عقوبة إفشاء الأسرار الخاصة في القانون    الحكومة تتلقي 147 ألف شكوى خلال شهر في جميع القطاعات    انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب صباح اليوم السبت 8 يونيو 2024    أسعار الخضراوات اليوم، البطاطس تبدأ من 9 جنيهات بسوق العبور    أسعار الدواجن اليوم 8 يونيو 2024    خطة الحكومة لوقف تخفيف الأحمال وتحريك أسعار الكهرباء في 2024    اليوم.. مطارا الغردقة ومرسي علم يستقبلان 27 ألف سائح    الصحة الفلسطينية: توقف المولدات يعنى الموت للمرضى وانتهاء الخدمة الصحية بغزة    استشهاد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمخيم البريج بغزة    الدفاع الروسية: تدمير معدات وأليات عسكرية أمريكية على محور أفدييفكا    حاكم دونيتسك الروسية: القوات الأوكرانية تكثف قصف المقاطعة بأسلحة بعيدة المدى    بعد حادث وفاته..7 معلومات عن رائد الفضاء الأمريكي ويليام أندرس    وزيرة خارجية إندونيسيا تبحث مع سفير مصر بجاكرتا تعزيز التعاون    جدول مباريات اليوم.. الأهلي يخوض مواجهة ودية.. وصدام البرتغال وكرواتيا    تصفيات كأس العالم.. الكاميرون يستضيف الرأس الأخضر بحثا عن صدارة المجموعة    مصطفى شلبي: "بتكسف أشوف ترتيب الزمالك في الدوري المصري"    أبو مسلم: حسام حسن أدار مباراة بوركينا فاسو بذكاء    حالة الطقس اليوم، انخفاض في درجات الحرارة حتى هذا الموعد (فيديو)    تعرف على موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بالغربية    اليوم.. نظر محاكمة 111 متهما فى قضية "طلائع حسم"    الصحة: خطة للتأمين الطبي تزامنا مع عيد الأضحى والعطلات الصيفية    قمة مصرية أذربيجية بالقاهرة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات    بدءًا من اليوم.. تغيير مواعيد القطارات علي هذه الخطوط| إجراء عاجل للسكة الحديد    الجيش الأمريكي يدمر خمس مسيرات حوثية وصاروخين وزورق في اليمن    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال استهدفت مدرسة للأونروا الليلة الماضية غرب غزة    ضارة جدا، سحب 28 مشروبا شهيرا من الأسواق، أبرزها الشاي وعصير التفاح ومياه فيجي    طريقة عمل الفايش الصعيدي، هش ومقرمش وبأقل التكاليف    من جديد.. نيللي كريم تثير الجدل بإطلالة جريئة بعد إنفصالها (صور)    للحجاج.. تعرف على سعر الريال السعودي اليوم    مصافحة شيرين لعمرو دياب وغناء أحمد عز ويسرا.. لقطات من زفاف ابنة محمد السعدي    سوق السيارات المصرية: ارتفاع متوقع في الأسعار لهذا السبب    «اهدى علينا شوية».. رسالة خاصة من تركي آل الشيخ ل رضا عبد العال    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    الفرق بين التكبير المطلق والمقيد.. أيهما يسن في عشر ذي الحجة؟    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع    "المهن الموسيقية" تهدد مسلم بالشطب والتجميد.. تفاصيل    دعاء ثاني أيام العشر من ذي الحجة.. «اللهم ارزقني حسن الإيمان»    كريم محمود عبدالعزيز يشارك جمهوره صورة من محور يحمل اسم والده الراحل    حاول قتلها، زوجة "سفاح التجمع" تنهار على الهواء وتروي تفاصيل صادمة عن تصرفاته معها (فيديو)    رئيس البعثة الطبية للحج: الكشف على 5000 حاج.. ولا حالات خطرة    نجيب ساويرس ل ياسمين عز بعد حديثها عن محمد صلاح: «إنتي جايه اشتغلي إيه؟»    مفاجأة.. مكملات زيت السمك تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية    بعد الزيادة الأخيرة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من المنزل    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف هبة راشد.. طريقة عمل الجلاش باللحم والجبنة    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    ربة منزل تنهي حياتها شنقًا بعد تركها منزل زوجها في الهرم    نيجيريا تتعادل مع جنوب أفريقيا 1 - 1 فى تصفيات كأس العالم    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    كيف توزع الأضحية؟.. «الإفتاء» توضح ماذا تفعل بالأحشاء والرأس    موعد أذان الفجر بمدن ومحافظات مصر في ثاني أيام ذى الحجة    بولندا تهزم أوكرانيا وديا    فريد زهران ل«الشاهد»: ثورة 1952 مستمدة من الفكر السوفيتي وبناءً عليه تم حل الأحزاب ودمج الاتحاد القومي والاشتراكي معًا    أطول إجازة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي على طريق جمصة بالدقهلية    حظك اليوم برج الأسد السبت 8-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أخبار مصر: 4 قرارات جمهورية هامة وتكليفات رئاسية حاسمة لرئيس الحكومة الجديدة، زيادة أسعار الأدوية، أحدث قائمة بالأصناف المرتفعة في السوق    أوقفوا الانتساب الموجه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نيويورك تايمز: دعاية رومنى الجديدة: أوباما خطر على أطفالكم
نشر في التحرير يوم 03 - 10 - 2012

فى عالم ملىء بالكلاب.. أوباما فى عيون الجمهوريين «قطة»
مورين دود
ترجمة: يسرا عمر الفاروق
لقد وصلنا إذن إلى هذا الحد: فبينما كان العالم الإسلامى يحترق، انشغل ميت رومنى بالإجابة عن مقدمة برامج التوك شو والممثلة الأمريكية «كيلى ريبا»، عندما سألته فى برنامجها عما يرتديه من ملابس فى أثناء نومه، فكانت إجابته «أقل القليل على قدر المستطاع».
وفى اليوم الذى التقى فيه قادة العالم فى الأمم المتحدة، اقتصرت لقاءات الرئيس الأمريكى باراك أوباما رفيعة المستوى فى نيويورك على لقاء مقدمات برنامج «ذى فيو» The View على قناة «ABC» الأمريكية.
قال رومنى إنه شعر بالقلق من تلبية أوباما الدعوة للظهور فى البرنامج فى حين لم يقم بعقد اجتماعات مع قادة آخرين خصوصا بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.
نتنياهو لم يستحق عقد اجتماع معه، وكذلك محمد مرسى رئيس مصر، لكن ربما كان من الأفضل أن يقضى أوباما وقته فى نيوريوك للتحدث إلى الرئيس الأفغانى حامد كرزاى نظرا إلى استمرار وجود القوات الأمريكية فى أفغانستان والوضع الحرج للسيطرة الأمنية هناك. ففى عالم ملىء ب«الكلاب» يصبح أوباما من الناحية الدبلوماسية بمثابة «قطة». فكما عانى من نهجه المتحفظ مع الكونجرس الأمريكى والمتبرعين وقاعدته الشعبية، فإن رئيسنا الماكر يمكن أن يكون غافلا عن حاجته الشديدة إلى القادة الآخرين الأقل وزنا. وكما كتب روبرت ورث وهيلين كوبر فى مجلة «التايمز» الأمريكية منذ أسبوعين، فإن بعض المسؤولين العرب يوجهون انتقادات لأسلوب أوباما الفاتر فى التعامل، حتى إن أحد الدبلوماسيين العرب صرح ذات مرة ل«التايمز» قائلا: «لا يمكنك أن تحل هذه المشكلة بضغطة على زر الريموت كونترول».
رغم ذلك، فإن الرئيس الأمريكى الحالى على الأقل لديه سياسة خارجية، أما ميت رومنى ونائبه بول ريان فلم يقضيا وقتا طويلا للتفكير والحديث عن سياسة خارجية، بل اكتفوا بالمضى فى الطريق الأقل مقاومة (الأكثر سهولة) مرددين وجهات نظر مستشاريهم من اليمينيين (المحافظين) الجدد.
إنهم يتحدثون بصرامة تجاه إيران وسوريا ويعطون انطباعا ضعيفا عن الرئيس باعتباره مدافعا عن قضية، ويصنعون صورا مخيفة عن الطريقة التى يجب أن تملى بها أمريكا الأحداث فى الشرق الأوسط. كل ذلك لا يعبر عن مذهب وعقيدة فى السياسة الخارجية، بل هى مجرد أصداء لأصوات خائنة من المحافظين الجدد.
إنه لأمر مدهش قيام عديد من هؤلاء المحافظين الجدد الذين تورطوا فى كارثة العراق بالعودة إلى صدارة المشهد مرة أخرى. (فى هذا الصدد قالت مجلة «فورين بوليسى» إن 17 شخصا من مستشارى رومنى البالغ عددهم 24 من المتخصصين فى السياسة الخارجية، كانوا ضمن إدارة جورج بوش الابن) لكن لم يأت من يحل محلهم، أو يعيد تأسيس سياسة دولية واقعية.
ما زال لدى المحافظين الجدد الطاقة الفكرية للحزب الجمهورى، كما إنهم ما زالوا نشطين فى فضاء المدونات، يعاتبون المرشحين الذين يحيدون عن نهجهم المتشدد. فى هذا الصدد ادعى الديمقراطيون أحقيتهم فى المركز الدولى الذى طالما كان حكرا على مسؤولى ومستشارى إدارة بوش. فى السياسة المحلية والخارجية، أعار الجمهوريون عقولهم للمجموعات الفكرية اليمينية المحافظة. إنه أمر متعارف عليه لدى المحافظين فى مؤسسة «أمريكان إنتربرايز» (اليمينية المحافظة) وغيرها من المجموعات البحثية، أن يجلسوا سويا ويضعوا النظريات حول عدد الناس المعتمدين على برامج الحكومة، وأن يستنكروا هذا النهج أو يضعوا استراتيجية لخصخصة برنامج الرعاية الصحية القائم. فإنك إن وجدت عددًا كبيرًا من المعتمدين على البرامج الحكومية، تكون استجابة هؤلاء ليست مساعدة الناس على ترك هذه البرامج، إنما السعى لخفضها.
لقد قامت حملة رومنى بتحويل النظريات المحافظة إلى أيديولوجية فكرية، واتجهت إلى حافة الهاوية. فإذا كنت تريد إلهام وقيادة وتوحيد الناس، فإن تحويل النتائج التى تصل إليها إلى أيديولوجيات وتقديمها بشكل صريح للناخبين لن يكون أمرًا مجديًّا.
فى إطار المبادرة العالمية لكلينتون فى أواخر الشهر الماضى، تحدث رومنى عن ربط المساعدات الأجنبية بالترويج للعمل وتعزيز التجارة الحرة فى الشرق الأوسط وغير ذلك من الدول النامية.
لقد كان هناك اختلاف فى ما قاله رومنى فى تسجيل فيديو قبل أشهر بعد أن حصل على ترشيح الجمهوريين للرئاسة فى حفل عشاء، جمعه وعدد من رجال الأعمال الأثرياء المؤيدين له، قال فيه إن 47% من سكان أمريكا سيصوتون لأوباما، مهما حدث لأنهم يعتمدون على المعونات الحكومية ويعتقدون إنهم ضحايا، مصدرا فكرة أن أى مساعدات ستجعل حال الناس من سيئ إلى أسوأ بدلا من تحسين أوضاعهم. فى الخطوة القادمة سيسعى لإعادة المديونين إلى السجون. (الموقف ذاته كان فى أوروبا بالنظر إلى المباحثات الألمانية التى تدور حول حجم المساعدات التى يمكن إعطاؤها لليونان وإسبانيا والبرتغال أو عن رفض تقديم المزيد من الدعم لهذه الدول باعتبارها لا تستحق أكثر من ذلك). ديك تشينى، ودونالد رامسفيلد، والمحافظون الجدد، كانت تلهمهم نظريات سابقة دعمتها مؤسسة «أمريكان إنتربرايز» (AEI) (إحدى المجموعات البحثية اليمينية)، لمحاولة فرض الديمقراطية فى العراق، باعتبار أن الشعب العراقى ستتحسن أحواله وسيدين لنا بالامتنان بشكل لا يصدق. الآن يحاول المحافظون الجدد دفع الفكرة ذاتها فى رأس رومنى بمعنى: إننا نستطيع أن نصطدم مع دول الشرق الأوسط وسيستجيبون لنا.
وكما صرح «دان سينور» أحد كبار مستشارى رومنى ورايان للسياسة الخارجية فى حديثه ل«أندريا ميتشل» كبيرة مراسلى الشؤون الخارجية فى قناة «إم إس إن بى سى» MSNBC أواخر الشهر الماضى عن إيران، قائلا: «نحن لا نقول إنه يجب اللجوء إلى العمل العسكرى، لكننا نرى أن التهديد بالعمل العسكرى يجب أن يكون ذا مصداقية حتى يدفع القيادة الإيرانية للتركيز على الوصول إلى أى حل دبلوماسى».
كانت تلك هى الحجة ذاتها التى استخدمها بعض المحافظين الجدد عندما كانوا يدفعون إلى غزو العراق، فبطريقة ما تم استبدال الجزء الخاص بالحل الدبلوماسى.
وكما قال الرئيس باراك أوباما فى برنامج «60 دقيقة» على قناة CBS الأمريكية الإخبارية «إذا كان رومنى يقترح الدخول فى حرب جديدة فيجب عليه أن يقول ذلك بوضوح».
بالنظر إلى أرقام استطلاعات الرأى المتراجعة. ربما يدرك رومنى إنك عندما لا تفكر لنفسك، تهوى (تقع)

مناظرة اليوم.. فرصة ليعيد رومنى وأوباما تقديم نفسيهما
بيتر بيكر وأشلى باركر
ترجمة: سارة حسين
فى إحدى غرف المؤتمرات بمقر الحزب الديمقراطى، حيث كان الرئيس باراك أوباما يستعد لمناظرة اليوم، لم يسلم من انتقادات فريق عمله، التى كان من ضمنها: طويلة جدًا، كما أخبروه، واختصر هذه الإجابة، واستخدم تفسيرات هشّة، ولا يريد أحد أن يستمع إلى أستاذ، يريدون رئيسًا.
وبعيدًا عن هذا المشهد بمئات الأميال فى نيو إنجلاند «شمال شرق الولايات المتحدة»، كان فريق ميت رومنى يعمل على التأكد من تجنبه الظهور ك«سليط اللسان» فى المناظرة – تجرى اليوم فى التاسعة مساء بتوقيت أمريكا الرابعة فجر الخميس بتوقيت القاهرة-، وفى التدريبات، كان شريكه السيناتور الجمهورى من ولاية أوهايو، روب بورتمان، خصمه فى المناظرة، محاولًا التشبه بأوباما. بورتمان هاجم رومنى مرارًا وتكرارًا، لدرجة أنه بدا كريهًا. كان الهدف إثارة غضب رومنى، ثم تلقينه درسًا فى كيفية الحفاظ على التحكم بنفسه وهدوئه، والظهور ك«رئيس».
بمتابعة ما يزيد على 50 مليون مشاهد، سيلتقى هذان المرشحان فى أول مناظرة تليفزيونية اليوم الأربعاء بجامعة دنفر. كلاهما قام بتحديد هدف لنفسه، تمامًا كما يفعل الطلبة الجامعيون قبل الامتحان، لكن ليس كافيًا الاستغراق فى القراءة عبر الكتب الملخصة الضخمة.
يحاول فريق أوباما من خلال التدريبات جعل استجاباته أكثر حدة ووضوحًا، حتى يمكنه التواصل مع جمهور التليفزيون عبر مستوى أكثر عمقًا، لا سيما أن أوباما ليس مائعًا فى التصريحات القصيرة الجذابة، لذلك يهدف فريقه الوصول إلى أداء رائع كخطابه فى المؤتمر الديمقراطى، كما يتطلعون إلى إظهار أن قيادة رومنى للبلاد ستتم عن طريق اتجاه فكرى صارم، وهو ما يخالف مصالح الطبقة المتوسطة. أما استراتيجية رومنى فتتضمن استدراج الرئيس للظهور كمتعجرف أو مراوغ فى ما يتعلق بمسؤوليته حول الاقتصاد.
تعتبر المناظرة فرصة للرجلين لإعادة تقديم أنفسهما إلى الجمهور الأكبر فى الحملة حتى الآن. يقول نيوت جينجريتش رئيس مجلس النواب السابق، الذى جادل رومنى فى مناظرة فى أثناء الحملة الجمهورية الأولى «تعتبر المناظرة فى أحد مستوياتها لحظة تأملية تقريبا – من هذا الشخص؟ ما القصة الكبرى؟ ما الذى نشاهده؟ ما هذه الدراما التى نشاهدها؟».
فى الوقت الذى يستعد فيه المرشحان للمناظرة، يواجه أوباما مشكلة إيجاد الوقت اللازم. بروفاته على المناظرة بدأت متأخرة وانتهت مبكرًا، بسبب الأحداث، مثل اضطرابات الشرق الأوسط. يقول دان فايفر مدير الاتصالات بالبيت الأبيض، «القدرة على إيجاد وقت كافٍ لعدم القيام بأى شىء سوى الاستعداد للمناظرة، أمر مستحيل تقريبًا بالنسبة إلى رئيس»، مضيفًا «العالم لا ينتظر الاستعداد لمناظرة».
يخطط الرئيس إلى شد الرحال إلى نيفادا اليوم من أجل بضعة أيام أقل تشويشًا لمتابعة التدريب. أوباما مجادل متمرس، حيث شارك فى ما يزيد على 20 مناظرة فى أثناء الحملة الديمقراطية الأولية عام 2008، تلاها 3 أخرى فى الانتخابات العامة، لكن هذه المناظرة تبرز تحديات جديدة.
يتوخى مستشارو أوباما الحذر بشدة من استغلال رومنى مناظرات سابقة لإقصاء منافسين جمهوريين واحدًا تلو الآخر، خلال الحملة الأولية. عندما شاهدوا مقابلة رومنى الأخيرة مع «60 دقيقة»، لاحظوا أن إجاباته كانت موجزة تمرّن عليها بشكل جيد، وأنها علامة على الساعات التى استثمرها جيدًا فى التدريب.
فى الوقت الذى يقول فيه المستشارون إن أوباما ربما يظهر رومنى كبديل خطير. لدى الرئيس دافع لتجنب المخاطر، نظرًا لصدارته فى حالات المعارك والخلافات. وعلى النقيض، يحتاج رومنى إلى تغيير ديناميكيات السباق، حيث ركز على مهاجمة أوباما دون الظهور عدوانيا إلى درجة كبيرة.

أمريكا بحاجة إلى رئيس «يفهم»
توماس فريدمان
ترجمة: محمود حسام
للمرة الأولى منذ وقت طويل جدا، يخوض مرشح ديمقراطى الانتخابات على منصب الرئيس وهو يمتلك التفوق الواضح على صعيد سياسة الأمن القومى. ليس هذا هو «المفترَض أن يكون»، والجمهوريون يبدون صامتين إزاء هذا الأمر. لكن ثمة سببًا يفسر تفوق الرئيس باراك أوباما على صعيد الأمن القومى، وكان هذا ظاهرًا فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضى، الذى أظهر رئيسًا يفهم أننا نعيش فعلا فى عالم معقد اليوم، وأن القول بهذا ليس فشلا. إنها خارطة طريق. وبالنظر إلى خلفيته فى مجال الأعمال على الصعيد الدولى، فإن رومنى يجب أن يفهم هذا، غير أنه يتصرف بدلا من ذلك، وكأنه تعلم سياسته الخارجية فى «البيت الدولى للبان كيك»! (سلسة مطاعم أمريكية متخصصة فى أطعمة الإفطار)، حيث من النادر أن تتغير قائمة الوجبات أو أثاث المطعم.
وبدلا من أن يفكر فعلا فى الوضع العالمى بشكل متطور، فإن رومنى اختار بدلا من هذا أن يكتفى بنفس الصورة النمطية القديمة التى يروج لها الحزب الجمهورى، وهى أن الديمقراطيين مخنثون بلا أنياب، لن يقفوا ضد خصومنا أو يدافعوا عن قيمنا، بينما الجمهوريون أقوياء، وكأننا فى عام 1989، حيث تقف الولايات المتحدة وهى تبسط أقدامها فى أنحاء العالم بقوة لا يمكن منازعتها، لتجبر العالم على أن ينحنى فى طريقنا، وأن كل ما نفتقده هو رئيس صاحب «إرادة». إن الشىء الوحيد الذى نفتقده هو رئيس مستعد لأن يواجه فى وقت واحد، روسيا، ويسحق الصين، وأن يقول للعراقيين إننا لن نغادر بلادهم، وأن يزجر العالم الإسلامى بأن نعهد بملف السياسات العربية- الإسرائيلية إلى رئيس وزراء إسرائيل، وأن يمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب إيران، وأن يرفع الميزانية الدفاعية، بينما يخفض الضرائب ويستأصل العجز فى الموازنة.
كل ما يتحدثون عنه هو مجرد «موقف»، من دون أن يشيروا كيف يمكن لنا أن نقوم بكل تلك الأشياء المتناقضة فى نفس الوقت، أو الاعتراف ببساطة بأن حربين وتخفيضات ضريبية عملاقة فى عهد الرئيس جورج دبليو بوش، قد تسببا فى تقليص قدرتنا على القيام حتى بنصف هذه الأشياء.
لننظر إلى العالم الذى نعيش فيه بالفعل. إنه عالم أصبح مستقلا أكثر بكثير لدرجة أن أصدقاءنا الفاشلين (مثل اليونان) يمكن الآن أن يضرونا تمامًا كأعدائنا الذين يهددوننا، ويمكن أن يضرنا انهيار خصومنا (مثل الصين) تمامًا بقدر ما يضرنا صعودهم.
هو عالم يمكن فيه لفيديو رخيص على موقع «يوتيوب»، أن يتسبب لنا فى قلاقل أكثر بكثير من حملة دعائية بملايين الدولارات تقف وراءها قوة عظمى مناوئة لنا. هو اقتصاد متعولم، عارضت فيه الغرفة التجارية الأمريكية (أكبر جماعة ضغط اقتصادية فى الولايات المتحدة) تعهد رومنى بتصنيف الصين على أنها بلد مستغل للعملة، وتضغط على الكونجرس لرفع القيود التجارية على روسيا، التى تعود لزمن الحرب الباردة، وروسيا بلد وصفه رومنى بأنه «خصم الولايات المتحدة الجيوسياسى رقم 1».
هو عالم، فى بعض الأحيان، يكون فيه الانسحاب، والتركيز على بناء قوتنا فى الداخل، أهم مبادرة سياسة خارجية يمكن أن ننفذها، لأنه عندما تكون الولايات المتحدة فى أفضل حالاتها، من ناحية مؤسساتها، ومدارسها وقيمها، فإنها يمكن أن تكون مصدر إلهام جديرًا بالتقليد، بينما روسيا والصين لا تزالان تعولان على عقد الصفقات أو الابتزاز لإجبار الآخرين على اتباعهم. هو عالم لا يزال مطلوبًا فيه استخدام القوة، أو التهديد باستخدامها، ضد خصومنا العنيدين (مثل إيران)، لكنه أيضا عالم يمكن أن تكون فيه ضربة فى الوقت والمكان المناسبين مؤثرة.
وهو عالم ستكون على الولايات المتحدة فيه مسؤولية أكبر (لأن حلفاءنا الأوروبيين واليابانيين ضعفاء الآن من الناحية الاقتصادية)، فى حين أن لديها موارد أقل (لأن علينا أن نخفض ميزانيتنا الدفاعية) لإدارة مجموعة أكثر تعقيدًا من اللاعبين (لأن كثيرًا جدا من الدول التى علينا أن نتعامل معها الآن ديمقراطيات جديدة، تنبع السلطة فيها من شعوبها لا من رجل واحد فقط -مثل مصر- ودول فى سبيلها إلى الفشل مثل باكستان)، عالم فيه أوراق ضغطنا فى مواجهة القوى الكبرى الأخرى، محدودة (لأن دخل روسيا الهائل من عوائد البترول والغاز يعطيها استقلالية كبيرة، وفى أى حرب نود دخولها فى آسيا، سنضطر إلى اقتراض المال من الصين).
إن هذا التعقيد ليس مدعاة للعزلة، بل إنه يدفع نحو استخدام قوتنا بحكمة، وبطريقة محسوبة. على سبيل المثال، إذا كنت استمعت إلى رومنى وهو ينتقد أوباما لضعفه فى أعقاب الاعتداء على قنصلية الولايات المتحدة فى بنغازى، بليبيا، فلا بد أنك فكرت بأنه لو كان رومنى هو الرئيس، لأمر على الفور بضربة مضادة. لكن، لو أننا فعلنا هذا، لكنا أجهضنا ما كان بالنسبة إلينا ردا ذا معنى أكثر، وهو أن الليبيين أنفسهم خرجوا إلى الشوارع تحت شعار «لن تُسرق ثورتنا» وقاموا باقتحام مقرات الميليشيات الإسلامية التى قتلت السفير الأمريكى. هذا يُظهر لك إلى أى مدى يمكن لهذا التعقيد أن يفاجئك.
الساحة التى كان يمكن لرومنى فعلا أن يتحدى أوباما فيها على صعيد السياسة الخارجية، كانت قرار الرئيس السيئ بمضاعفة عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان. لكن رومنى لا يستطيع أن يتحداه فى هذا الأمر، لأن الحزب الجمهورى كان يريد مضاعفة عدد القوات. إذن، نحن لسنا أمام نقاش حول كيفية إخراج أنفسنا من أكبر مستنقع فى سياستنا الخارجية، بل هو نقاش كارتونى، تتكرر فيه عبارة «أنا (رومنى) قوى، وهو (أوباما) لا» فى أى شىء آخر.
وعلى هذا النحو، فإن السياسة الخارجية أشبه كثيرًا بالسياسة الداخلية. إننا سنواجه صبيحة أول يوم بعد الانتخابات الرئاسية منحدرًا ضخمًا: كيف لنا أن نتعامل مع أفعانستان، وإيران وسوريا، من دون توجيه من المرشحين أو تفويض من الناخبين. الناخبون سيعتمدون على إحساسهم فقط لمعرفة أىّ الرجلين أفضل لقيادة الولايات المتحدة عبر هذا العالم. أوباما أظهر أنه يملك شيئًا فى هذا المجال. أما رومنى فهو لم يظهر أى شىء.

دعاية رومنى الجديدة: أوباما خطر على أطفالكم
جيرمى دبليو. بيترز
ترجمة: أحمد السمانى
دعاية هجومية بدأت حملة المرشح الجمهورى ميت رومنى فى استغلالها، هذا هو لسان حالها: باراك أوباما يدفع الأطفال للبكاء.
هذا الأمر فى جوهره رسالة دعائية جديدة كانت جزءا من الحملة الإعلانية الضخمة التى أطلقها الحزب الجمهورى تحت مسمى «أمريكيون من أجل الأمان الوظيفى»، والتى كانت تلك الإعلانات الأخيرة مجرد جزء من مجموعة متعددة للإعلانات موجهة بصورة خاصة للنساء عن طريق استغلال الأطفال الصغار.
فى تلك الإعلانات الجديدة، تظهر أم قلقة تهرول فى الشارع، وهى تدفع ابنتها فى عربة أطفال أمامها، وهى تقول: «أنا أركض وأهرول ناسية كل مشاكلى.. نحن الآن نواجه ركودا آخر.. المستقبل يزداد سوءا فى عهد أوباما».
ثم تنتقل الكاميرا للتركيز على وجه ابنتها، الذى يظهر ممتعضا، كما لو أنها على وشك أن تنفجر فى البكاء.
وفى إعلان آخر جديد من حملة ميت رومنى، تظهر أم وهى تقرأ قصصا لابنتها الرضيعة، ثم تقول لها «تصبحين على خير يا قمرى.. ربما؟ هل تريدين شجرة عيد الشكر؟».
ثم تظهر الأم وكأنها ممسكة بالصفحة التى تحمل افتتاحية صحيفة «وول ستريت جورنال».
وتقول لابنتها «عزيزتى، حصتك من الديون التى أثقلها أوباما على كاهلنا زادت على 50 ألف دولار، وهى تنمو وتزداد كل يوم».
يعد الأطفال واحدة من أقدم الدعائم المستخدمة فى السياسة والإعلان، سواء أكان ذلك عبارة عن القبلات التى توزع عليهم فى مسيرات كل حملة، أو يكونوا مصطفين فى أحد إعلانات الدعاية لأحد منتجات منظفات الملابس، وبكل تأكيد، فإن الفتاة الصغيرة تظهر فى كل الإعلانات الهجومية بدءا من حملة الرئيس ليندون جونسون عام 1964 المعروفة بالحملة الإعلانية «ديازى».
لكن فى هذا العام ظهر دور جديد للأطفال فى الحملات الانتخابية الرئاسية، فتلك الإعلانات التى يقوم الأطفال ببطولتها يسعى الجمهوريون من خلالها لحرمان منافسهم من التأييد الساحق الذى كان يتمتع به بين النساء.
وقال أليكس كلاستيلانوس، المستشار الإعلانى للحزب الجمهورى: «إن تلك الطريقة كانت مجدية لإعلانات جونسون آند جونسون (شامبو شهير مخصص للأطفال)، لذلك لا يوجد ما يمنع أن مجدية ونافعة فى السياسة».
كثير من الخبراء الاستراتيجيين الجمهوريين يرون أن تلك هى الطريقة المثلى لحرمان أوباما من ميزة تأييد النساء له، ببث المخاوف لديهم بشأن المستقبل الذى ينتظر أبناءهن وبناتهن، وأنهن الأكثر عرضة للتأثر بأى مشكلات اقتصادية تعانى منها البلاد.
لذلك هم نظموا أيضا حملة إعلانية ضخمة مؤيدة لرومنى، تبدأ مع مونتاج لمجموعة صور لفتاة صغيرة، حينما كانت رضيعة وتلعب بأحد الألعاب، ثم وهى ممسكة بيد والدها وهو يقودها للذهاب إلى أحد رياض الأطفال.
ثم يأتى صوت نسوى يتساءل: «هل سيكون هناك مستقبل أفضل لأطفالنا؟»، وتضيف قائلة «أوباما زاد من نسبة الديون الواقعة على كاهلنا أكثر من ال41 رئيسا السابقين مجتمعين.. هل تسير أمريكا حقا للأمام كما يزعم أم للخلف؟».
الجمهوريون يقولون إن هدفهم يتحقق من خلال تلك الإعلانات، وربما يكون لها مفعول السحر فى تلك الانتخابات، خصوصا أنهم يصرون على إظهار الإصدار الجديد للمرأة عام 2012، وهى سيدة قلقة مثقلة بالأعباء المادية غير المستقرة للأسرة.
ويقول خبير استطلاعات الرأى الجمهورى، ديفيد وينستون: «لماذا نضع الوظائف والاقتصاد فى المرتبة الأولى من اهتماماتنا؟ لأننا نرى أن المرأة تشكل نحو 52% من الناخبين والقوى التصويتية، وتلك هى المشكلات المهمة بالنسبة إليها»، ويضيف بقوله «هذه ليست فكرة مجردة بالنسبة إليهم، بل هى حياة يعيشونها، فهم من يذهبون لدفع فواتير البقالة، وهم من يذهبون لدفع أقساط الرهن العقارى، وهم من يذكرون الرجال دوما بالوضع الاقتصادى الصعب الذى نعيش فيه».
لكن هناك من يرى أن تلك الحجج التى تستخدمها الإعلانات الجديدة يمكن هزيمتها فى دقائق معدودة، وعن ذلك تقول ليندا كابلان ثالر، المدير التنفيذية لشركة إعلانية عملت فى الحملات الرئاسية لكلا من بيل وهيلارى كلينتون وتدير الآن شركة بوبلييسس: «أساليب الترويع تلك ليست بالشىء الجديد، لكن أن يتم استغلال الأطفال بها، هذا يذهب بنا إلى نوع من التطرف جديد علينا بحقيقة الأمر».
وترى كابلان ثالر إن تلك الإعلانات قد تأتى برد فعل عكسى لدى النساء اللاتى سيشاهدونها، خصوصا أن المرأة ينظرون إليهم على أنهم مجرد وعاظ لا يعرفون حقيقة مشكلاتهم الاقتصادية والمادية، قائلة «تلك الإعلانات مجرد حوار لا طائل منه ولا يلمس أصل المشكلات التى يعانى منها المجتمع»، وأشارت إلى أن تلك الإعلانات فى نهاية المطاف ستكون بمثابة اللكمة السياسية التى سيوجهها الجمهوريون إلى أنفسهم.
ولكن وجهة نظر أخرى، ترى أن تلك الهجمة قد تشعر جانبا كبيرا من الناخبين بخيبة الأمل من طريقة قيادة أوباما للبلاد، خصوصا أن تلك الإعلانات تلمس صدى النقاشات التى يطرحها الجمهوريون منذ الربيع الماضى، والتى قد تكون مؤثرة على جانب كبير من الناخبين المترددين، خصوصا النساء.

هل يلتزم الرئيس وخصمه بحدود اللياقة فى أولى مناظراتهما؟
مايكل دى. شير
ترجمة: سماح الخطيب
بما أن ميت رومنى والرئيس باراك أوباما يجتمعان بمن يدربونهما على خوض المناظرات هذا الأسبوع، سيكون على كل منهما اتخاذ قرار بسيط، ولكن حاسم قبل مواجهة اليوم.
ما الألقاب التى سيخاطبان بها بعضهما البعض؟ هل سيستخدم رومنى كلمة «السيد الرئيس» أو «الرئيس» عندما يشير إلى خصمه على خشبة المسرح؟ هل سيتحدث أوباما عن السياسات التى يريد «حاكم الولاية» أن يطبقها؟ أو سيتحدث عن أثر تلك السياسات الخاصة مستخدما كلمة «خصمى»؟ أم ستكون هناك لحظات أقل رسمية حين يتحدث «ميت» و«باراك» بعفوية؟
هناك ملايين سيشاهدون هذين الرجلين فى إحدى الفاعليات القليلة التى سيتشاركان فيها خلال حملة 2012 الانتخابية. ومن بين الأمور التى سيتم التدقيق عليها، كم الاحترام الذى سيظهره كل منافس لخصمه.
بريت أودونيل، واحد من أكبر مدربى المناظرات فى الحزب الجمهورى، أشار قائلا: «سيكون هناك قدر محدد من الأسلوب اللائق الذى نتوقعه فى مناظراتنا». وأضاف: «الألقاب التى سيستخدمانها فى مخاطبة بعضهما البعض هى نقطة البداية لذلك الأسلوب اللائق».
تشتهر واشنطن بالود الزائف، تعرف ذلك عندما ترى كيف يكثر النواب من مدح «صديقهم المخلص والرجل المحترم من ولاية أوهايو قبل انتقاد أهداف هذا النائب وقتل تشريعاته بلباقة برلمانية».
لا تختلف المناظرات الرئاسية عن ذلك. إنها اللحظات الأكثر خطورة فى السياسات الأمريكية. على الرغم من ذلك، فهما يتبادلان الابتسامات والمصافحات فى البداية، وهى مظاهر للاحترام والمودة غالبا ما تصبح نقيض ذلك حيث الحديث الصارم الذى يأتى لاحقا.
كان هناك أوقات قليلة فى التاريخ الحديث من الوقاحة الصريحة والازدراء حين يأتى الأمر إلى كيفية إشارة المرشحين الرئاسيين إلى بعضهما فى أثناء المناظرات. مع ذلك، لا تزال الحملات الانتخابية تقدم فى الغالب خيارات دقيقة بينما يبحثون هم عن مصلحة ما.
فى المناظرة الأولى بين أوباما وجون ماكين حاكم ولاية أريزونا فى عام 2008، تجاهل أوباما تقريبا العقود التى قضاها ماكين كحاكم ولاية، ربما رغبة فى عدم إظهار فرق شاسع فى فترة الحكم القصيرة التى قضاها أوباما نفسه فى مجلس النواب، حيث أشار فى كل مرة إلى خصمه مستخدمًا اسمه الأول بكل بساطة، وقال فى وقت ما «لا أعلم من أين يحصل جون على الأرقام التى يذكرها»، وقال فى مرة أخرى «جون، لا أحد ينكر أن ال18 مليار دولار مبلغ مهم». ثم توجه أخيرًا بالحديث مباشرة لماكين قائلا «جون، أنت قلت منذ 10 أيام إن أساسيات الاقتصاد راسخة».
بشكل كلى، استخدم أوباما اسم ماكين الأول 25 مرة. على النقيض، أشار ماكين إلى أوباما فى مخاطبته بلقب «السيناتور أوباما» أو «السيناتور» فى كل مرة.
لكن علق أودونيل ذاكرًا استخدام أوباما اسم ماكين الأول، فقال: «كانت هذه مجاملة ذات وجهين. ففى الظاهر كان ودودا يحاول أن يكون مرتاحا. كان هذا أسلوبا لإظهار قلة الثقة باحترام».
بعد 3 أسابيع فى مناظرتهما الثالثة فى الحملة الانتخابية لعام 2008، فكر أوباما جيدًا فى اختياره بشكل واضح. فخاطب ماكين باسم «جون» مرة واحدة فحسب، مستخدما لقب «سيناتور ماكين» خلال بقية المناظرة.
غالبا ما يقترح مدربو المناظرات أن يفعل المرشحان ما بوسعهما للتشكيك بلباقة فى خبرة خصمهما ومكانته. فى عام 2004، كان الرئيس جورج بوش يشير إلى السيناتور جون كيرى بلقب «خصمى» فقط مرارا وتكرارا، حتى عند الإشارة إلى أصوات الكونجرس التى حصل عليها كيرى.
استخدم بوش الأسلوب ذاته قبل ذلك بأربع سنوات، حين ناظر آل جور الذى كان يعمل نائبا للرئيس. خاطبه أحيانا بلقب «نائب الرئيس»، لكن انتقل مرارًا إلى استخدام كلمة «خصمى». أما جور فالتزم باستخدام اللقب الرسمى «حاكم الولاية بوش» مذكرًا جميع من كانوا يشاهدون هذا بخبرة بوش المحدودة.
بينما بوش الأب كان دائما ما يشير إلى مايكل دوكاكيس بلقب «الحاكم دوكاكيس» فى 1988. كما كان جيمى كارتر حريصًا فى ذكر كلمة «الحاكم ريجان» خلال مناظراتهما فى 1980. فى الواقع، يبدو أن معظم المرشحين الرئاسيين يتبنون ذلك النهج الحذر بأن يكونوا متسمين بالاحترام فى استخدام اللقب المناسب الذى لا يجازف بإهانة أحد ما.
أما الاستثناءات، فهى تأتى فى تلك اللحظات العفوية حين يعارض المرشح بغضب أو يتفاعل بعاطفة، فيسقط التظاهر الرسمى للحظة وجيزة فحسب.
لعل أبرز تلك اللحظات كانت فى مناظرة رئاسية أولية فى 2008، عندما سأل أحد المشرفين هيلارى كلينتون عن سبب اعتقاد الناس بأن أوباما محبوب أكثر، فأجابت قائلة: «لا أعتقد أننى بهذا السوء». فأسقط أوباما حذره وتوقف عن مناداتها «سيناتور كلينتون» فى لحظة ساعدت على بث الحياة مرة أخرى فى حملة كلينتون ضده، وقال أوباما ردا عليها «أنت محبوبة بشكل كاف يا هيلارى».

نتنياهو «يبتز» أوباما بالتلويح بدعم صديقه القديم رومنى
مارك ماردل
ترجمة: سلافة قنديل
بينما تسير اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى طريقها، لا تلتفت لمناقشة التحدى الأكبر للغرب فى السياسة الخارجية (المتمثل فى البرنامج النووى الإيرانى)، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو طلب أن يعرف بصراحة متى سيتم استخدام القوة ضد برنامج إيران النووى.
سأل نتنياهو السؤال الذى تحول إلى إعلان تليفزيونى للانتخابات الأمريكية، حيث انتهى الإعلان بجملة «العالم يريد قوة أمريكا. وليس اعتذارا».
بالطبع لا يتحمل نتنياهو مسؤولية كيف يستخدم الآخرون خطابه، لكن المسؤولين الإسرائيليين يبدو أنهم وراء الطلب الذى تجاهله أوباما الذى لم يقابل رئيس الوزراء فى الأمم المتحدة.
البعض فى إسرائيل يقول إن نتنياهو يضع العلاقة الحيوية فى خطر. فهو يبعث برسالة إلى البيت الأبيض، مؤكدًا أنه لن يتدخل فى الانتخابات الرئاسية لصالح رومنى، الذى عمل معه فى 1970.
لذلك يتساءل كثير فى واشنطن «ما الذى يسعى إليه نتنياهو؟».
فى حين أن البيت الأبيض وداوننج ستريت (مكتب رئاسة الحكومة البريطانية) متفقان فى إصرارهما العام والخاص على عدم وجوب امتلاك إيران القنبلة النووية، فهما أيضا غير متحمسين للتورط فى حرب أخرى.
البعض يعتقد أن نتنياهو يريد ضمانًا بأنه إذا لم تتحرك إسرائيل قبل الانتخابات، سيكون هناك تحرك أمريكى بعدها.
من ناحية أخرى، فإن أوباما لا يريد أن يعطى مثل هذا الضمان على المستوى العام أو الخاص، فهناك إصرار لأسباب مهمة -لا سيما بسبب الرأى العام- على الدخول فى مفاوضات مع إيران، إما أن تؤدى إلى نتائج، وإما يصبح واضحا تماما للجميع أن إجراء مزيد من المفاوضات هو عبث.

«المليونير» يغير لهجته.. ويغازل الفقراء
مايكل كوبر
ترجمة: سلافة قنديل
اللغة التى استخدمها ميت رومنى الأسبوع الماضى، لوصف خطته لخفض معدلات ضريبة الدخل، كانت غير معتادة إلى حد ما، على الأقل مقارنة بالمعايير المتعارف عليها فى الحملات الانتخابية الأخيرة للجمهوريين.
رومنى قال أمام حشد كبير فى ويسترفيل فى أوهايو «بالمناسبة لا تتوقعوا خفضًا كبيرًا فى الضرائب، لأننى أنوى تخفيض الإعفاءات والخصومات».
قرار رومنى إخماد توقعات آثار خفض الضرائب اختلف، ليس فقط مقارنة بحملات الجمهوريين الأخيرة، ولكن أيضًا على مستوى اللغة المستخدمة، من حيث الطريقة التى كان يصف بها أحيانًا الخطة التى كشف عنها النقاب فى فبراير الماضى، فى أثناء الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.
عندما اتهمه أحد منافسيه ريك سانتوروم، فى مناظرة فى ولاية أريزونا بأن رومنى يمكن أن يرفع ضريبة على الأثرياء، رد رومنى «نحن بصدد رفع الضرائب على الكل بنسبة 20% بما يشمل 1% من الأغنى». أما منافسه الآخر نيوت جينجريتش، فقد أشاد بخطة رومنى للضرائب فى إحدى المناقشات بأنها «تنحاز إلى جانب المستثمرين» من خلال خفض الضرائب لتشجيع الاستثمار ومعدل الإنتاجية والنشاط الاقتصادى. ما أوضحه رومنى الأسبوع الماضى -بأن اقتراحه خفض معدلات الضرائب يمكن أن يجمع نفس كمية الدخل الحكومى؛ لأنه سيخفض أيضًا الإعفاءات الضريبية- كان سمة من سمات خطته طوال الوقت، لكن لغته التى أثارت فزع بعض المحافظين أظهرت أن رومنى مستمر فى ضبط لهجته فى الحملة الانتخابية.
المرشحون الذين أتت بهم نتائج الانتخابات التمهيدية التنافسية مثل رومنى، غالبا ما وجدوا أنفسهم مجبرين على إعادة تقويم الرسائل والمقترحات التى كانت تهدف فى البدء إلى جذب ناخبين أكثر اعتدالا فى الانتخابات العامة. هناك إشارات بأن رومنى يقوم بذلك الآن، حيث يعمل على تحسين طريقته فى مناقشة الضرائب وقانون الرعاية الصحية الذى مرره حينما كان محافظًا لولاية ماساتشوسيتس، ومشروع أوباما للرعاية الصحية ضمن هذه القضايا.
فى هذا الإطار تساءل الكاتب الصحفى والاقتصادى الأمريكى «لارى كودلو» فى تدوينة على موقع «ناشيونال ريفيو أونلاين» قائلا «ما معنى كل ذلك؟»، «ما هى الرسالة التى يحاول إيصالها لنا؟ هل هى فى صالح زيادة الأجور؟ أم إنه سينسحب ويهرب من رهانه؟».
فى الأسبوع الماضى، لفت رومنى الانتباه أيضا إلى جزء مهم من سجله الذى لن يتحدث عنه فى الحملة الانتخابية مطلقا: قانون الرعاية الصحية الذى مرره فى ولاية ماساشوسيتس. وكان هذا القانون فى كثير من النواحى نموذجًا لقانون الرعاية الصحية لأوباما، الذى عارضه بشدة الجمهوريون، والذى تعهد فيه رومنى بإلغائه.
ولكن عندما تم توجيه سؤال إلى رومنى فى مقابلة مع «إن بى سى» الأسبوع الماضى عن كيف يمكن له أن يكون على اتصال بالأمريكيين كان رده «لا تنسوا، لقد قمت بتأمين كل فرد فى ولايتى». فى نفس اليوم جدد رومنى دعوته إلى إلغاء قانون الرعاية الصحية للرئيس.
استطلاع قناة «سى بى إس نيوز» وجد أن نصف الناخبين المحتملين يعارضون قانون الرئيس للرعاية الصحية، ولكنهم أعطوا أوباما تقدمًا فى 4 نقاط على رومنى فى شأن المرشح الذى سيكون قادرًا على تداول رعاية صحية أفضل.كما أن بعض الأجزاء الفردية من قانون الرعاية الصحية تحظى بشعبية ساحقة.
وجد استطلاع «سى بى إس نيوز» (الذى قامت به القناة فى مارس الماضى) أن 84% من الناخبين المحتملين يستحسنون نص قانون الرعاية الصحية الذى يتطلب شركات تأمين لتغطية من هم يعانون من حالات مرضية، وثلاثة أرباع من الجمهوريون يوافقون على هذا النص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.