"الرقيقة الصارمة"، هذا ما وصفت به الصحافة العالمية الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موجريني"، عند الإشادة بدورها في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الغربية. وتبارت أكثر من صحيفة للحديث عن كواليس الاتفاق، والتي أوضحت "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنها كشفت عن شخصية قوية صارمة قادرة على إدارة دفّة الحوار والمفاوضات ببراعة غير مسبوقة. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن المفاوضات النووية الإيرانية كادت أن تنهار في لحظة عندما هدّد وفدي أمريكا وبريطانيا بالانسحاب منها، ولكن موجريني صرخت فيهم جميعًا غاضبة: "لن يغادر أي شخص تلك القاعة قبل أن نتوصل لاتفاق، وإلا فليتحمل الجميع ذنب قيام حرب عالمية جديدة". وأشارت إلى أن الأمر ذاته تكرر مع وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، داخل أروقة فندق "كوبوج" في فيينا، بعدما رفضت موسكو عدم رفع حظر الأسلحة عن إيران، وقالت له: "إذا نجحت المفاوضات فإنه سيكون نجاحًا للجميع، وإذا فشلت فإن الفشل سيكون من نصيب الجميع". ولكن رغم ذلك تعد موجريني، 42 عامًا، شخصية رقيقة إلى حد بعيد، خاصة وأنها تأثرت بالجو الفني الذي تربت فيه مع والدها المخرج السينمائي ومصمم الديكور المسرحي "فلافيو موجريني"، وهو ما منحها قدرة كبيرة على المرونة والتعامل مع مختلف أنواع الشخصيات وبمختلف الظروف، بحسب حوارها مع صحيفة "كورري ديلا سيرا". وتعد موجريني أيضًا، أصغر وزيرة خارجية في تاريخ إيطاليا وثالث وزيرة سيدة تتولى هذا المنصب في فبراير 2014، وحتى شهر أكتوبر، قبل أن تتولى منصبها في الاتحاد الأوروبي. ولكن موجريني اتهمت من قِبل بعض المعارضين في ميولها لروسيا، خاصة وأنها كانت ناشطة في شبابها في اتحاد الشباب الشيوعي الإيطالي منذ عام 1988 وحتى عام 1996، ولم تترك الاتحاد إلا بعد حلّه من قِبل الحزب الشيوعي الإيطالي؛ لتنضم بعد ذلك إلى الحزب الديمقراطي اليساري، قبل أن تصبح في 2001 عضوة بالمجلس الوطني لحزب الديمقراطيين اليساريين، ثم انضمت إلى حزب الاشتراكيين الأوروبيين، ثم إلى الأممية الاشتراكية. كما وُجّهت انتقادات أخرى لموجريني في إدعاء قرب علاقاتها مع الكرملين في روسيا، وعدم اتخاذها مواقف صارمة بخصوص التوغل العسكري الروسي في شرق أوكرانيا، وأعلن رئيس ليتوانيا علنًا أنها تدعم الكرملين الروسي.