعة داخل الجماعة الإسلامية التي نشأ عنها إقصاء للقيادات الإصلاحية وصعود لرموز محسوبة على التيار القاعدي والجهادي الخالص بجانب الشيخ عصام. وأضاف النجار في تصريح خاص ل"التحرير"، "الوضع سيزداد سوءً وتعقيدًا داخل الجماعة الإسلامية بعد رحيل الشيخ عصام، لكونه القيادة القوية الوحيدة بالداخل القادرة على الحد من نفوذ قيادات الخارج من ناحية، ومؤهلة لقيادة مصالحة داخلية داخل الجماعة الإسلامية لقربه من القيادات الإصلاحية وعلى رأسها عديله الدكتور ناجح إبراهيم، بعكس القيادات الأخرى البعيدة عن القيام بمهمة من تلك النوعية، فضلاً عن أنه كان يتحلى بقدر كبير من القدرة على المناورة السياسية واستطاع حتى وهو مقبوض عليه الإبقاء على الحد الأدنى من تماسك جماعته وعدم انهيارها أو تورطها بشكل رسمي في العنف، ونجح إلى حد ما في الموازنة بين توجهات قيادات الخارج الحادة وأوضاع الجماعة المتدهورة في الداخل بالرغم من الظروف غير المواتية وضخامة الأزمة والتحديات". وتابع النجار، "الشيخ دربالة حاول المواءمة بقدر استطاعته لكنه كان فى موقف يحسد عليه بين قيادات نافذة هاربة تجر الجماعة في اتجاه التصعيد والمواصلة مع الإخوان، وأوضاع داخلية يرثى لها وانقسامات بسبب تدهور الأوضاع وعودة الجماعة لسيناريوهات الصدام والسجون". ووصف النجار الجماعة، "بأنها تعيش المرحلة الأصعب بعد وفاة الشيخ عصام رحمه الله، وأتوقع في المستقبل القريب سيناريوهات حادة أما في اتجاه قلب "الترابيزة" في وجه قيادات الخارج التي كانت سببًا رئيسيًا في توريط الجماعة ووصولها إلى هذه المرحلة من التدهور، وأما لا قدر الله تمكن قيادات الخارج من السيطرة وجرّ الجماعة إلى الصدام الشامل من جديد مع الدولة".