بعد أقل من يوم واحد على الغارات الجوية التي شنتها الطائرات التركية على مواقع "داعش" في سوريا، وإعلان الحكومة أنها ستتعاون مع قوات التحالف الدولي لمكافحة التنظيم، صعدَت تركيا حملتها العسكرية لتصل إلى العراق، مستهدفة معسكرات المقاتلين الأكراد. وشرعت الطائرات التركية في حملة جديدة لقصف معسكرات المقاتلين الأكراد في شمال العراق. كما شنت، مساء أول من أمس الجمعة، موجة ثانية من الغارات ضد عناصر تنظيم "داعش" سوريا. على الجبهة العراقية، أكد مكتب رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو أن الطائرات الحربية التركية قصفت خمسة مخيمات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني بجبال "قنديل" في شمال العراق، حيث تتمركز القوات العسكرية الكردية. من جهته قال المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني في العراق، بختيار دوغان، "في حوالي الساعة11 من مساء الجمعة، بدأت الطائرات الحربية التركية قصف مواقع تابعة لنا بالقرب من الحدود، كما رافقها قصف بالمدفعية الثقيلة". الغارات التركية دفعت حزب العمال الكردستاني للإعلان رسميًا عن انتهاء الهدنة مع السلطات التركية، إذ قال الحزب في بيان على موقعها الإلكتروني، أمس السبت، "إن الهدنة مع أنقرة فقدت أي معنى لها بعد هذه الضربات الجوية المكثفة للجيش التركي المحتل". وهذه المرة الأولى التي تهاجم فيها تركيا الأكراد في شمالي العراق، منذ إعلان أنقرة عن وقف لإطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني عام 2013، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد بدأ محادثات سلام مع الأكراد عام 2012 لكنها تعثرت منذ ذلك الحين ويخيم عليها التشكك من الطرفين. وعن الغارات التركية على معسكرات "داعش" في سوريا، اختلفت الموجة الثانية، إذ أنها نفذت من داخل المجال الجوي السوري، على عكس الموجة الأولى التي وقعت صباح الجمعة. وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو، قال إن المناطق التي تم قصف مسلحي تنظيم "داعش" بها شمالي سوريا ستكون "منطقة آمنة". وشدد شاوش أوغلو في مؤتمر صحفي، أمس السبت، على أن تركيا "عضو فاعل" في التحالف الدولي ضد التنظيم، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أن بلاده "ستستخدم كل القوانين الدولية لحماية أمنها القومي".