لم يكن المشهد رائعا فى ميدان التحرير، كما كان كثيرون يتمنون فى جمعة «لا للطوارئ»، أمس. الأعداد التى وفدت إلى الميدان، لم تتجاوز بضعة آلاف، لكنّ ذلك كان متوقعا وواقعيا، فالدعوة إليها تمت فى فترة قصيرة جدا، ومن دون تحضير جيد أو تحرك للحشد. هناك قوى انسحبت، وأعلنت صراحة أنها لن تشارك، مثل حركة «6 أبريل»، والجبهة الحرة للتغيير السلمى، وحزبى المصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى الاجتماعى. وكما كان متوقعا، غاب «ألتراس أهلاوى»، المشغول بمباراة فريقه مساء أمس، مع الترجى التونسى، وربما بمواجهة جديدة مع الأمن. المشاركون فى «الجمعة»، أدوا صلاة الغائب على أرواح شهداء ثورة يناير، وشهداء الوطن العربى، الذين استشهدوا فى أثناء مطالبتهم بالحريات فى بلادهم. وكيل نقابة المحامين فى بورسعيد، عضو «ائتلاف الثورة»، جمعة محمد، ألقى الخطبة، داعيا إلى إلغاء تفعيل قانون الطوارئ، ووقف المحاكمات العسكرية، وتطبيق القانون المدنى على جميع المواطنين، من دون استثناء، وتسليم السلطة فى البلاد إلى إدارة مدنية، ووضع جدول زمنى لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. وتساءل جمعة «أين وعد المجلس العسكرى بعلنية محاكمة مبارك وموقعة الجمل؟»، وهتف والمصلون يرددون وراءه «لا لقانون الطوارئ»، وأضاف «لو كان المجلس صادقا لفعّل قانون الغدر، وأوقف الانفلات الأمنى فى الشارع».
قبل الصلاة بدقائق، كان الجميع يسأل عن سر اختفاء الشيخ مظهر شاهين، الملقب ب«خطيب الثورة»، لكنه ظهر فى مكانه الأساسى، حيث ألقى خطبته من مسجد عمر مكرم، التى دارت فى السياق نفسه عن وقف المحاكمات العسكرية، وتطبيق القانون المدنى على المواطنين.
قبل الصلاة، كان الميدان مسرحا لمجموعة متسارعة من الأحداث. أحد المواطنين استعان بزوجته وبناته الأربع، لإعلان احتجاجه على تفعيل قانون الطوارئ. حملت الأسرة سلسلة من اللافتات، منددة بالقانون والمحاكمات العسكرية. الأسرة لفتت انتباه القنوات الفضائية، فالتف المراسلون حولها.
العدد الصغير الموجود فى الميدان، اكتفى بنصب منصة واحدة، فى مواجهة الجامعة الأمريكية. كان سهلا أن يحجز الجميع أماكنهم بسهولة، أمامها، قبل الصلاة. لافتة واحدة تم تعليقها فى مواجهة المنصة، للمطالبة بتطوير الإعلام المصرى.
مئة شخص من أعضاء الجبهة السلفية، نظموا مسيرة سلمية فى الميدان، منتقلين إلى الشوارع المحيطة به. حملوا لافتة كبيرة مكتوبا عليها باللون الأحمر «لا للطوارئ»، مرددين «واحد اتنين.. الثورة راحت فين؟»، و«لا للمحاكمات العسكرية».
الجبهة السلفية أصدرت بيانا، بالتوازى، استنكرت فيه مهاجمة السفارة السعودية، والاعتداء غير المبرر على مديرية أمن الجيزة، وإحراق مبنى الأدلة الجنائية فى وزارة الداخلية، مؤكدة براءة ثوار مصر الأحرار من القيام بتلك الأعمال، وأشارت بالاتهام إلى فلول النظام السابق، داعية إلى الإسراع فى إجراء الانتخابات، لإرساء دولة المؤسسات.