إنها طقوس خاصة وعامة: صلاة العيد وإحياء الشعائر الدينية، وزيارة الأهل الأقارب، والحصول على إجازات رسمية.. هذه العادات لم تكن حكرا على الشعب المصري دون رؤساؤه.. في السطور القادمة نذكركم بجوانب إنسانية لرؤساء وملوك سابقين حكموا مصر منذ الخديوي إسماعيل وحتى الرئيس الحالي السيسي. منصب الحاكم في مصر سواء كان ملكًا أو رئيسًا، ورغم وقوع مسئولية كبيرة عليه في إدارة شئون البلاد، إلا أنه في الأعياد الدينية (الفطر – الأضحي) لا يبتعد كثيرًا عن ممارسة نفس الطقوس أو ما يشابها، حيث يحصل الرئيس على إجازة رسمية لمدة يومين.
الخديوي إسماعيل يحتفل بالنارجيلة
شهدت طقوس الاحتفال بالأعياد في عهد الخديوي إسماعيل طقوس خاصة، ووضع الخديوي بنفسه بروتوكولًا خاصًا، شمل اسقبال المهنئيين، وتوزيع الحلوى على الفقراء. وكان الخديوي يستيقظ في السادسة صباح أول أيام العيد، ليقوم باستقبال المهنئين من ضباط الجيش، والأمراء، والوزراء، والعلماء، والقضاة، وكبار التجار، ثم يستقبل الخديوي قناصل الدول الأجنبية، ليجلس الجميع يدخنون النارجيلة، ويتبادلون الأحاديث الودية. الملك فاروق عيد بطعم الموسيقى لم يختلف الملك فاروق عن الطقوس الملكية، فاعتاد «فاروق» على الاستيقاظ مبكرًا لصلاة العيد، والتي كان يؤديها في أغلب الأعياد في جامع الغوري، حيث يؤدي صلاة العيد مع الحاشية الملكية وكبار رجال الدولة، ويعود بعدها إلى سراي القبة، ليستمعوا بعدها لفرقة الموسيقى الملكية للعزف في الأعياد. «عبد الناصر» العيد يبدأ من الحسين اعتاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على تأدية صلاة العيد بمسجد الحسين، وبمرافقة كلًا من أنور السادات وحسين الشافعي، وزكريا محي الدين، وشيخ الأزهر، حسن المأمون، وعقب الصلاة كان يتجه «عبد الناصر» لزيارة ضريح الأمام الحسين، قبل أن ينصرف من المسجد.
«السادات» على خطى «ناصر» اعتاد الرئيس السادات على قضاء إجازة الأعياد الرسمية في قرية ميت أبو الكوم بالمنوفية، وقد عرف عن «السادات» ظهوره بشكل بسيط عند وجوده بالقرية، ومخالطته للأهالي والفقراء. وفي العام الأول من حكمه أدى الرئيس «السادات» صلاة العيد في مسجد الحسين، وقد رافقه رئيس الوزراء وشيخ الأزهر، وبعد انتهاء الصلاة ذهب السادات زيارة ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
«مبارك» حبيس شرم أما الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فقد أدى صلاة العيد الأولى من حكمه في مسجد الحسين، قبل أن يتجه في السنوات الأخيرة من فترة حكمه إلى الصلاة في مسجد السلام بشرم الشيخ. واعتاد «مبارك» على قضاء إجازة الأعياد في منتجع شرم الشيخ، إلا أنه بعد ثورة يناير أصبح قضاء العيد للرئيس الأسبق محكوم بين السجن أو المستشفى.
«مرسي» يحتفل في المجهول كانت الصلاة الأولى للرئيس المعزول محمد مرسي بمسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، وقد كانت إجازة عيد الفطر هي أول إجازة يحصل عليها الرئيس المعزول، وقد اتجه بعد ذلك لقضاء إجازة العيد في مكان غير معروف.
«السيسي» يحتفل مع الأسرة أما الرئيس عبد الفتاح السيسي فكانت أول صلاة عيد له بعد توليه الحكم في مسجد القوات الجوية، ورافقه رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وشيخ الأزهر وعدد من الوزراء، وقد شاهد المارة خلال العيد الماضي الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يتجول في شوارع المعمورة بالإسكندرية بالدراجة. * *
