ما دام حالنا الراهن ونحن تحت حكم الست «جماعة الشر»، يبدو كما لو أن واحدا ابن حرام مصفى قذف بنا فى نكتة سخيفة وأقفل علينا بابها ومشى، فسأبقى اليوم أيضا مع النُكت وأبدأ بالتالية: يقال إن رجلا وامرأة كانا يتمشيان الهوينا، والتقيا صدفة فى الشارع صديقا للأول، وبعد السلامات والتحيات والسؤال عن الصحة والأولاد، قال الرجل صاحب المرأة فجأة لصديقه: - أمس احتفلنا احتفالا رائعا بالعيد العشرين لجوازنا.. يا ريتك كنت معانا.. - كل سنة وانت طيب.. كل سنة وانتِ طيبة يا هانم وعقبال ميت سنة.. ويا ترى احتفلتم فين؟ - فى مطعم هايل.. هايل جدا ورخيص كمان.. - حقيقى.. - آه وعهد الله.. مطعم عبقرى فعلا.. - اسمه إيه المطعم ده؟ دلنى عليه أرجوك عشان أعزم مراتى فيه.. - اسم المطعم؟ - أيوه!! - طيب بقولك إيه.. تعرف الزهرة الحمراء اللى.. - اسمه مطعم «الزهرة الحمراء»؟ - لأ يا أخى.. أنا باسألك الزهرة الحمراء ذات الساق الطويل المملوء بالشوك.. فاكر اسمها إيه؟! - تقصد «الوردة».. مطعم الوردة؟ - يا سيدى لأ برضه، اصبر شوية (ثم مخاطبا المرأة التى بجواره) باقولك يا «وردة» يا حبيبتى، فاكرة المطعم اللى احتفلنا فيه امبارح بعيد جوازنا اسمه إيه؟! ردت المرأة بهدوء: أولا، ده مش عيد جوازنا ده عيد ميلادك انت، وثانيا ميعاده لسه بكرة مش امبارح، وثالثا أنا أصلا مش «وردة» مراتك... تلك النكتة فى الحقيقة علاقتها ليست وثيقة جدا بحكاية ما يسمى لمؤاخذة «الحوار الوطنى» الذى أطلقته فضيلة «الذراع» الرئاسية قبل أسابيع وجمعت فيه بضعة غلابة من أتباع الست جماعته، فضلا عن الست نفسها، ثم انهمك الكل فى عملية رغى وثرثرة انصبت أساسا على البحث المعمق فى جنس الملائكة وطبيعة الشياطين، لكن المتحاورين والحق يقال لم يهملوا أمورا ومسائل أخرى منها بحث إدخال تعديلات على بعض بنود الدستور الطائفى المشموم الذى فبركته الجماعة فى ظلام مغارتها ومررته بالتزوير فى اللحظة عينها التى انطلقت فيها هذه المسخرة!! وقد تغرنك يا عزيزى علامتا التعجب اللتان تزينان نهاية الفقرة السابقة، وتظن أن العلاقة الشريفة بين النكتة المستوردة التى بدأت بها هذه السطور والمسخرة المشار إليها أعلاه ربما تظهر وتتجلى فى هذا الموضع بالذات، على أساس أن فضيلة «الذراع» والغلابة المتحاورين فى قصره وتحت عباءته «نسوا» جميعا وهم فى غمرة «الوطنية» الزائدة أن أمر تعديل دستورهم المطبوخ راح خلاص وانقضى. لكن اسمح لى أصدم حضرتك بأن ظنك هذا ليس فى محله، فقد لاحظ العبد لله فى موضع آخر من المسخرة تلك علاقة شبه أكثر وضوحا بين بطل النكتة الذى نسى الفرق بين زوجته وعشيقته وبين أصحاب مشروع «الرغى الوطنى»، فهؤلاء شغلوا أنفسهم (بعدما انتهوا من كشف حقيقة جنس الملائكة والشياطين) بالكلام عن مشروع قانون انتخابات جديد قالوا إنه سوف يرضى المعارضة ويبسطها قوى جدا خالص، وبالفعل انتهى الرغايون الغلابة من صنع مشروعهم وأرسلوه إلى مجلس العائلة الإخوانية الباطل الموقر المعروف اختصارا باسم «مجلس الشورى»، غير أن هذا الأخير ألقاه فورا فى صفيحة الزبالة وطبخ بسرعة مشروعا بديلا يضمن تزوير الانتخابات من المنبع، وهو ما جعل أقفية بعض المشاركين فى مهرجان الرغى تلتهب بشدة، فتعالت أصواتهم بالأنين والشكوى، مما استلزم بدوره تدخلا عاجلا من جانب الدكتور المتحدث والنافى الرسمى لمؤسسة «الذراع الرئاسية» الذى أدلى بتصريحات اعتبرها «مرهما» يصلح ويكفى لعلاج وتبريد الأقفية الملتهبة.. فماذا قال سيادته؟ أولا نفى «مسؤولية الرئيس عن قيام مجلس الشورى بتغيير بعص نصوص قانون الانتخابات الذى تقدمت به لجنة الحوار الوطنى»، استنادا إلى أن «الجهة الوحيدة المنوط بها إقرار القانون هى هذا المجلس صاحب السلطة التشريعية»، وأضاف جنابه مذكرا الزعلانين بأن الهدف هو «جمع القوى السياسية والاجتماعية المؤثرة فى مصر على مائدة واحدة وليس إملاء مواقف وأشياء معينة على أحد»!! إذن فقد نسى معالى النافى الرسمى أنه شخصيا وفضيلة الشيخ رئيسه ينتمون إلى العائلة الإخوانية نفسها القاعدة على كراسى مجلسها الموقر الباطل، بل إن رئيس هذا الأخير هو نسيب الشيخ الرئيس، كما نسى معاليه أيضا أن تلك «المائدة الواحدة» التى صنعت هذه «الأشياء المعينة» كانت تجمع العائلة الكريمة بتوابعها، ثم إنه أخيرا سهى عليه ونسى تماما (كان الله فى العون) أن يكشف فى تصريحاته حقيقة جنس الملائكة على الأقل.. لأن جنس الشياطين صار معروفا ومفضوحا!!