يلعب الحظ دوره أحيانًا، الممثل الأيرلندي الراحل "بيتر أوتول" من أكثر من تنطبق عليهم هذه الجملة. فبعد اعتذار الأمريكي "مارلون براندو" عن دور "تي إي لورانس" لانشغاله، ورفض البريطاني "ألبرت فيني" أداء الشخصية، يقبلها أوتول لتمثل عتبته الأولى عند المشاهد الأمريكي، والتي انطلق منها للعالمية من خلال فيلم "لورانس العرب" عام 1962. منحت هذه الشخصية لبيتر ثقل في السينما احتاجه ليفتح له أبواب أكثر. خريج الأكاديمية الملكية لفنون الدراما، وممثل الشكسبيريات البارع حاز على 8 ترشيحات للأوسكار لم ينل أيًا منها، ونال فقط جائزة شرفية عن إسهاماته في السينما في عام 2003. كما رُشح الممثل إلى جائزة جولدن جلوب 11 مرة، حاز منها 4 فقط، حتى جائزة "البافتا" البريطانية نال 4 ترشيحات لها، فاز منها بواحدة عن دور لورانس، الشخصية التي وضعت اسمه في قائمة معهد الفيلم الأمريكي لأفضل 100 بطل شرير في السينما، حيث احتل المرتبة العاشرة بعد همفري بوجارت، وهاريسون فورد، وشون كونري. واليوم تحل ذكرى ميلاد الممثل الكبير، الذي قبل عامين عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد أن اشترك في 95 عمل كممثل، من بينها فيلم الأنيميشن "Ratatouille" عام 2007. الممثل المتحيز للمسرح طوال الوقت كان مناهضًا للحرب، ووقف ضد بريطانيا لتدخلها في الحرب الكورية خلال دراسته. كما اتخذ أوتول نفس الموقف ضد أمريكا في حربها ضد فيتنام، ولم يتوقف عن ممارسة ما يحب حتى أيامه الأخيرة، مؤمنًا أن خيال الممثل هو ما يصنع تعبيراته وأداءه المميز.