"خاوية على عروشها" هكذا أصبح حال البازارات السياحية المواجهة لمعابد الكرنك شمال الأقصر, بعدما غاب السياح عن المشهد ليظهر الكساد والإفلاس على المشهد ليتسبب في تسريح عشرات العاملين بتلك البازارات وتهديد أصحابها بالطرد لعدم مقدرتهم على سداد قيمة الإيجار. "التحرير" ترصد أحوال القطاع السياحي بالأقصر, وتلقي الضوء على مشكلة أصحاب البازارات. يقول محمود سعيد, صاحب بازار بساحة معابد الكرنك, إن معاناة أصحاب البازارات بدأت منذ ثورة 25 يناير, بعدما أهملت الدولة القطاع السياحي وانشغلت بالأمور السياسية, لينعكس ذلك بالشكل السلبي على العاملين بالسياحة خاصة بمحافظة الأقصر والتي يعتمد سكانها على السياحة في توفير الدخل لهم ولأسرهم. وتابع حديثه: وعلى الرغم من مناشدات أصحاب البازارات طيلة السنوات الماضية لمسئولي السياحة في مصر إلا إنه لم يحدث أي تغيير أو تطوير من شأنه إعادة الرواج للسياحة المصرية, وعكف المسئولون على إقامة الدعاية الداخلية للسياحة المصرية وهو خطأ فادح, وإهدار للمال العام, فالدول السياحية تعتمد على الدعاية الخارجة لجذب أبناء الشعوب الأخرى وليس لدعوة مواطنيها لزيارة مناطقها السياحية. وأشار إلى أن تدنى الأوضاع السياحية في الأقصر أضر بأصحاب البازارات السياحية بتسريح عمالهم لعدم المقدرة على سداد رواتبهم, وما زاد الطين بلة رفع شركة الاستثمار التي لها حق الانتفاع ببازارات الكرنك دعاوي قضائية ضد أصحاب البازارت لطردهم لعدم مقدرتهم على سداد قيمة الإيجار, حيث إن الشركة المستثمرة قامت بتوقع عقد بالانتفاع مع محافظ الأقصر السابق، الدكتور سمير فرج, لمدة 15 عاماً وهو ما يعد كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وألتقط أحمد علي, طرف الحديث قائلاً إن أصحاب البازارات بالكرنك لا حيلة لهم في عدم مقدرتهم على سداد قيمة الإيجار, فالكساد طغى على المشهد السياحي بالمحافظة, خاصة بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت لها معابد الكرنك, وبات الإقبال السياحي شحيح للغاية. وأضاف أن أصحاب البازارات تواصلوا مع الدكتور محمد بدر, محافظ الأقصر, وعرض مشكلاتهم عليه والتي يأتي في مقدمتها أزمة "الطرد" إلإ أن محافظ الأقصر أكد لهم أن المحافظة قامت برفع دعوى قضائية ضد الشركة المستثمرة لمخالفتها بنود التعاقد الموقع فيما بينهم, قائلاً "محدش هيقدر يطلعكم من البازارات طول ما أنا موجود". وطالب "علي" بضرورة إغاثة أصحاب البازرات السياحية وتوفير مصادر دخل لهم في ظل أزمتهم الحالية.