أثارت 70 تغريدة كتبتها على صفحتي على تويتر جدلًا واسعًا داخليًا وخارجيًا، في لحظة صدق مع النفس أعلم أن ثمنها غالي جدًا في مناخ شديد الأحادية والقطب الواحد والصوت الواحد .. شخصيًا توقعت إنها ستُثير بعض الجدل المحدود؛ فأنا حيًا الله لست زعيم سياسي كبير ولا شخصية قيادية سياسية ولا رئيس حزب فلا أملك فعليًا إلا الكيبورد .. ولكن ردود الأفعال كانت أكثر كثيرًا مما توقعت، أعتقد إنه لو أثار نفس هذه الانتقادات شخصية عامة أخرى مؤيدة للسيسي لن تقوم هذه الزوبعة بهذا القدر. فسمعت صرخات فضائية وتشنجات إعلامية ومقالات من نوعية فرش الملايات ضدي! وقد اتفقوا على السب والقذف والإهانة والتشويه والتشهير لشخصي المتواضع ! ولأول مرة بحمد الله يتفق اليمين السيساوي المتطرف واليسار الينايرجي المتطرف والإخوان على شيء واحد هو كيل كل أنواع الاتهامات والسباب والاهانة للعبد لله ! سبب هذه الزوبعة التي هزت الرأي العام لمدة يومين أنا السبب فيها ..نعم بلا شك أنا المخطيء . فللأسف الكثير ينظر لي إني محسوب على الرئيس وإني من رجال السيسي لإني كنت أحد الأعضاء القلائل في حملته الانتخابية الرسمية مما يعني التأييد أو الصمت ! ولو انتقدت أو عارضت يبقى خنت الأمانة والتبرير السهل المريح هو الانتهازية من نوعية إنه لم يعرض عليه منصب فانقلب على الرئيس رغم إنه في حقيقة الأمر كان هناك حديث عن عدة مناصب أحدها عرض جاد لمنصب مهم عرضه أحد المساعدين المقربين جدًا للرئيس في رئاسة الجمهورية في نوفمبر 2014 وكما قلت في تغريداتي إني احتفظ ب 20% حتى لا أزايد على أحد ولا أريد أن أذكر تفاصيل وأسماء قد تحرج أشخاص لايريدوا ذلك وأنا احترم كلمتي وآثرت ألا أتحدث في هذا الموضوع رغم كم الإهانات الرخيصة بالانتهازية وقلت لنفسي لن أتكلم إلا في حالة واحدة لو صدر من أي مسئول من الرئاسة نفي أو تكذيب لما قلته ونشرته وأعلنته بهذا الخصوص ! فطالما التزموا الصمت سأحترم كلمتي ! نعم أخطأت إني وافقت على الانضمام للحملة حتى لا أضع نفسي في هذا الموقف وكان يكفي دعم الرئيس من خارج الحملة فلم أكن في حياتي ولن أكون محسوبًا على أحد أو من رجالة "حد" فقد ألقيت استقالة في 2009 بقلم رصاص على مكتب الوزير الأسبق د.طارق كامل؛ اعتراضًا على أسلوب لم يعجبني ثم اعتذر لي الوزير بعدها وبالمناسبة د.طارق كامل أفضل وزير اتصالات تولى الوزارة على الإطلاق وأكن له كل احترام وتقدير وعملنا سويًا من 2007 ال 2010 ورفعنا ترتيب مصر عالميًا من رقم 13 إلى رقم 4 في مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات. وفي 2010 تركت مؤتمر افتتاح القرية الذكية في المعادي بعد معاملة غير محترمة من الأمن قبل مقابلة الرئيس مبارك بوقت قليل وكنت وقتها مسئولاً رسميًا ضمن الشخصيات الرسمية التي كانت ستقابل الرئيس بحكم منصبي كرئيس لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات. ثم عندما قيل لي يا تسكت يا تمشي في عهد مجلس طنطاوي وعنان في 2011 ألقيتها في وجه وزير الاتصالات وقتها د.محمد سالم بعد أن نفذ التعليمات المطلوبة منه كما قال لي حرفيا. هذه هي طبيعتي الشخصية احترم من يحترمني حتى أبسط الناس ولكن تصادمي مع الفكر السلطوي المتعالي مهما كان منصبه. قبولي للانضمام للحملة وضعني في إطار لم أكن أريده وهو الولاء المطلق للرئيس باعتباري أصبحت واحدًا من رجالته ! وكما ذكرت ليست هذه شخصيتي مطلقًا ولكني قبلت بعد إلحاح شديد من اللواء عباس كامل الذراع اليمنى لرئيس الجمهورية في اجتماع لمدة أكثر من ساعة في فندق الماسة وكانت لديهم مشكلة ملحة ومؤرقة في قيادة ملف الشباب ! واتذكر وقتها جائتني مكالمة رقيقة في توقيت غريب جدًا ولأول مرة من رئيس الوزراء م. إبراهيم محلب يطلب مقابلتي وقال لي كلام حلو عن عبقريتي السياسية أدهشني بشدة ! لم أفهم السبب المباشر للمقابلة الغريبة جدًا ولكني فهمت السبب الغير مباشر في هذا التوقيت !! ! لا أقصد بهذا الكلام أن أبدو كالمترفع والمتعالي ولكني أسرد ما حدث بدقة ! فقبلت الانضمام للحملة وبداخلي هاجس غير مريح ؟ ماذا لو لم أقتنع بالأداء السياسي للرئيس في بعض الملفات ؟ ماذا أفعل ؟ هل سيكون أمامي أحد حلين فقط : الصمت أو التطبيل ؟ لم أكن ذلك ولن أكون كذلك ! !! وما خشيت منه حدث! وكما ذكرت في تغريداتي السبعين لقد استقرأت أسلوب إدارة الدولة من أسلوب إدارة الحملة ولم أكن سعيدًا على الإطلاق ولكن لم يقلل ذلك من قناعتي إنه الرئيس الٌمنقذ والرئيس الضرورة للعبور من النفق المظلم وهو أفضل من يحمي ولكن قناعتي الشخصية إنه ليس أفضل من يحكم وقلت ذلك مبكرًا على تويتر وفي أحد اللقاءات ولم ينتبه الكثيرين لذلك ولم ينتبه الكثيرين أيضًا إني انسحبت مبكرًا من قائمة في حب مصر المؤيدة تأييدًا مطلقًا للرئيس (وهذا حقهم تمامًا ولا أنكره على أعضاء القائمة.. ولكن مؤكد إني لست على نفس الموجة السياسية معهم وشعرت بغربة سياسية في هذه القائمة )فانسحبت في مارس 2015 بدون ذكر أسباب وآثرت الصمت. والآن أصبح واضحًا أحد هذه الأسباب وسبب آخر تمت إضافة أسماء في القائمة في اللحظة الأخيرة لا أرضي لنفسي أن أكون معها في قائمة واحدة وهناك أسباب أخرى لانسحابي من القائمة احتفظ بها لنفسي حتى لا أُحرج أحد أو أزايد على أحد ! والكثير لاحظ بعد الحملة مباشرة اختفائي الإعلامي مقارنة لما قبل الحملة فقد اعتذرت عن لقاءات إعلامية كثيرة في مناسبات مختلفة ولم أرغب في التحدث وكنت في حيرة من أمري! هل التزم الصمت أم أتكلم ! نعم .. أقولها بكل صراحة كنت متردد لم أوضح كل هذه التفاصيل في تغريداتي السبعين لكن كان لزامًا عليا التوضيح في هذا المقال ! كنت كل ما أتمناه ألا ينكر عليا أحد حقي في موقفى السياسي ومثلما أحبوا في السيسي إنه ليس لديه فواتير يسددها لأحد لماذا ينكروا عليا نفس الشيء ولماذا يفترضوا أن لدي فواتير عليا أن أسددها للرئيس ! ومؤكد أحترم جدًا من يعارضني وينتقدني ويفند ما قلته في السبعين تغريدة ولكن أن يتطرق الأمر إلى التجريح الشخصي والتخوين وإعلام فرش الملايات كان شيء مقززًا جدًا ويسيء لأصحابه فقد تورطت صحفية محترمة سيساوية متطرفة بفرد مقال أو لكي أكون أكثر دقة فرشت لي ملاية على شكل مقال مخصصة لإهانتي بالاسم ! كما خصص لي إعلامي آخر حليوة ومأحلي ومسبسب شعره يعمل في جريدة متخصصة في الاغتيالات المعنوية وتشويه أي شخص ينتقد الرئيس مقال من نوعية ردح الساقطات ! ! كما تورط إعلامي سياسي شهير مقرب ومحبوب بطريقة مريبة لجنرالات الباب العالي بسبي وقذفي بعصبية شديدة إني خائن لتعاملي مع إسرائيل ونسى المسكين إنه يُسيئ لسيده إساءة كبير ويشكك في قدرات السيسي كرجل مخابرات أن يضم متخابر مع إسرائيل لحملته الرسمية ! ولكن تسرعه لإرضاء أسياده جعله يسقط هذه السقطة ! والمصيبة أن هذا الإعلامي كان زميلي في قائمة حب مصر قبل انسحابي منها! يا للمهزلة السياسية ! أنا وديكسان لا يمكن نجتمع أبدًا في مكان ! نقطة أخرى أود أن أُشير إليها أثارها البعض وهو كثرة تحولاتي السياسية ! في واقع الأمر لقد تعرضنا في أربع سنوات لأحداث ربما لم يتعرض لها شعب آخر. نعم رحنا يمين وشمال وفوق وتحت وركبنا كل أنواع المراجيح ووجدنا أنفسنا في معجنة أحداث وشخصيات ومواقف وإعلام موجه من الناحيتين وإحنا في النص ! أي شخص يدعي الحنكة السياسية وامتلاك الحقيقة المطلقة في خضم الاحداث هو واهم ومضلل ! فهل فيه واحد في مصر يستطيع أن يفسر كل ما حدث في 2011 ؟ مثلا: كيف سمح مجلس طنطاوي وعنان ومعاهم السيسي كرجل المخابرات الحربية لجاسوس أن يترشح للرئاسة ؟ وما سبب إفراج طنطاوي عن شلة إرهابيين في مارس 2011 ؟ من صاحب قرار السماح لمرور الجمال في موقعة الجمل (الثغرة) ؟ ما سر الغضب والتضييق والتعنت المريب ضد الفريق أحمد شفيق وغيره وغيره ..أسئلة كثيرة ليس لها إجابة ! فقد عشنا حالة مخابراتية ضبابية مربكة ! فالمزايدة بامتلاك الحقيقة في السياسة كمن يتباهى بحرث الماء بالماء ؟ ! وهناك جزئية هامة في السياسة المواقف تجاه مواقف وليس أشخاص، بمعنى أن شخص "س" لديه موقف (أ) و (ب) و (ج) قد اتفق بشدة مع موقف (أ) ولا أويده في موقف (ب) وأعارضه بشدة بل أهاجمه في موقف (ج) البعض يفسر اتفاقي بشدة مع موقف (أ) إنني يجب أن أكون مع الشخص (س) للنهاية وإلا تصبح متلون ! قمة السطحية والعته السياسي الكثير يعتبر تأييد موقف سياسي لشخص يجب أن يكون تأييد أعمى مطلق لهذا "الشخص" في كل ما يصدر عنه ويقولوا بسذاجة إنه ثبات على المبدأ في خلط بين المواقف والمباديء ! ما حدث لي قد يحدث لكثيرين وسيحدث لآخرين فسنرى مؤيدين للسيسي تحولوا لمعارضته وسنرى ربما أشد المعارضين أصبحوا مؤيدين له . هذه طبيعة السياسة أما نغمة الاصطفاف فهى صالحة في الاصطفاف الوطني ضد الإرهاب وهي طالحة ووهمية في الاصطفاف السياسي كما يراد للبرلمان القادم أن يكون ونعم نحن على قلب رجل واحد عند الدفاع عن الوطن ولكن لن نكون أبدًا على فكر وعقل وسياسة رجل واحد ! اعلم أن هذا الكلام ضد الطبيعة العسكرية التي تتطلب وحدة الصف وهو لا غنى عنه في الانضباط العسكري ولكن لا محل له من الإعراب في العمل السياسي ! فلا يوجد ما يُسمى بالانضباط السياسي !