الأم ألقت بابنتها من النافذة لمحاولة إنقاذها..والأب هرب من التاكسى وأصيب بانهيار عصبى حينما شاهد جثة إبنته سائق التاكسى اقتحم المزلقان رغم وجود السلاسل الحديدية ففرمه القطار لم يكد يمر يومان على حادث قطار البدرشين المفجع، حتى شهد مزلقان منطقة أرض اللواء، حادث مروع جديد وقع فى نحو الساعة السابعة من مساء ليلة أول من امس الأربعاء، إصطدم فيها قطار الركاب رقم 79 القادم من محطة الواسطة بمدينة الفيوم فى طريقه إلى القاهرة، بسيارة أجرة تحمل رقم 3285 مصر، ما أسفر عن مصرع سائق التاكسى كريم رمضان حسين43 سنة، وطفلة، عمرها سنوات، 5 سنوات ووالدتها منى محمد عبد المقصود 28 سنة، ووالدة الأم وتبلغ 50 سنة، بينما نجا من الحادث والد الطفلة. وأكد شهود الواقعة الذين شاهدوا الحادث أن المخطئ هو سائق التاكسى القتيل، حيث تسبب فى الكارثة، لأنه كان يسير فى شارع السودان بالاتجاه العكسى، حتى وصل إلى مزلقان أرض اللواء فوجده مغلقا بسلسة حديدية نظرا لقدوم قطار، لكن السائق اقتحم المزلقان من غير المكان الممهد لعبور السيارات، مما تسبب فى انزواء عجلات التاكسى بين قضبان السكة الحديد، ولم يتمكن قائده من المرور به أو الرجوع به إلى الخلف. وفى تلك الأثناء جاء القطار مسرعا وحاول السائق النجاة بحياته وفتح الباب للخروج لكنه لم يتمكن من ذلك، وكانت آخر كلماته وهو يحاول فتح الباب بطريقة هستيرية «الباب مش عايز يفتح..الباب مش عايز يفتح»، بينما تمكن رب الأسرة أدهم عبد المقصود من فتح الباب المجاور له والنجاة بحياته، ودهس القطار التاكسى وفرقه قطعا بطول المسافة التى قطعها من عند المزلقان حتى تمكن قائد القطار من إيقافه بالقرب من محور الطريق الدائرى عند ميدان لبنان. وتجمهر الأهالى حول الحادث ووجدوا الطفلة مرنا ملقاة بجوار كشك المراقبة عند المزلقان، وكأن والدتها قد ألقت بها خارج التاكسى فى محاولة لإنقاذها، وكانت الطفلة لا تزال على قيد الحياة ومصابة بجرح طولى فى الرأس وصل إلى عضام الوجه، ما تسبب لها فى نزف شديد حتى ماتت بين أيدى الأهالى قبل وصول سيارات الإسعاف، وعلى طول المسافة التى قطعها القطار فى محاولة للتوقف دون كبح الفرامل المفاجئة منعا لأنقلابه بمن فيه، وجدت أجزاء التاكسى متناثرة بين باب أو شكمان أو كرسى، بينما سحب جرار القطار هيكل التاكسى بمن فيه من ضحايا هم السائق والسيدة ووالدتها، وتمكن الأهالى من إخراج جثث الضحايا الثلاث وهم أشلاء من تحت جسم جرار القطار، ورفض الأهالى تمكين رجال الحماية المدنية من سحب هيكل التاكسى، حتى يصل رجال الشرطة ويثبتوا حالة الحادث على ما هى عليه، خاصة بعد تأكدهم من عدم وجود مزيد من الضحايا أسفل القطار. وصلت سيارات الإسعاف ونقلت الضحايا الأربعة إلى مستشفى إمبابة العام، واستدعى اللواء نبيل عبدالفتاح مدير شرطة السكة الحديد الذى حضر إلى مكان الحادث ونشا لرفع آثار الحادث وتسيير حركة القطارات، واستعان رجال الحماية المدنية بخراط حديدى لتقطيع ما تبقى من هيكل التاكسى أسفل القطار و استخراجه، واستدعاء سائق لإبطال مشغل جرار القطار لحين إتمام عمليات الرفع، وتحفظ رجال الشرطة على سائق القطار، وأبعدوه فورا عن عن مكان الحادث تحسبا لوقوع أى تطورات أمنية. وفوجئ حاضرو الحادث برب الأسرة الناجى من الحادث فى حالة انهيار عصبى شديد، وهو يحاول البحث عن جثث أسرته، وبمجرد أن رأى جثمان إبنته انهار مغشيا عليه، قم نقلته سيارة الإسعاف إلى مستشفى امبابة لاسعافه، بينما نقلوه بعد ذلك إلى نيابة العجوزة بمحكمة شمال الجيزة، لتتمكن النيابة برئاسة أحمد رفعت من أخذ أقواله لاستكمال التحقيقات فى الواقعة.