مضى السوريون فى عزمهم إسقاط النظام رافعين شعار «حرية للأبد غصب عنك يا أسد» مؤكدين «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس» ومعلنين بقوة «ما أحلى الموت فى سبيل الحرية». كانت هذه أبرز الشعارات واللافتات التى زينت مسيرة السوريين فى جمعة «ماضون حتى إسقاط النظام» والتى أسفرت عن سقوط نحو 50 شهيدا من مختلف أنحاء سوريا واستمرت فى أعقابها المظاهرات الليلية فى حى القصور بمدينة طرطوس وكذلك الزبدانى بريف دمشق. كانت المظاهرات قد انطلقت فى الجمعة الماضية على أطراف العاصمة وفى محافظة إدلب فى الشمال على الحدود مع تركيا، ومناطق أخرى من سوريا فى تحد جديد لقوات الأسد رافعين لافتات كتب عليها «مستمرون حتى إسقاط النظام»، وفى المقابل واصلت قوات الأمن والجيش السورى حملات الدهم والاعتقال فى كل من إدلب وحمص وريف دمشق. من ناحية أخرى، ذكرت المنظمة العالمية غير الحكومية «آفاز» فى تقريرها الصادر بالتعاون مع منظمة «إنسان» الحقوقية، أنها تحققت من أسماء 3004 سوريين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات فى مارس الماضى فى 127 بلدة ومدينة سورية من بينهم 2404 من الرجال و163 من النساء -بينهن 6 نساء حوامل- و148 من الأطفال تحت سن 18. على الصعيد الدولى، كانت وزارة الخارجية الفرنسية أعربت عن ترحيب باريس بتشكيل ناشطين سوريين المجلس الوطنى السورى الذى يضع إسقاط النظام هدفا له، كما تستقبل العاصمة الفرنسية حاليا اجتماعا لجماعة العلمانيين الديمقراطيين السوريين -وهى حركة معارضة سورية علمانية- بحضور أعضاء المجلس الوطنى السورى لمناقشة موضوعات مثل مخاوف صعود الجماعات الأصولية الإسلامية فى سوريا فى المرحلة الانتقالية. ورغم كل الحديث عن العقوبات الدولية بحق نظام الأسد، ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية أمس أن الأسد يعتقد فى عدم رغبة أو عدم قدرة الغرب رغم تصريحاته القوية على قطع الصلات التجارية والمالية التى تضمن بقاء نظامه، مشيرة إلى استمرار قنوات دعم النظام السورى من الخارج، مثل قيام بنوك دولية لها فروع فى بريطانيا بمساعدة النظام المصرفى السورى على العمل رغم العقوبات الأمريكية والأوروبية.