برلماني يُعلن موعد عرض التعديل الوزاري الجديد على مجلس النواب    رئيس جامعة المنوفية يفتتح عددا من المنشآت بكلية التربية النوعية    «7 من معهد واحد».. أسماء ال10 الأوائل في الشهادة الإعدادية بمنطقة أسيوط الأزهرية    «المالية» تعلن تبكير مواعيد صرف مرتبات شهر يوليو    مصر تستضيف اجتماع لجنة التدقيق الداخلي للاتحاد العربي للتأمين    7 يوليو.. القاهرة تستضيف الملتقى الدولي لرواد صناعة الدواجن والثروة الحيوانية    بعد مجزرة النصيرات.. «الصحفيين» تطالب بوقف العدوان ومحاكمة «قادة الكيان» وأمريكا    الجيش الأمريكي: إسرائيل لم تستخدم الرصيف البحري الأمريكي في عملية تحرير الأسرى    الزمالك يستأنف استعداداته لمواجهة سيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    ميتروفيتش.. الهداف التاريخي يحمل طموحات صربيا في اليورو    شريف إكرامى يرافق رمضان صبحى بمقر وكالة المنشطات للخضوع لجلسة الاستماع    منتخب مصر لسلاح الشيش يتوج بذهبية أفريقيا «سيدات»    وكيل «رياضة القليوبية» ورئيس شركة المياه يبحثان سبل التعاون المشترك    خوفًا من الزمالك.. تحرك عاجل من الأهلي بشأن محمد شريف (خاص)    تشكيل السنغال لمواجهة موريتانيا في تصفيات كأس العالم 2026    الأرصاد تكشف مفاجأة صادمة بشأن حالة طقس عيد الأضحى 2024    تأجيل محاكمة 3 متهمين ب«خلية الشروق الثانية» لجلسة 14 يوليو    عزيز الشافعي عن واقعة صفع عمرو دياب لأحد معجبيه: «اللي بيستغلوا الموقف مثيرين للشفقة»    لمواليد برج العقرب.. توقعات الأبراج في الأسبوع الثاني من يونيو 2024 (التفاصيل)    منها تسريح الشعر.. مفتي الجمهورية السابق يوضح محظورات الحج    كيف تغتنم فضل يوم عرفة 2024؟.. الأعمال المستحبة وشروط الدعاء المستجاب    «الصحة»: رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات استعداداً لعيد الأضحى    هل تزيد أسعار الأدوية في مصر؟.. إسلام عنان يوضح آلية التسعير    «الصناعات الكيمياوية»: إنتاج مصانع الأسمدة في مصر لم يصل مستويات ما قبل قطع الغاز    تبكير موعد صرف رواتب شهر يونيو 2024 بالزيادة الجديدة    البابا تواضروس الثاني يزور دير "الأنبا أور"    أحمد العوضي يهنئ ياسمين عبد العزيز بمسلسلها الجديد: "هتغدغي الدنيا يا وحش الكون"    «اقتصادية الشيوخ»: الرقابة المسبقة سيؤثر إيجابيا على الاستثمار في مصر    مياه القناة: استمرار أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحى بالإسماعيلية    ذا صن: مانشستر سيتي سيزيد راتب فودين عقب اليورو    «سياحة الشيوخ» توصي بضرورة تفعيل المنتج السياحي «العمرة بلس»    غدا.. "صحة المنيا" تنظم قافلة طبية بقرية حلوة بمركز مطاي    جامعة سوهاج: 1000 طالب وطالبة يؤدون امتحانات نهاية العام بالجامعة الأهلية للتعلم الإلكتروني    حجازي: جار تأليف مناهج المرحلة الإعدادية الجديدة.. وتطوير الثانوية العامة    مدحت صالح يستعد لإحياء حفل غنائي 29 يونيو بالأوبرا    المدارس العسكرية الرياضية.. الأوراق المطلوبة وشروط الالتحاق    اجتماع بالجامعة العربية لتقييم منتديات التعاون مع الدول والتجمعات الإقليمية    قصف أمريكي بريطاني يستهدف منطقة الجبانة في الحديدة غرب اليمن    ما حكم الأضحية عن الميت؟    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا    المرور: ضبط 28776 مخالفة خلال 24 ساعة    وزيرة الثقافة: كثير من المبدعين والمصممين يشتكون تعرض إبداعاتهم للسطو    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق    بسمة داود تنشر صورا من كواليس "الوصفة السحرية"    منورة يا حكومة    فى انتظار القصاص.. إحاله قضية سفاح التجمع الخامس إلى جنايات القطامية    اعتدال بسيط في درجات الحرارة بمحافظة بورسعيد ونشاط للرياح.. فيديو وصور    البابا فرنسيس يحث حماس وإسرائيل على استئناف المفاوضات ويدعو لإنقاذ شعب غزة المنهك    موعد يوم التروية 1445.. «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة للحاج في هذا التوقيت    ريان عربي جديد.. إنقاذ طفل سوري وقع داخل بئر بإدلب    مدرسة غبور للسيارات 2024.. اعرف مجموع القبول والتخصصات المتاحة    وزير الزراعة يوجه بتكثيف حملات التفتيش على منافذ بيع اللحوم والدواجن والاسماك والمجازر استعدادا لاستقبال عيد الأضحى    ضبط مالك مطبعة متهم بطباعة المطبوعات التجارية دون تفويض من أصحابها بالقليوبية    يحدد العوامل المسببة للأمراض، كل ما تريد معرفته عن علم الجينوم المصري    سر تصدر شيرين رضا للتريند.. تفاصيل    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    حزب الله يستهدف موقع الرمثا الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود صلاح يكتب: أسرار محاولة الإخوان اغتيال عبد الناصر.. الحلقة الأخيرة
نشر في التحرير يوم 08 - 03 - 2013


كيف أفلت الهضيبى من حبل المشنقة؟
ماذا طلب عبد الناصر من مرشد الإخوان المسلمين؟
تحولت شهادة حسن الهضيبى المرشد العام للإخوان المسلمين فى القضية المتهم فيها محمود عبد اللطيف، الذى حاول قتل الرئيس جمال عبد الناصر وأطلق عليه ثمانى رصاصات فى ميدان المنشية بالإسكندرية، إلى ما يشبه المحاكمة العلنية للجهاز السرى للإخوان ولجماعة الإخوان وأفكارها وأعمالها.
وكان مشهد الهضيبى داخل قاعة محكمة الشعب يدعو للرثاء وهو يقول أمام القضاة والشهود: بأنه لم يكن على علم بما يفعله الجهاز السرى، وأنه كان مجرد «واجهة».
لا أكثر ولا أقل للإخوان، كل مهمته السفر وتوقيع الأوراق كل شهر.. والتحدث إلى الصحفيين!
وكان الهضيبى يتحدث عن لقائه بيوسف طلعت رئيس الجهاز السرى فى مخبأ الهضيبى بالإسكندرية، وكيف أنه لم يسمح إلا بالمظاهرات، وطالب بأن تشترك عناصر الأمة فى هذه المظاهرات.
وواصل حمادة الناحل محامى محمود عبد اللطيف سؤال المرشد العام للإخوان، وسأله عن نتيجة التصادم الذى سيحدث فى المظاهرات بين الناس والحكومة.
فقال الهضيبى: نتيجة سيئة!
قال له المحامى حمادة الناحل: هل يمكن أن تكون مذبحة؟
قال الهضيبى: ممكن!
- المحامى: هل يمكن أن يكون إرهابا للآمنين؟
- الهضيبى: ممكن!
- المحامى: بوصفك مرشدا للإخوان عرفت أن فريقا منهم يريد مقاومة الحكومة.. ماذا فعلت؟
- الهضيبى: أنا ماقلتش ليوسف طلعت إلا الكلام اللى قلته.
- المحامى: هل هذا واجب رئيس الدعوة؟
- الهضيبى: دعوة إيه؟ الدعوة متروكة لأصحابها.. أنا بقالى خمسة شهور بعيد عنها!
- المحامى: هل تؤمن بالحديث الذى يقول «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده.. إلخ؟».
- الهضيبى: أيوه.
- المحامى: ما هو إيمانك به.. ما هو درجته؟
هنا يتدخل جمال سالم..
ويقول للمحامى: لا تتدخل فى إيمان الشاهد لأن هذا بينه وبين ربه.
فيقول المحامى: بلاش إيمانه.. هل من واجبات المواطن أن يتستر على خطر مقبل أم لا؟ كمصرى بلاش مسلم ولا عضو إخوان.. موقفك من هذا إيه؟
يرد الهضيبى: موقفه أن يدفع هذا بكل ما يمكنه.. وأنا دفعت.
يقول له جمال سالم رئيس المحكمة: مافيش حد من اللى هنا كان عايز يقعد القعدة دى.. لا إحنا ولا الحاضرين ولا اللى بيكتبوا.. ولا كنا عايزين ده كله.. ولكن نعمل إيه؟ أمرنا لله.. هل اتصل بك الرئيس جمال عبد الناصر على يد أعضاء مكتب الإرشاد. وطالبك بحل الجهاز السرى ونشاط الإخوان فى الجيش والبوليس؟
يرد الهضيبى: حصل!
يسأله جمال سالم: ماذا عملت لتنفيذ ذلك؟
يقول الهضيبى: الأول هو طلب أن لا يكون لنا تنظيمات فى الجيش. فأنا قلت إنى لا أعلم إنه فيه تنظيمات فى الجيش. يجوز فيه ناس قابلين الدعوة بس.
ويتوقف حسن الهضيبى عن الكلام..
لأنه شاهد جمال سالم رئيس المحكمة يقرأ فى ورقة بين يديه..
فيقول له جمال سالم: اتفضل.. أنا أسمع بأذنى.. وأقرأ بعينى.. ومخى ممكن يستوعب الاثنين مع بعض!
■ ■ ■
ويكمل حسن الهضيبى حديثه..
فيقول: أيوه.. وقلت إن الضابط محمود لبيب جانى فى الفترة اللى كنت فيها رافض تولى رياسة الإخوان، وعرض علىّ أسماء ضباط فى الجيش منتمين للإخوان. وأنا اعتذرت له عن معرفتهم لأنى ماكنتش قبلت الرياسة.. وأنا قلت الكلام ده لجمال عبد الناصر.
يقاطعه جمال سالم: وفى البوليس؟
يقول الهضيبى: لا أعلم إلا أن البوليس فيه أفراد يعبدون الله!
- جمال سالم: برياسة من؟
- الهضيبى: صلاح شادى.
- جمال سالم: ولماذا سمحت له بعمل أسر فى داخلية قوات البوليس؟
- الهضيبى: كل الإخوان يعملون أسرا.
- جمال سالم: ألم يبين لك رئيس الحكومة خطر ذلك؟
- الهضيبى: بيّن.. لكن أنا أحلهم إزاى؟
- جمال سالم: جهدك قصير.. طيب.. ماذا فعلت بعد أن اقتنعت بالخطر؟
- الهضيبى: أنا لم أقتنع بأن هذا خطر.. دول ناس بيصلوا ويصوموا!
- جمال سالم: والصلاة والصوم عايزة منظمات؟ كلنا بنصلى ونصوم.
- الهضيبى: ماعرفش إنهم فى منظمات!
- جمال سالم: رئيس الحكومة قال لك إن فيه منظمات.
- الهضيبى: وأنا اعمل إيه؟
- جمال سالم: لماذا لم تلجأ للحكومة وتطلب حل هذه المنظمات.. هل هذا يتعلق بأمن البلد أم لا؟
- الهضيبى: على الصورة اللى فاهمها رئيس الحكومة. يبقى الأمر متعلق بالأمن.. ولكن على الصورة اللى أنا فاهمها..
- جمال سالم: أنا باتكلم على الصورة اللى فاهمها رئيس الحكومة.. لماذا لم تذهب له وتترك التصرف؟
- الهضيبى: التصرف متروك له!
جمال سالم: باعتبارك مرشد..
- الهضيبى: والله..
جمال سالم: أرجوك اتركنى أتكلم وبعدين جاوب.. أنا راح أسكت وقول اللى تقوله!
- الهضيبى: الكلام ذهب من ذهنى!
جمال سالم: طيب.. اتكلم أنا الأول.. ولّا انت الأول؟
- الهضيبى: تفضل!
جمال سالم: رئيس الحكومة وجد الإخوان يعملون منظمات فى الجيش والبوليس أرسل لك أفهمَك مدى الخطورة فى مايو سنة 1953 واتصل بك. أنت وجدت أنك مش قادر تتصرف. لماذا لم ترجع لرئيس الحكومة، ترد له المكرمة بمكرمة. وتقول له أنا آسف مش قادر أتصرف؟
- الهضيبى: رئيس الحكومة لم يكن يقابلنى!
جمال سالم: قابلك بمعرفتى عدة مرات.. وأستطيع حصرها!
- الهضيبى: أنا قلت له ماقدرش أعمل حاجة فى ما لا أعلمه. خميس قال له كده!
■ ■ ■
ويواصل جمال سالم سؤال حسن الهضيبى..
فيقول له: هل أصدرت قرارا باعتبارك المرشد بحل تنظيمات الإخوان فى الجيش والبوليس؟
يقول الهضيبى: لم أصدر لأنى لا أعلم أن هذا موجود.. ولو طلب منى بيان بهذا كنت أصدرته.
جمال سالم: وماذا عملت بالنسبة إلى الجهاز المدنى الذى طلب منك رئيس الحكومة حله. وطلب ذلك منك مباشرة وبواسطة أعضاء الجماعة. وطلب منك تسليم أسلحتهم؟
- الهضيبى: لا أعتقد أن عندهم أسلحة؟
- جمال سالم: يعنى مشيت على اعتقادك. وسبت اعتقاد رئيس الحكومة ولم تعره أى اهتمام؟
- الهضيبى: لا.. أنا ماكنتش أعرف أن فيه أسلحة أو إن الجهاز فيه منه خطر!
- جمال سالم: ما هى الضمانات التى أخذتها على يوسف طلعت ليسير على السياسة النظيفة؟
- الهضيبى: حلفته اليمين!
- جمال سالم: وأنت لا تعرفه؟
- الهضيبى: اللى يعرفه ناس تانيين!
- جمال سالم: يعنى حلفته اليمين بضمانة ناس تانيين.
- الهضيبى: أمام فرغلى وخميس!
كان التعب والإرهاق قد بدأ يظهر واضحا على حسن الهضيبى..
فسأله جمال سالم: إنت تعبان من الوقوف؟
رد الهضيبى: أيوه.
نظر جمال سالم إلى أحد الجنود فى القاعة..
وقال له: هات له كرسى من فضلك!
وأحضر الجندى الكرسى..
لكن الهضيبى قال: لا معلهش!
قال له جمال سالم: اتفضل استريح.
قال الهضيبى: لا.
عاد جمال سالم ليقول له: اتفضل استريح على الكرسى.
عاد الهضيبى ليقول: لا.
قال جمال سالم: إذن ناخد راحة إلى أن تستريح.. توقف الجلسة ربع ساعة!
■ ■ ■
بعد ربع ساعة عادت الجلسة للانعقاد..
وطوال فترة الاستراحة كان حسن الهضيبى جالسا على الكرسى. لكن بمجرد أن بدأت الجلسة حتى وقف!
وبدأ جمال سالم رئيس الحكمة الحديث..
فقال للهضيبى: أظن إنت استريحت دلوقت شوية مش بطالين؟
رد عليه الهضيبى: لكن الواحد يحل عليه التعب لما يستريح!
قال له جمال سالم: كيف السبيل إلى الراحة؟
رد الهضيبى: أنا مستريح.
- جمال سالم: الحمد لله.
يعود المحامى حمادة الناحل لتوجيه الأسئلة إلى حسن الهضيبى..
فيسأله: هل فى الجماعات الإسلامية يمين السمع والطاعة للرئيس؟
يرد الهضيبى: أنا لم أعمل اليمين ده.. أنا وجدته.
يقول له جمال سالم: موافق عليه لأنك قبلته؟
يقول الهضيبى: إذا كان فى غير معصية يبقى سليم.
جمال سالم: يعنى وافقت عليه؟
- الهضيبى: أيوه.
ويثير المحامى حمادة الناحل مسألة تكرار حسن الهضيبى أنه نسى هذا الأمر أو ذاك..
ويقول له: بمناسبة النسيان.. بماذا تعلل ظاهرة مرض النسيان التى ظهرت فى هذه القاعة من كثيرين؟
يتدخل جمال سالم..
ويقول لحسن الهضيبى: لا تجاوب على هذا السؤال!
يقول له المحامى: قتلة الخازندار والنقراشى وناسف محكمة مصر.. كانوا من الإخوان؟
يرد الهضيبى: كانوا.
يقول له: ألا يجعلك هذا تتشكك فى الجماعة التى تخرج هؤلاء التلاميذ؟
يرد الهضيبى قائلا: الدعوة نفسها سليمة. ولكن حصل فيها انحراف كنا نعالجه.. فإيه الغلط فى ده؟
يقول له جمال سالم: كيف الحال فى جيش قائده الأعلى لا يعلم شيئا عن نظامه المالى والإدارى ولا من يعاونونه.. تبقى فوضى أو نظام؟
يرد الهضيبى: إذا قام القائمون بالعمل كما يجب تستقيم الأمور.
- جمال سالم: ده كلام معنوى.. كيف يعلم القائد أنهم يعملون؟
- الهضيبى: من اعتقاده!
- جمال سالم: يعنى العقيدة كافية عشان التنفيذ؟
- الهضيبى: ومن تنفيذهم لما يطلب منهم.
- جمال سالم: وهل تحققت من تنفيذ الجهاز الخاص للتعليمات؟
- الهضيبى: أنا لم أتحقق!
■ ■ ■
يقول جمال سالم للهضيبى: يعنى عايز تقول..
يقاطعه الهضيبى: سعادتك..
يرد جمال سالم بسرعة: أنا ماسعادتيش!
يقول له الهضيبى: طيب سيادتك عايز تقول إنى غير صالح لقيادة الجماعة.. أنا معترف أنى غير صالح!
- جمال سالم: وظللت على رأسها؟
- الهضيبى: وظللت على رأسها!
- جمال سالم: لماذا بقيت؟
- الهضيبى: مش راضيين يسيبونى!
- جمال سالم: لماذا لم تلجأ للحكومة.
- الهضيبى: عشان إيه؟ دى مسألة بينى وبينهم.
- جمال سالم: خفت من إرهاب الجهاز السرى؟
- الهضيبى: لا والله.. ناس يقولوا لى خليك معانا.. قلت زى بعضه!
- جمال سالم: وقعدت فى الظلام!
- الهضيبى: أنا لا أعلم أن هناك ظلاما!
- جمال سالم: وفى الوقت نفسه كنت تتحدث باسم الجمعية؟
- الهضيبى: لو تحدثت خطأ يبقى جايز أخطأت. والمسألة متروكة لمكتب الإرشاد.
- جمال سالم: خميس وفرغلى قالوا لك إنك كل حاجة فى الجماعة؟
- الهضيبى: ليه يقولوا كده.. والله كل حاجة كانت بإجماع الآراء.
- جمال سالم: هل أطلعتهم على الجهاز السرى؟
- الهضيبى: يعرفوه.
ومن جديد يعود المحامى حمادة الناحل ليكمل أسئلته..
فيسأل حسن الهضيبى: هل تذكر لنا الإرهابات التى حدثت من الإخوان؟
يقول الهضيبى: من يوم ما دخلت حتى الآن.. مافيش غير حادثة الرئيس جمال عبد الناصر!
المحامى: والمنشورات؟
- الهضيبى: لم أكتبها!
- المحامى: ألا تعلم بها؟
- الهضيبى: لا.
- المحامى: سؤال أخير.. ألا تعلم قول الشاعر.. إن كنت تدرى فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تدرى فالمصيبة أعظم؟
- الهضيبى: أعرفه!
■ ■ ■
ويتطرق الحديث إلى نظام جماعة الإخوان..
يسأل جمال سالم مرشد الإخوان: كيف تنتخبون الإخوان للهيئة التأسيسية؟
يقول حسن الهضيبى: بالتعيين.
يسأله جمال سالم: وفى مكتب الإرشاد.. النظام إيه؟
يقول الهضيبى: انتخاب 12 من الهيئة التأسيسية و3 يعينهم المكتب.
جمال سالم: الثلاثة اللى عينوا فى مكتب الإرشاد آخر مرة مين؟
- الهضيبى: الشيخ البهى الخولى.. واحنا فى المعتقل المرة الماضية اقترح أحد الأعضاء وهو الشيخ فرغلى تعيين منير الدلة وصالح أبو رقيق. فالمكتب عينهم بصفة وقتية إلى أن خرجنا.
- جمال سالم: هل منير الدلة وصالح أبو رقيق سقطا فى انتخابات الهيئة أم نجحا؟
- الهضيبى: سقطوا.. كما سقط 56 آخرون!
- جمال سالم: الهيئة التأسيسية عددها كام؟
- الهضيبى: 147.
- جمال سالم: ولما تعين لمكتب الإرشاد تختار من الساقطين أو الذين لم يرشحوا أنفسهم؟
- الهضيبى: أنا لم أعين.. اللى عين مكتب الإرشاد لأسباب. لما كنا معتقلين صالح أبو رقيق كان بيتكلم بلساننا وأحسن السفارة وكذلك منير الدلة.
- جمال سالم: يعنى الاختيار مش لأنهم أحسن الأئمة فى الدعوة الإسلامية كما هو معروف للأمة؟
يتساءل الهضيبى: هم الأعضاء يعتبرون أئمة؟!
هذه المرة الذى يرد هو جمال سالم والذى يقول: مايعتبروش!
يقول الهضيبى: لا مش من الأئمة!
- جمال سالم: وباقى الأعضاء مش من الأئمة؟
- الهضيبى: مجتهدين.. بيحاولوا!
- جمال سالم: الله.. سامعين يا مسلمين يا أهل البلاد مكتب الإرشاد مكون من مين؟
- الهضيبى: هو فيه حد من الأئمة دلوقت؟
- جمال سالم: وتفتكر قاعد على رأس الجماعة ليه.. بلاش جواب!
كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة مساء..
وكانت الجلسة طالت كثيرا..
وكان الإرهاق قد حل على الجميع.
قال جمال سالم موجها حديثه لحسن الهضيبى: رأى المسلمين فيك كمرشد سأتركه للمسلمين. عشان يفتحوا عيونهم ويعرفوا.. مع ألف سلامة.
يقول الهضيبى: الله يسلمك!
يقول جمال سالم قبل أن ينهض مغادرا المنصة: رفعت الجلسة على أن تنعقد فى الساعة العاشرة صباح غد لسماع المرافعات.
مشكلة المحتل أنه يمنح نفسه الحق فى امتهان كل من سواه
الهضيبى يعترف: من يوم ما دخلت حتى الآن مافيش غير حادثة الرئيس جمال عبد الناصر!
منظر الهضيبى كان يدعو إلى الرثاء وهو يقول إنه لم يكن يعلم بما يفعله الجهاز السرى وإنه مجرد «واجهة» للإخوان
كيف جرى إعدام من حاولوا اغتيال الرئيس؟
سوف يسجل التاريخ يوم السبت 4 ديسمبر 1954. على أنه اليوم الذى صدرت فيه أحكام العدالة. فى قضية محاولة اغتيال الرئيس جمال
عبد الناصر. بإطلاق الرصاص عليه وهو يخطب فى ميدان المنشية بالإسكندرية. وهى نفس الأحكام التى صدرت فى حق جماعة الإخوان التى كانت تقف وراء المحاولة الأثيمة.
وفى نهاية جلسة النطق بالأحكام، قال قائد الجناح جمال سالم رئيس محكمة الشعب. بعد أن نطق بالأحكام: تمت أعمال هذه المحكمة. ونرجو الله عز وجل أن لا يدعونا إلى هذه المحاكمة مرة أخرى فى تاريخ البلاد!
■ ■ ■
أما الأحكام فقد كانت كالتالى:
أولا : توصى المحكمة بحل جماعة الإخوان المسلمين.
ثانيا: معاقبة المتهمين بالعقوبات التالية:
1- محمود عبد اللطيف محمد بالإعدام شنقا.
2- حسن إسماعيل الهضيبى بالإعدام شنقا.
3- يوسف طلعت بالإعدام شنقا.
4- إبراهيم الطيب الإعدام شنقا.
5 – هنداوى بدير الإعدام شنقا.
6- محمد فرغلى الإعدام شنقا.
7 – عبد القادر عودة الإعدام شنقا.
8 – محمد خميس حميدة الأشغال الشاقة المؤبدة.
9 – حسين كمال الدين أحمد إبراهيم الأشغال الشاقة المؤبدة.
10- محمد كمال خليفة الأشغال الشاقة المؤبدة.
11- منير أمين الدلة الأشغال الشاقة المؤبدة.
12- صالح أبو رقيق الأشغال الشاقة المؤبدة.
13- محمد أبو النصر الأشغال الشاقة المؤبدة.
14- عبد العزيز عطية الأشغال الشاقة المؤبدة.
15- أحمد شربت السجن 15سنة.
16- عمر التلمسانى السجن 15 سنة.
17- عبد الرحمن البنا براءة.
18- عبد المعز عبد الستار براءة.
19- البهى الخولى براءة.
■ ■ ■
وعن جلسة النطق بهذه الأحكام قال لطفى حسونة ب«الأخبار»:
غصت قاعة مجلس الشعب بجمهور كبير حضروا للاستماع إلى حكم المحكمة فى قضايا الإخوان الإرهابيين. ومع أن الموعد المحدد للجلسة كان فى الحادية عشرة صباحا إلا أن القاعة امتلأت منذ التاسعة.
وقد أحضر المتهمون من السجن الحربى، فى سيارتين كبيرتين تحت حراسة مشددة. أشرف عليها اليوزباشى جمال القاضى واليوزباشى مسعود المصرى واليوزباشى النشار.
وبقى المتهمون فى بعض غرف المحكمة إلى أن نودى على كل منهم على انفراد ليدخل قاعة المحكمة ويسمع الحكم.
وفى الساعة الحادية عشرة والربع أدخل المتهم محمود عبد اللطيف قاعة الجلسة، بين حارسين من جنود البوليس الحربى ووراءه صول، ودخل فى خطوات عسكرية منتظمة ووقف تجاه منصة المحكمة.
ولم تكن المحكمة قد عقدت بعد، وظل بصر محمود عبد اللطيف مركزا على المقاعد الثلاثة التى سيجلس عليها قضاة محكمة الشعب فى اضطراب ظاهر!
كانت عضلات وجهه تتحرك حركة لا إرادية. وأنظار كل من فى القاعة تسجل عليه حركاته واضطرابه.
ووقف هكذا إلى أن مرت عشر دقائق! ثم قال الصول الواقف خلفه: صفا.. واسترح!
فوقف محمود عبد اللطيف وقفة عادية، وعدّل الحزام الذى يربط وسطه، وأخذ يتلفت إلى المصورين. فى نظرات جادة غير معبرة.
ولما أحس باستعداد حارس الجلسة لدخول هيئة المحكمة، اتجه بصره إلى الباب المخصص لدخول قضاة الشعب. وظل هكذا لحظات إلى أن دخلت هيئة المحكمة فى الساعة الحادية عشرة والنصف.
وكان يمثل الادعاء البكباشى محمد التابعى والأستاذ مصطفى الهلباوى..
وما أن نطق جمال سالم رئيس المحكمة بحكم الإعدام. حتى اقتاد الحراس محمود عبد اللطيف بسرعة إلى خارج القاعة.. واقتادوا المتهم الثانى!
■ ■ ■
كان المتهم الثانى هو حسن إسماعيل الهضيبى مرشد الإخوان. ودخل قاعة المحكمة تحت الحراسة.
ما أن وقف تجاه منصة القضاة حتى تلقى الحكم بإعدامه!
وقال له حارسه: إلى اليسار.. دُر!
فارتبك الهضيبى واتجه إلى اليمين، ثم تدارك خطأه، فاتجه إلى اليسار. واقتيد إلى خارج الجلسة!
ثم تم إحضار يوسف طلعت، وسمع حكم الإعدام فى لحظات. وانصرف مطأطئ رأسه إلى الأرض!
وحضر بعده إبراهيم الطيب. وكان يمشى فى خطوات ثقيلة ووجه شاحب وذهول ظاهر. وقف، ثم تلقى حكم الإعدام، وخرج وقد ازداد شحوبا وذهولا!
أما هنداوى دوير. فقد دخل قاعة المحكمة وكل تعبيرات وجهه تدل على الاكتئاب والحزن والمرارة. وسمع الحكم بإعدامه فانصرف وقد تضاعف اكتئابه وحزنه!
وتلاه خميس حميدة. الذى دخل القاعة يجر قدميه جرا. حتى إن حراسه كانوا يجذبونه إلى الأمام. وكأنه لا يريد التقدم!
وكانت يده مرفوعة بالتعظيم منذ دخوله إلى خروجه!
وسمع الحكم عليه بالمؤبد. وانصرف يقوده الحراس. كأنه يريد أن يتكلم، لكن اللحظات كانت لا تتسع لكلامه. بعد أن تكلم ساعات وساعات أمام المحكمة شاهدا ومتهما!
■ ■ ■
ثم جىء بالشيخ محمد فرغلى شاحب الوجه زائغ البصر. يتمايل فى أيدى حراسه. وسمع الحكم بالإعدام. وخرج وهو مغمض عينيه وقد ازداد اصفرارا.
ثم دخل عبد القادر عودة يحيى المحكم بيديه..
وسمع الحكم بإعدامه، فاستغرق فى حالة هستيرية، وكأنه لا يصدق أنه انتهى!
ومن بعده تلاه حسين كمال الدين الأستاذ بكلية الهندسة، الذى دخل فى ارتباك ظاهر وشرود واضح. تلا عليه جمال سالم رئيس المحكمة حكم المؤبد، ثم جذبه الحراس إلى خارج المحكمة!
أعقبه كمال خليفة مسؤول الطرق السابق، الذى سمع الحكم بالمؤبد. فامتقع وجهه عند سماعه الحكم، ثم انصرف.
أما منير الدلة المستشار بمجلس الدولة فقد دخل القاعة شبه نائم! كأنه لا يرى ولا يسمع ولا يشعر. وسمع الحكم بالمؤبد، ثم جذبه حراسه إلى الخارج وهو فى هذه الحالة الغريبة من النوم منها إلى الإحساس والشعور! وتلاه صالح أبو رقيق الذى دخل القاعة يحيى بيديه! سمع الحكم عليه بالمؤبد، فاتجه إلى اليسار ليخرج، فإذا «زرار» من المعطف الذى يرتديه يقع على الأرض.
فقال لحارسه بصوت خافت: الزرار وقع! لكن الحارس جذبه إلى الخارج.
كأنه يقول له: هل هذا وقت البحث عن زرار؟!
■ ■ ■
وجىء بمحمد أبو النصر. فدخل قاعة المحكمة واجما، وسمع الحكم عليه بالمؤبد، فانصرف فى وجوم وجمود.
وتلاه الشيخ أحمد شربت الذى صدمه الحكم بالسجن 15 سنة. وكأنه أعماه فخرج يتحسس الطريق تحت قيادة حراسه!
ثم نودى على المتهم عمر التلمسانى، فدخل قاعة الحكمة مستسلما. وسمع الحكم عليه بالسجن 15 سنة. فوقف فى مكانه متجمدا. ولولا أن الحراس قادوه إلى الخارج ما تحرك!
■ ■ ■
يوم الأحد 5 ديسمبر 1954..
خرجت الصحف المصرية تعلن أن مجلس الثورة أبدل بحكم الإعدام على حسن الهضيبى مرشد الإخوان الأشغال الشاقة المؤبدة. نظرا إلى كبر سنه ومرضه، لأنه قد يكون واقعا تحت سيطرة المحيطين به.
كما وافق مجلس الثورة على بقية الأحكام التى أصدرتها محكمة الشعب.
وما هى إلا أيام.. حتى تم تنفيذ حكم الإعدام فى الستة المحكوم عليهم بالإعدام!
وتم إعدام محمود عبد اللطيف فى الثامنة صباحا. وأعدم يوسف طلعت فى الثامنة والنصف. وأعدم إبراهيم الطيب فى التاسعة. وأعدم هنداوى فى التاسعة والنصف. وأعدم محمد فرغلى فى العاشرة. وأعدم عبد القادر عودة فى العاشرة والنصف!
وكانت سيارة قد حملت المحكوم عليهم الستة من السجن الحربى. واتجهت بهم إلى سجن الاستئناف بباب الخلق. وخلع الستة ملابسهم. وكان من بينهم أربعة يرتدون الملابس الكاملة وهم إبراهيم الطيب وهنداوى دوير وعبد القادر عودة ويوسف طلعت. الذى كان قد دخل السجن الحربى ببيجامة. استعاروا له بدلة من عبد القادر عودة!
كان هنداوى دوير ويوسف طلعت عاريى الرأس. أما إبراهيم الطيب وعودة فكانا يلبسان الطربوش!
أما محمود عبد اللطيف فقد كان يرتدى البنطلون الرمادى والقميص الأزرق. الذى ارتكب به محاولة قتل الرئيس جمال عبد الناصر!
وأما الشيخ فرغلى فكان يرتدى كاكولة بيضاء وعمامة! بعد أن خلع الستة ملابسهم وأحذيتهم. وتسلمتها إدارة سجن الاستئناف. ارتدوا الملابس الحمراء. المخصصة للمحكوم عليهم بالإعدام، ثم تم وزنهم على ميزان السجن ودونت أوزانهم.
وتم وضع الستة فى زنزانات متجاورة بالطابق الأول فى السجن. ودخل محمود عبد اللطيف الزنزانة رقم 28، ويوسف طلعت الزنزانة رقم 29، وإبراهيم الطيب الزنزانة رقم 30، وهنداوى الزنزانة رقم 31، وفرغلى الزنزانة رقم 32، وعودة فى الزنزانة رقم 33!
■ ■ ■
وقضى الستة ليلتهم فى الزنزانات! فى الصباح تناولوا طعام الإفطار. وكان مكونا من الفول والخبز والشاى.
وفى الساعة العاشرة حضر أهلهم لمقابلتهم. وتمت هذه المقابلات فى الغرفة المخصصة للزيارة بالسجن. واستمرت بين 20 دقيقة ونصف ساعة لكل واحد منهم.
وبعد الزيارة وقبل انصراف الأقارب.. سلم مأمور السجن ملابس كل محكوم عليه إلى ذويه. وأفهمهم أن تنفيذ حكم الإعدام. سيتم فى الساعة الثامنة من صباح اليوم التالى. وطلب منهم الحضور فى ظهر اليوم التالى لتسلم الجثث!
■ ■ ■
ورفع العلم الأسود -كالعادة- على سجن الاستئناف!
وبدأ الصحفيون ومصورو الصحف ومندوبو وكالات الأنباء يتوافدون على السجن.
فى الساعة الثامنة إلا خمس دقائق دخلت هيئة التنفيذ ووفود الصحفيين إلى فناء السجن الداخلى مباشرة أمام غرفة الإعدام. وأمر مأمور السجن بإحضار محمود عبد اللطيف من زنزانته. فصعد العساكر إلى الدور الأول مع ضابطين.. وفتحوا الزنزانة.
وقال له الضابط: تعالَ يا محمود.
وتقدم الجنود واقتادوه إلى فناء السجن.
وكان محمود عبد اللطيف فى حالة انهيار تام. ووقف أمام هيئة التنفيذ أمام حجرة الإعدام. وتلا عليه مأمور السجن حكم محكمة الشعب بإعدامه شنقا. والادعاءات التى وجهت إليه. ثم تقدم منه واعظ السجن الصاوى شعلان.
وقال له الواعظ: قل لا إله إلا الله.
قال محمود عبد اللطيف: لا إله إلا الله.
سأله مأمور السجن: عايز حاجة؟
رد محمود عبد اللطيف: لا مش عايز حاجة.
فتقدم منه عشماوى ومساعده، وأوثقا يديه خلف ظهره بحزام من الجلد. ثم ساقاه إلى داخل حجرة الإعدام. وفى ثوان وضعت فوق وجهه طاقية سوداء. ثم أعطى مأمور السجن إشارة بيده. ففتح عشماوى «الطبلية» فانفتحت. وسقط جسمه داخل الهوة!
وانتهت بذلك حياته.. وتم القصاص!
ونزل الطبيب وأمسك بيده، ليقيس نبضه. ثم اتخذت إجراءات لف الجثة! واستغرق كل هذا خمس دقائق!
وفى الساعة الثامنة والنصف.. هلّ الدور على يوسف طلعت. وجاء وقد علت الصفرة وجهه.
وعندما سأله مأمور السجن: عايز حاجة؟
قال: أنا عايز الشيخ يسامحنى لأنى فتنت عليهم واعترفت!
وتم تنفيذ حكم الإعدام شنقا فيه.
ومن بعده تم تنفيذ حكم الإعدام فى إبراهيم الطيب.
أما هنداوى دوير فعندما صعد الحراس لإحضاره من الزنزانة..
قال له الضابط: تعالَ معنا.
سأله هنداوى: رايحين فين؟
قال له الضابط: زيارة.
- رد هنداوى: زيارة لا.. أنا حاسس إنى رايح الإعدام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.