قال القس ميخائيل أنطوان، راعى كنيسة مار جرجس بالعريش عاصمة سيناء الشمالية، إن جميع العائلات القبطية التى تعيش فى مدينتى الشيخ زويد ورفح المصرية اضطرت إلى الرحيل عن المدينة التى تقع على الحدود مع قطاع غزة، بعد تلقيهم تهديدات من جانب مجهولين، يرجح أن يكونوا من المتشددين إسلاميا، وتعرض أحد التجار الأقباط بالمدينة إلى هجوم مسلح فى أثناء وجوده داخل متجره بالمدينة. وقال أنطوان: «7 عائلات موجودة برفح وعائلتان بالعريش طلبوا من محافظ شمال سيناء نقلهم إلى مدينة العريش بعد تلقيهم تهديدات بالقتل فى حالة عدم تركهم المدينة»، وأضاف أن عائلتين انتقلتا بالفعل إلى مدينة العريش، بينما تقوم باقى العائلات بإنهاء كل مصالحها برفح تميهدا لانتقالها إلى العريش. مشيرا إلى أن العائلات القبطية قررت الرحيل على الرغم من وجودها برفح منذ أكثر من 20 عاما خوفا على حياة أفرادها بعد التهديدات والهجوم المسلح. وقال إنه قبل الثورة كان إجمالى عدد العائلات القبطية الموجودة فى رفح نحو 14 عائلة رحلت سبع عائلات منها بعد الثورة بناء على رغبتها. وأضاف أن الكنيسة الوحيدة الموجودة فى رفح عبارة عن كيان خرسانى بعد تعرضها للتدمير والنهب فى اليوم الثانى للثورة، وأنها مهجورة منذ ذلك الوقت. وقال إن إجمالى عدد الأقباط الذين يعيشون فى شمال سيناء يبلغ ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف قبطى، بإجمالى عدد أسر يصل إلى نحو 900 أسرة تعيش فى مختلف مدن شمال سيناء، خصوصا فى العريش وبئر العبد. وأضاف أن بقية الأسر الموجودة بسيناء تعيش مطمئنة، ولم تتلق أى تهديدات حتى الآن، وعرضت الأسر القبطية ممتلكاتها للبيع، خوفًا من تعرضها للنهب بعد رحليهم عن المدينة، ويعمل معظم الأقباط الموجودين فى رفح موظفين حكوميين فى مجلس المدينة ومديرية التربية والتعليم، ومديرية الصحة، ويمتلكون عدة متاجر لبيع السلع المعمرة، ويعيش عدد من الأسر القبطية داخل رفح المصرية منذ أكثر من 20 عاما. وقامت جماعات متشددة فى وقت لاحق من الشهر الجارى بتوزيع منشورات تحمل تهديدات للأسر القبطية بضرورة الرحيل من رفح وإلا ستتعرض للقتل، ويوم الأربعاء الماضى هاجم اثنان من المسلحين متجرا لبيع المواد الغذائية يمتلكه قبطى يدعى ممدوح نصيف وشهرته (أبو جورج)، وقاموا بإطلاق الرصاص عليه فى محاولة لاستهدافه، إلا أن إطلاق الرصاص لم يسفر عن وقوع أى قتلى أو جرحى، ويعمل نصيف موظفا حكوميا بالشؤون الاجتماعية، ويعيش فى رفح منذ 20 عاما، وترتبط جميع العائلات القبطية فى رفح بصلة قرابة قوية، وحاولنا الاتصال بعدد من الأسر القبطية فى رفح إلا أن جميع هواتفهم المحمولة مغلقة، ولا يردون على الهواتف الأرضية. وقال مسؤول حكومى بديوان عام محافظة شمال سيناء إن الأسر القبطية التقت بمحافظ شمال سيناء اللواء سيد عبد الفتاح حرحور، وطلبت منه نقلهم إلى مدينة العريش بعد التهديدات التى تلقوها من جانب متشددين إسلاميين. وأضاف أن الأسر القبطية كانت تنوى بيع ممتلكاتها فى رفح من متاجر وشقق، إلا أن أجهزة الأمن أكدت لهم أن وجودهم فى العريش سيكون لفترة حتى تستقر الأمور برفح وبعدها يمكنهم العودة مرة أخرى. وعلى الصعيد الأمنى أطلق مسلحون مجهولون الرصاص مساء أمس على قوات حرس الحدود المصرية فى منطقة الأنفاق وفروا هاربين. وقال مصدر أمنى إن قوات الأمن تمكنت من إغلاق عدد من الأنفاق الرئيسية بالمنطقة أمس، وإن الهجوم جاء كرد انتقامى من المهربين، إلا أنه لم يسفر عن وقوع أى إصابات. وتظاهر يوم الجمعة العشرات من أهالى 14 متهما صدر ضدهم حكم بالإعدام لإدانتهم بقتل رجال من الجيش والشرطة فى هجمات بسيناء على مركز شرطة ثانى العريش وبنك الإسكندرية فى المدينة، وطالبوا الرئيس محمد مرسى بإعادة محاكمتهم من جديد لأنهم أبرياء على حد وصفهم، وحملوا لافتات كتب عليها «لا لحكم الفلول»، و«لا لأحكام أمن الدولة السابقة». أحد سكان رفح المسيحيين، رفض ذكر اسمه، الذى غادر إلى العريش، قال ل«التحرير»: «منذ أسبوعين وصل تهديد يطلب مغادرة المسيحيين من رفح، إلى اثنين، أحدهما صاحب محل مفروشات والآخر صاحب محل بقالة، وأبلغنا الجهات الأمنية فقالوا لنا: ماتقلقوش، ده لعب عيال»، مضيفا «إلا أن صاحب محل البقالة تم إطلاق 6 رصاصات عليه من بندقية آلية، وهذا الكلام سجلته المباحث الجنائية، وذهبنا إلى المحافظ الذى قال: سوف أصدر لكم قرارات ندب إلى جهات عملكم الحكومية بالعريش»، موضحا أن «قسم شرطة رفح الذى هُدم وحُرق فى أثناء الثورة لم يُعَد بناؤه حتى الآن، وهناك غياب للأمن برفح التى تطبق حظر تجول من نفسها دون أن يفرضه أحد». المواطن المسيحى أشار إلى أن «رفح بها 9 أسر مكونة من 50 فردا يعمل منهم اثنان فى الصحة و12 مدرسا بالتربية والتعليم وواحد فى الشؤون الاجتماعية، وهو الذى أُطلِقَت عليه النار»، مضيفا فى أسى «الانتداب إلى العريش لن يحل المشكلة لأن مالنا وحالنا كله فى رفح، وهنسكن فين؟ حصيلة 22 سنة من تحويشة العمر وضعته فى بيتى برفح الذى أنفقت عليه كل ما أملك»، موضحا أن مطرانية شمال سيناء وفرت لهم سكنا هو «غرفة واحدة يسكنها الطلبة»، قائلا «شقتى بها 4 غرف ونحن عددنا 7، فهل هذه الغرفة ستحتمل كل هذا». المواطن قال بحسم «إحنا مسؤولين من الدولة مش من المطرانية، ومش عشان الدولة مش عارفة تفرض سيطرتها نتهجر من بيوتنا ونسيب حالنا ومالنا».