فيروس سى صار وباءا، وأصبح من الضرورى مواجهته بسرعة وحسم حتى لا نجد الشعب المصرى كله مصابا بالمرض. هذا أبرزما تم مناقشته خلال المؤتمر السنوي الإقليمي لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي الذى عقد على مدار ثلاثة أيام فى بيروت، بمشاركة 250 أستاذا فى الكبد والجهاز الهضمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبعض الدول الأوروبية. وناقش المشاركون التحديات والأخطاء التي تواجه علاج فيروس سي، وبوجه خاص في مصر، والذي لا يزال بلا شك القضية الصحية التي تتصدر أولويات مصر القومية، خاصة في ظل إصابة حوالي 22 % من المصريين أي 15 مليون مريض بالفيروس.
وخلال اللقاء الصحفي الذي انعقد على هامش المؤتمر، أكد الأستاذ الدكتور أحمد مؤنس، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة عين شمس أن النوع الجيني الرابع من فيروس «سي» هو الأكثر انتشارا في مصر، كما يعد السبب الرئيسي وراء ظهور 20% من إجمالي إصابات الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي» المزمن في العالم والبالغ عددها 170 مليون حالة. وقد أثبتت الدراسات أن نسبة الشفاء التام منه تصل إلي 65% باستخدام الأدوية المعتمدة دوليا.
وقال الأستاذ الدكتور يسري طاهر، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة الإسكندرية «يعد استمرار توفير الانترفيرون المصري لمرضي فيروس سي وبالأخص مرضي التأمين الصحي، خطوة الي الخلف وعودة لاستخدام العقارات الضعيفة التي لا تؤدي إلى النتائج المطلوبة ولا ترقي للمستوي المطلوب بأي شكل من الإشكال .فنحن كأساتذة كبد نراه مطابقا الي الانترفيرون القديم، والذي كان فعالاً بنسبة نحو 15% فقط في علاج فيروس سي، وذلك لعدم ثبات المركب في حالته السائلة». كما ناشد طاهر أساتذة الكبد بمصر بعدم توصية المريض بتأجيل العلاج، بهدف انتظار عقاقير غير معروفة ومازالت قيد التجارب، مثل مثبطات إنزيم ” البروتيز” والتي مازالت قيد التجربة ولم يتم بعد التأكد من فعاليتها في علاج المريض المصري «النوع الجيني الرابع» . وأضاف طاهر ان تلك العقاقير لها آثار جانبية شديدة ومنها انيميا حاده، حساسية، طفح جلدي وأعراض جانبية أخري قد تهدد حياة المريض في بعض الأحيان. ولن تستخدم تلك العقاقير إلا بالإضافة إلى العلاج الثنائي الانترفيرون والريبافيرين لرفع نسبة الشفاء ومنهم عقارى «تيلابريفير» و«بوسيبريفير».
ومن جانبه أضاف مؤنس أنه طبقا للخطوط الاسترشادية لمنظمة الصحة العالمية، يعد العلاج الكلاسيكي المزدوج «عقار peginterferon ألفا بالإضافة إلي عقار ريبافيرين»، العلاج الأمثل للنوع الجيني الرابع من فيروس سي. لذلك نناشد الوزارة الجديدة ووزير الصحة بتوفير الأدوية المعتمدة دوليا فقط حتى لا يتفاقم المرض ونواجه كارثة حقيقية لا يمكن السيطرة عليها. هذا وقد شدد الأستاذ الدكتور يحيي الشاذلي، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة عين شمس وعضو الجنة القومية للفيروسات الكبدية علي ضرورة وضع خطوط استرشادية لتشخيص فيروس “سي” والوقاية منه وعلاجه .وأشار الي أن اللجنة القومية للفيروسات الكبدية تقوم حاليا بوضع هذه الخطوط كما تقوم بتقييم ما تم عمله في الفترة السابقة لتجنب الفجوة ما بين الإصابات الجديدة وعلاج عدد محدود من المرضي وتري اللجنة ان يكون ذالك بالاهتمام بالوقاية من المرض لتقليل الإصابات الجديدة وزيادة الدعم لعلاج أكبر عدد من المرضي.
واتفق الحضور أن 75% من أسباب انتشار المرض يكمن فى سوء الخدمات الطبية فى المستشفيات بسبب استخدام أدوات ومعدات طبية ملوثة فى غرف العمليات وأقسام الجراحة ووحدات الاستقبال ونقص فى التعقيم بالإضافة إلى غياب الدور الرقابى.