كتبت - مروة خطاب العمليات الإرهابية لم تكن التحدي الوحيد الذي واجه أولياء الأمور، عندما فكروا في التقديم لأبنائهم في كلية الشرطة، فبالرغم من تجاوزهم لهذا التحدي، اعترضت الحرارة الشديدة طريقهم. أمام أبواب أكاديمية الشرطة في صحراء القاهرة الجديدة، وقف الأباء صامدين تحت أشعة الشمس الحارقة، في محاولة لتحقيق بطولة جديدة قبل أن يؤدي أبناؤهم بطولة أخرى في حماية الوطن. "اللهم أجرنا من حر جهنم"، دعاء تردَّد على ألسنة الآباء والأمهات بعد أن فوجئوا برفض الأكاديمية دخولهم مع أولادهم، ليجلس الجميع أمام ساحة الأكاديمية في الخلاء، حاول بعضهم أن يستظل بالأشجار القليلة المحيطة، بينما احتمى آخرون بالجرائد من أشعة أشمس الحارقة، فيما لم يكتفى آخرون بشرب المياه،فوضعوا الزجاجات على رؤوسهم للنيل من برودتها، بينما لجأت بعض الأمهات لوضع فوطة مبللة فوق رؤوسهن. "إزاي الأكاديمية متفكرش تعمل مظلات للأهالي نقعد تحتها" قالت ذلك منى أحمد،50 سنة، التي أتت مع ابنها من محافظة المنوفية لتقدم له في الأكاديمية، بعد أن نال وجهها الكثير من أشعة الشمس. "حال هذه السيدة لم يكن الوحيد" إذ أوضحت الأم أنَّ الكثير من المتقدمين قادمون من محافظاتهم بصحبة آبائهم لأنَّهم لا يعلمون الطرق في العاصمة، لذا كان على الأكاديمية أن تنظر لهم بعين الرحمة وتوفر لهم المظلات، حسب ما قالت. منذ الساعات الأولى من الصباح وحتى ال 12 ظهرًا، حاول الآباء والأمهات مواجهة حرارة الشمس ليستسلموا لها مع بدء ساعات الظهيرة، إذ بدأت حالات الإغماء تعلن عن فوز "الحر" على الأمهات. "مصائب قوم عند قوم فوائد" قالتها حنان سيد 30 سنه بائعة مثلجات، تأتي من العام للعام لبيع المياه الغازية والمعدنية، داعيةً من الله كل صباح أن تشتد الحرارة ليشتد البيع.