كتب- أحمد عارف وشيري محمد: سيكون الموسيقيون على موعد غدا، مع واحدة من أصعب الانتخابات فى مسيرة نقابتهم العريقة، فانتخابات نقابة المهن الموسيقية التى ستجرى على مسرح البالون بالقاهرة، ومسرح عبد المنعم جابر بالإسكندرية، ونادى النقابة بالمنصورة، وباقى الفروع فى المحافظات، يتنافَس فيها على مقعد النقيب المطرب الكبير هانى شاكر فى مواجهة النقيب السابق الشاعر الغنائى والمطرب مصطفى كامل، وكلاهما يحظى بدعم وتأييد عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية الذين يصل عددهم إلى 4300 عضو، بينما يتنافس على مقاعد العضوية نحو 44 مرشحا. وفى ما يدخل مصطفى كامل الانتخابات على مقعد النقيب متسلحا باحتكاكه المباشر مع الموسيقيين، والفترة التى قضاها فى العمل النقابى، خصوصا أن أنصاره يعتبرونه «مرشح الغلابة»، فإن أمير الغناء العربى هانى شاكر يخوض المنافسة معتمدا على رصيده الفنى وبرنامجه الانتخابى الذى يسعى لتحسين أوضاع الموسيقيين وأسرهم، فضلا عن دعم عدد كبير من الفنانين، منهم محمد منير ومدحت صالح ونادية مصطفى، والذين حرصوا على حضور أول مؤتمراته الانتخابية، على العكس تماما من مصطفى كامل الذى رفض أن يجرى مؤتمرات صحفية أو الإعلان عن تفاصيل برنامجه الانتخابى، وقرر أن تكون جولاته بعيدة عن أعين الإعلام. ومن الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات على مقعد النقيب، فكل الاحتمالات واردة، لكن هذا لا ينفى أن أسهم هانى شاكر فى الفوز بمقعد النقيب زادت خلال الفترة الأخيرة، وظهر ذلك بوضوح فى مؤتمراته الانتخابية بالمحافظات، فالمؤتمر الذى عقده فى الإسكندرية حضره أكثر من 300 عضو ممن يحقّ لهم التصويت من أصل 563 صوتا بالمحافظة، فضلا عن أن الغالبية ممن يؤيدون هانى شاكر يرون أنه فنان ذو قيمة فنية كبيرة وترشحه لمنصب النقيب يأتى من أجل خدمة أعضاء النقابة، لا سيما أن نجوميته وتاريخه ربما سيساعدان فى حل عديد من المشكلات، واستشهد بعض مؤيديه بأنه فى أثناء وجوده فى طنطا خلال شهر رمضان كان هناك عدد من المشكلات مع المحافظة، واصطحب هانى شاكر عددا من الموسيقيين إلى المحافظ ومدير الأمن، وتم حل المشكلات، لذلك عندما يكون نقيبا سينظر لتطوير النقابة والمعاشات كما وعدهم. وقال أحمد رمضان، سكرتير عام النقابة، إن المؤتمرات الانتخابية والأجواء داخل النقابة تؤكدان أن هانى شاكر سيفوز باكتساح، موضحا أن عدد الأصوات يبلغ 4300 صوت، منها 2400 فى القاهرة والباقى فى الأقاليم. من جهة أخرى، لا تقلّ المنافسة الانتخابية على مقاعد العضوية لمجلس نقابة المهن الموسيقية شراسة عن المنافسة على مقعد النقيب، إذ يتنافس المرشحون للفوز ب12 مقعدا، ومن بينهم أحمد رمضان، وخالد بيومى، وحمادة أبو اليزيد، وعلاء أحمد سلامة، ووليد علام، وداوود محمد سيد عبد المحسن، ومحسن السيد أحمد، وأحمد شريف سلامة، ومحمد محمد سيد عبد الرحيم، وعاصم المنياوى، ومنصور كمال هندى، والسعيد الخولى، وسيد السمان، وأحمد على عبد الجواد، ومحمود سالم، ومحمد طنطاوى، وعمرو شيحة، ومحمد عبد الرؤوف الجناينى، وأسرار جمال بشير، وحسن فقى، ووفاء وليد، ووليد صابر عبد الله، وجمال سلامة، ومنى إش إش، وهانى فوزى، ونادية مصطفى، ومحمد ضياء. ساعات وتبدأ لحظات الحسم داخل أروقة نقابة المهن الموسيقية، إذ ما زال السباق منحصرًا بين الفنان هانى شاكر ومصطفى كامل. وعلى الرغم من تعرُّض هانى شاكر إلى عديد من الأزمات والمكائد، فإنه فضَّل الصمت واهتم بجولاته فى المحافظات، من خلال أكثر من مؤتمر صحفى. «التحرير» التقت هانى شاكر وتحدَّثت معه عن اللحظات النهائية للعملية الانتخابية، وسألته: ■ فى البداية، ماذا عن برنامجك الانتخابى الذى تنافس به على عرش نقابة المهن الموسيقية؟ - البرنامج طرحته بعد ترشُّحى بشكل رسمى لمنصب نقيب الموسيقيين، وفيه أهتم فى المقام الأول بالحقوق الشرعية لأبناء النقابة، وهى البرنامج العلاجى وتوفير المعاشات التى تناسب الموسيقيين، خصوصًا أن الأعضاء فى حاجة حاليًّا إلى مَن يحل مشكلاتهم ويقف بجوارهم، وأيضًا من القضايا التى سأسعى إلى إيجاد حلول لها هى حماية حقوق الملكية الفكرية للملحنين والشعراء بعد الخسائر الكبيرة التى تعرَّضوا لها خلال الفترات الماضية. ■ لماذا قررت خوض الانتخابات على الرغم من الصراعات والأزمات التى تحدث داخل النقابة؟ - لو كل شخص فكَّر فى ذلك من خلال مكانته أو منصبه، لن يتقدم البلد خطوة واحدة إلى الأمام، وأنا تحدَّيت كل ذلك بعد أن طلب منى عديد من المقربين الترشُّح، ولا أخفيك سرًّا أن هناك مَن نصحنى بعدم الترشُّح، لكننى فى النهاية أريد أن أخدم الموسيقيين وسأحاول بعد فوزى، إن شاء الله، أن أكون عند حُسن ظنّهم، لأننى طوال عمرى لم أفكّر فى أن أترشَّح لمنصب قيادى أو أكون نقيبًا للموسيقيين، إلى أن تلقيت اتصالات كثيرة من أصدقائى الموسيقيين والمطربين، وطالبونى بالترشُّح لمنصب النقيب، وفى النهاية رضخت لطلباتهم وتقدَّمت بأوراقى واخترت شعار نقيب بحجم أحلامنا. ■ يقال إنك كنت ستترشَّح للنقابة منذ أكثر من عشر سنوات، ولكنك تراجعت، ما السبب؟ - ليس تراجعًا بالمعنى، ولكن كانت مجرد نيّة، والحقيقة هى أن الموسيقيين طالبونى بالترشُّح منذ خروج حسن أبو السعود من النقابة، لكن القرار كان صعبًا جدًّا ويحتاج إلى دراسة وتأنٍّ، وبالفعل عندما وجدت الوقت مناسبًا قررت خوض التجربة الآن. ■ البعض قال عند تصريحك فى أحد المؤتمرات بأنك ستدعم الفن الهادف، وأنك تنوى محاربة أغانى المهرجانات وخلاف ذلك؟ - بالعكس تمامًا، لم يكن المقصود حرفيًّا ما قلته فى سؤالك، ولكن تصريحى كان أننى سأسعى للحفاظ على كرامة وحقوق المطربين الصغار قبل الكبار، وهذا هدفى الأول، وأنا لست ضد المطربين الشعبيين، ولكن مع الفن الهادف المحترم، وفكرة أن يُقال إننى ضد نوع معين أو ظاهرة معينة من الأغنيات، فهذا غير منطقى، لأنه مش من دور النقابة أن تفرض حظرًا على شىء، ولكن هو دور المصنفات الفنية، وأنا أرى أن الألفاظ وصلت إلى المسلسلات والأفلام، ونسمعها فى كل مكان، والمصنفات هى التى تستطيع التنسيق لإخفاء هذه الظاهرة. ■ ما رأيك عن الهجوم الذى تعرَّضت له فى بداية الترشُّح للانتخابات؟ - أنا لا ألتفت إلى هذا النوع من الأقاويل التى تعرقل مسيرة النجاح، وفى النهاية جميعنا أبناء مهنة واحدة، وحين يظهر خلاف بيننا على الملأ يصبح إهانة لمهنة الموسيقيين جميعها، لذلك عندما أنال هجومًا من أحد لا أفضّل أبدًا أن تخرج أزماتنا على الجميع فى وسائل الإعلام، لأننا فى النهاية بنمثّل المهنة كلها. ■ ماذا ستفعل فى حالة عدم فوزك فى الانتخابات؟ - أولًا ترشُّحى للانتخابات هو عمل تطوعى خيرى من أجل خدمة أعضاء النقابة، لذلك لو أراد المولى، عز وجل، أن أخسر فى الانتخابات سيكون لدىَّ دور ولن أتأخَّر فى خدمة أحد ما دام فى استطاعتى ذلك. ■ وبعد فوزك، هل سيشغلك منصب النقيب عن أعمالك الفنية؟ - سُئلت عن هذا الموضوع فى المؤتمر الأول لى بالقاهرة، بعد إعلان ترشُّحى، وكانت إجابتى أننى لن أغيب عن الجمهور ولن أهمل فنى بسبب انشغالى بخدمة الموسيقيين، وما أضيفه إليك اليوم أننى أعمل حاليًّا على ألبومى الجديد بعد عودتى لشركة «هاى كواليتى». مصطفى كامل: علاقتي ب«شاكر» على ما يرام نقيب الموسيقيين السابق مصطفى كامل، رشح نفسه مرة ثانية، ليصطدم بمنافسه فى هذه الانتخابات المطرب الكبير هانى شاكر. الوسط الموسيقى والغنائى يترقب انتخابات هادئة وراقية، تليق بنقابة المهن الموسيقية، بعد صراعات سابقة بين كامل وإيمان البحر درويش، النقيب الأسبق، وصلت إلى حد الاشتباك باليد. كامل رفض فى البداية الحوار مع «التحرير» بداعى أنه يؤجل كلامه للصحافة إلى ما بعد الانتخابات، لكننا أصررنا على محادثته، فاستجاب، لكن كلامه عن الانتخابات كان مقتضبا. ■ لماذا تقدمت بالترشح للمرة الثانية على مقعد النقيب؟ - ترشحى للمرة الثانية على مقعد النقيب جاء لرغبتى فى تقديم مزيد لنقابة الموسيقيين، وأتمنى إعادة نقابة الموسيقيين إلى شكلها القديم. ■ وماذا عن برنامجك الانتخابى الجديد؟ - لم أقدم برنامجا انتخابيا، لأن أعضاء النقابة يعلمون حقيقة إنجازاتى فى الأربع سنوات التى قضيتها كنقيب للموسيقيين، لذلك لم يكن هناك جديد أضيفه للبرنامج الانتخابى سوى أهدافى السابقة، التى حُقق جزء كبير منها فى عهدى، مثل المعاشات، حيث تركت سيولة مادية قدرها ثلاثة ملايين جنيه، وتركت أيضا فائضا فى صندوق النقابة قيمته مليون جنيه.. فسوف أستكمل المشروع الأصلى الذى وضعته خلال الفترة الماضية، وأيضا سأحاول إزالة حالة الصراع الدائرة بين الموسيقين الأكاديميين وغير الأكاديميين للوصول إلى صيغة وسط بينهما، بالإضافة إلى دعم جميع أشكال الفن، ولكن لا يمكن دعم تشويه الغناء بانضمام راقصات للنقابة. ■ هل تأثرت بترشح هانى شاكر كمنافس لك على مقعد النقيب؟ - علاقتى بالفنان هانى شاكر تمتد منذ سنوات، فهو من أقرب أصدقائى داخل الوسط الفنى، وترشحه لمنصب النقيب أمر طبيعى وقانونى، والمنافسة بيننا تتسم بالنزاهة المطلقة، ولا صحة لما يتردد عن وجود خلافات بيننا، وبطبيعتى أحترم جميع الأصوات الداعمة لكلينا، ومن سيجلس على مقعد النقيب فى نهاية الأمر لا بد أن يأخذ النقابة إلى الأمام. ■ أيهما تفضل لقب نقيب أم مطرب؟ - بالنسبة إلى لقب نقيب، فلم ولن أكون نقيبا ولكن خادم لأعضاء النقابة، وأعتقد أن نجاح أغنية «تسلم الأيادى» كان بسبب أحد الأشخاص الذين ساعدتهم، لأن موقفى فى البداية معروف تجاه النقابة، وأفضل لقب مطرب، لأنها بداياتى والسبب فى النجاح الذى حققته. ■ أين وصلت الخلافات بينك وبين الفنان إيمان البحر درويش؟ - لا أريد الحديث فى هذا الموضوع إطلاقا. ■ ما الجديد الذى تقدمه فى أحدث ألبوماتك؟ - الألبوم يحتوى على عديد من الأشكال الغنائية، منها الدراما والرومانسى والمقسوم، وحرصت على اختيار كلمات مختلفة وجديدة، وسيشعر المستمع بأن كل أغنية تمثل حالة خاصة، وأتمنى أن ينجح الألبوم فى إرضاء جميع الأذواق، حيث أتعاون مع عدد كبير من الشعراء والملحنين، منهم محمد ضياء ومحمد مصطفى وأمير محروس وخالد عرفة ومجدى داود، وقررت تصوير أغنية «خليها على الله» فيديو كليب. ■ هناك كثير من المطربين قرروا خوض تجربة الإنتاج.. فما تفسيرك لذلك؟ - فى الفترة الأخيرة تعرضت شركات إنتاج كثيرة لأزمات مادية بسبب الأحداث السياسية، أصابت الغناء بحالة من الشلل، بالإضافة إلى ظاهرة القرصنة الإلكترونية التى أثرت بقوة على المبيعات، وبالتالى كان من المستحيل أن يستسلم الفنانون لهذه الظروف وقرروا تحمل الكلفة إلى أن تتحسن أوضاع شركات الإنتاج. ■ بعد انتشار ظاهرة القرصنة كيف يقاس نجاح الألبوم؟ - للأسف المعايير التى كان يقاس بها النجاح الذى يحققه المطرب اختلفت تماما، ولم تعد موجودة، فمعيار المبيعات لم يعد له وجود بعد تسريب الأغانى على المواقع الإلكترونية، وأصبحت هناك مقاييس أخرى أهمها ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعى، وحجم الاستماع إلى الألبومات على المواقع الفنية، بالإضافة إلى مدى الإقبال على الحفلات الغنائية ومعرفة ما يكتب عن الألبوم فى الصحف.