قرأت فى تقرير يتضمن دراسة غربية أن الرجل مهما كان ودودا متسامحا مقتنعا بالمرأة وحقوقها، فإنه لا يتحمل أن تُسلب منه ذكورته أمامها، لأنه يحب أن يظل فى عينها المسيطر والقادر على تصريف الأمور، وإذا تعرض لضغوط ما تنتقص من رجولته فإنه يعوض ذلك بالهجوم عى المرأة وقدرها ليثبت أنه الأقوى وأعطوا مثالا أنهم جربوا أن يعرضوا رجلًا للإهانة من رجل آخر فى الشارع أمام زوجته، وكانت النتيجة أن الزوج بمجرد انتهاء الموقف وانتصار الرجل الآخر عليه سواء أكان انتصارا جسديا أم لفظيا، فإنه يلتفت إلى زوجته ويعاملها بأقسى ما يكون ليسترد ما سلبه الآخر منه أمام زوجته، فينتقم من زوجته التى لا حول لها ولا قوة لينتقم ممن أهانه. مَن تحدثوا عن الأمر أخذوه من ناحية العلاقات الأسرية ونفسية الرجل والمرأة وتعاملهما مع الضغوط، لكننى أخذت التجربة على محمل آخر وهو الحياة السياسية الآن. كل يوم تظهر التحقيقات الصحفية تحت سؤال: أين المعارضة المصرية؟ وتكون الإجابة الدائمة من كل الرموز السياسية والأحزاب أن المعارضة متوحدة مع الوطن ضد الإرهاب حتى نقضى عليه وتنطلق بعدها، فى رأيى أن هؤلاء ينطبق عليهم ما ذكرته فى الدراسة السابقة، فهم يتعامون عن أى سلبيات من الرئاسة ويتحملون كل خطايا النظام السياسى الآن معهم مثل تأجيل الانتخابات وإصدار قوانين دون حوار مجتمعى جاد وخلافه، ولا ينطقون بكلمة، ومن ناحية أخرى فإنهم يستأسدون على من سواهم، فتراهم ما زالوا يتحدثون عن الإخوان رغم أنها أصبحت رسميًّا جماعة إرهابية وانتهى دورها السياسى، وتراهم كلما تقهقروا هاجموا حزب النور لأنه يخلط الدين بالسياسة، رغم أننا لم نر من أحدهم لا دينا ولا سياسة، لم نر إلا كلاما من نوعية «أنا ميت عتريس فى بعض، أنا بلوة سودة»!