فيلم من بطولة دينا وسعد الصغير وإنتاج السبكى، ماذا ننتظر منه؟ دراما سينمائية إنسانية عميقة؟ بالطبع لا، هو أبعد ما يكون عن ذلك، كل ما يقدمه هو رقص وطبل وزمر وتحرشات جنسية، تذكرنا برأى الممثل طلعت زكريا الذى أطلقه على متظاهرى ميدان التحرير، ويبدو أن هذا الافتراء استوحاه من مثل تلك الأفلام الهابطة التى يشارك فيها عادة، أما التحرش والرقص المسجل بالصوت والصورة على الشريط السينمائى فهما بضاعة فيلم «شارع الهرم»، بالفعل والقول والإشارة، وليسا مجرد افتراء. كل ممثل فى الفيلم يرقص بداعٍ ودون داعٍ، دينا طبعا، رقاصة وبترقص، هى راقصة بالفنون الشعبية تسعى للرقص فى الملاهى الليلية، وتذهب بفرقتها للعمل فى شارع الهرم، هذا هو الخط الدرامى الرئيسى الذى يحمل كثيرا من الرقص والغناء وبعض الإفيهات العنصرية التى تسخر من البدناء والأقزام، يضاف إلى ذلك خط درامى ثانوى عن رجال يطاردون البطلة، وشرير اغتصبها، لكن جوهر الفيلم هو الرقص، فى البيت وفى الكباريه، وحتى فى تخشيبة السجن، إنه فيلم يهتف صناعه فى نفس واحد وبإجماع «الرقص أولا»، إننا أمام شريط سينمائى يرتدى بدلة رقص شرقى، لسنا أمام لوحات رقص شرقى سينمائية فنية، ولسنا أمام عمل استعراضى أو غنائى بالمعنى الفنى، وقبل أن نلوم فيلم «شارع الهرم» على إفساده الذوق العام، علينا أن نهيئ المناخ لظهور أفلام أخرى ممتعة وجادة، فالسينما المصرية أغلبها إما أفلام جادة ثقيلة الظل، وإما أفلام هلس بلا هدف أو ظل، والاستثناء يأتى أحيانا بأعمال جادة ومتميزة تطل علينا كل مدة كالظواهر الفلكية النادرة. جمهور فيلم «شارع الهرم» يعتبر أنه فى كباريه، أو فى حفل زفاف، حيث أجواء الفرفشة والانبساط مع وصلات من الرقص النسائى والرجالى، ولهذا من العبث أن يشغل باله كثيرا بدراما أو موضوع للفيلم. الحارة الشعبية هى منطلق شخصيات الفيلم لأسباب تتعلق بنفاق جمهور الفيلم، راقصة ومطرب شعبى، ومجموعة من الشخصيات الملحقة، لزوم الزحام والهيصة. الفيلم يضم 12 ممثلا وممثلة، كلهم «كومبارس» لنحو نصف ساعة رقصا وغناء، والباقى مجرد تسال بين كل رقصة ورقصة.