لا يجب أن يمر الربيع من هنا هذا العام، هكذا قرر الرئيس الجزائرى بوتفليقة الذى يخشى أن تنتقل عدوى ثورات جيرانه إليه، فأصدقاؤه الطغاة يتساقطون واحدا بعد الآخر وهو راغب بشدة فى تفادى مصير مماثل.. انتشرت الدعوات، كالمعتاد عبر «فيسبوك»، تنادى على الجزائريين بالثورة فى 17 سبتمبر ضد الظلم وضد تهميشهم واستيلاء حكامهم على خيرات البلاد «البترولية» وحرمانهم من فائدة عوائدها. الصحراء الغربية منطقة غنية بالفوسفات سكانها 300 ألف نسمة، يعتبرها المغرب جزءا تاريخيا منه، أما الجزائر فقد جعلت من استقلالها محورا رئيسيا لسياستها الخارجية وتحالفاتها، هذه الصحراء هى ساحة الخلاف الأساسى بين الجزائر والمغرب، وهو ما يدفع عددا من الجزائريين إلى اتهام المغرب بالوقوف وراء أى توترات تحدث فى بلادهم من بينها الثورة المحتملة، لكن حكومة بوتفليقة كان لها رأى مغاير، إذ اتهم وزير الداخلية دحو ولد قابلى أطرافا خارجية «ذات علاقة بالكيان الصهيونى» بالدعوة إلى المظاهرات كما يتضح من التاريخ الذى تم اختياره «لتخليد ذكرى اتفاقيات (كامب ديفيد)، وذكرى أحداث صبرا وشاتيلا» على حد قول الوزير لصحيفة «النهار» المحلية. ورغم تأكيد الوزير عدم وجود أى استجابة للدعوات التى وصفها بالمغرضة، فإن الأمن الجزائرى تأهب للحالة القصوى بتعاون بين مختلف الوحدات الشرطية المركزية والإقليمية ومركز عمليات مشترك، ووجه المدير العام للشرطة الجزائرية برقية عاجلة إلى جميع وحدات الأمن شدد فيها على إلغاء كل العطلات.