تحرش.. طب إزاى.. دا أحنا لسه خارجين من شهر رمضان.. دا زمان كان الشباب الصايع آخره بيعاكس بس ولو البنت بصت له يترعب ويجيب ورا.. طب هو مش بردة التحرش والمعاكسة «قلة أدب وتربية».. طب ليه أحنا فاهمين «العيد» غلط ! «أيام العيد» تأتى بعد أن نقوم بطاعات لله عزوجل فعيد الفطر يأتى بعد صيام شهر رمضان لله عزوجل، وعيد الأضحى بعد أداء مناسك الحج والوقوف بعرفة، ومن ثم فنحن نحتفل بأعياد ذات طابع دينى.. فكيف نجد «التحرش» فى أيام العيد.. ازاى.. أنا مش هجيب سيرة شرب المخدرات بقى والحاجات التانية اللى الناس بتحسسنا أن رمضان ده كان «سجن» للإنسان وما صدقوا خلص عشان يعيشوا براحتهم ويقضوها بقى.. دا فيه حديث للرسول محمد «هو حديث ضعيف» بيقولك «لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها». البداية.. لست فى حاجة إلى أن أسرد وقائع التحرش الجنسى الذى تحدث خلال أيام الأعياد فى مصر، فنحن نشاهدها جميعاً إذا ما خرجنا إلى الحدائق والميادين وكذلك دور السينمات بل وتعدى الأمر إلى وسائل المواصلات وخاصة مترو الأنفاق.. يا أخى لدرجة أن الواحد بيشوف واحد وخطيبته ماشيين أو زوجته أو أخته والشباب والعيال ماشيين يتحرشوا بيها.. طب بالذمة دا كلام ! لم أريد أن أكتب عن «التحرش الجنسى» لأنه موضوع «شائك» لم نتعود كمصريين الحديث فيه فى الماضى ونتجاهله عن عمد، و«عيب» نتكلم فيه، إلا أن ما يحدث خلال السنوات الأخيرة من تصرفات تستفز أى شخص.. كيف يحدث ذلك خلال أيام العيد ونحن قبل قليل كنا نعيش ليالى رمضان بالصيام والقيام وقراءة القرأن والتقرب إلى الله عزوجل ! كيف يتجرأ الشباب والأطفال على التحرش بفتاة أياً كان الملابس التى ترتديها تلك الفتاة «هو أحنا ياعنى نسينا رمضان بالسرعة دى».. للدرجة دى وصلت بينا «قلة الأدب» أننا نتحرش بفتاة وبقينا شايفين أن ده «مش عيب» ودى شقاوة شباب بس. الأزمة الحقيقة تكمن فى أننا نتمسك بمقولة «الشعب المصرى متدين بطبعه» وهذه مقولة حقيقة ولكننا فى نفس الوقت نجد «تدين ظاهرى» بين كثير من المصريين، ونغفل جوهر الدين فى حسن معاملة الغير، فكيف نخرج من شهر رمضان ويفعل بعض منا ذلك.. إذاً نحن «شعب متناقض».. ياعنى لما بنجيب «سيرة الموت» فى قعدة تلاقى الناس انتبهت وركزت وبدأت تخاف وتقولك أنا هحترم نفسى وتبدأ فى الصلاة والأعمال الصالحة.. ويومين بالكتير و«هوووب» تلاقيه زى ما كان وأسخن.. ودى المشكلة فيه انفصال شديد بين «الدين» و«الحياة» على الرغم من أن جوهر الدين أنه ينظم حياتنا ويجعلها فى احسن صورة فى جميع معاملاتها. ويأتى «التناقض» من أن العرب من أكثر مستخدمى الانترنت بحثاً عن كلمة «جنس» بلاش شغل بقى «الخضرا الشريفة» ونعمل نفسنا مش عارفين حاجة.. دا الواحد وهو فاتح «فيسبوك» يشوف شكل الاكونتات ال«ضع ما تشاء»والصفحات الجنسية اللى بتظهروا له على الجنب اليمين.. لدرجة أن الواحد بيقول جوه نفسه هو أنا «مشبوه» هو ليه «الفيسبوك» معتبرنى «قليل الأدب». المصيبة أنك ممكن تلاقى البعض يقولك أن «التحرش» دا فرحة وبهجة و«سيبهم يفرحوا دا عيد».. و«نعمل إيه ياعنى ما البنات هى اللى بتلبس ضيق».. و«يا عم روق ومتبقاش خنيق عادى».. و«دا يومين كده تقضية شباب». الرد بقى.. طب أنت لو أختك لسمح الله بتلبس ضيق ترضى حد يتحرش بيها يا عم «الدكر».. طب يا عم الفطن التحرش دا «يومين شباب» ازاى ودلوقتى أكبر شريحة من الأشخاص المتحرشة بالبنات «أطفال».. ياعنى من الآخر «العيال» بتوع ابتدائى واعدادى اللى بنشوفهم فى الشارع وبنقول عليهم دا لسه مخرجوش من البيضة وتلاقيهم مستنين يا عم الترم التانى من مادة العلوم لتالتة اعدادى.. دول بقى أصبحوا أكبر شريحة بتتحرش بالبنات.. إيه رأيك بقى ! الموضوع كبيرررر ومتشعب والله.. وبقت ظاهرة مش مجرد تصرف من شخص أو اتنين.. وانا لا أقصد طبعاً تشويه صورة الشباب وأولادنا بس فيه قطاع لا بأس به بيتحرش وفاكر أن ده «عادى» ولازم نواجه نفسنا بالحقيقة وإلا الموضوع هيزيد ويستفحل.. ولن استطيع أن افسر جميع جوانبه.. ياعنى التحرش ممكن يكون بداية لأشياء آخرى هى بدأت أصلاً زى مثلاً مشاهدة المواقع الإباحية ويا ريت بس كده.. ما خفى كان أعظم والله .. ومحدش يقول أنت كبرت الموضوع لأن دلوقتى شوفوا «العيال» بتوع ابتدائى واعدادى بيعملوا ايه. وهناك من يلقى «الشماعة» على لبس البنات وهذا مبرر سخيف ليه ؟ .. لأن ببساطة كل شخص مسئول عن نفسه وعن أفعاله هو بس.. ليس لك علاقة بما يفعله الآخرون.. حاجة كمان مشاهد التحرش فى الأفلام والمشاهد الساخنة الصريحة بقت شىء عادى جدا لدرجة أن هيخرجوا يقولوا المشاهد الساخنة فى الأفلام حلال.. وأكيد من داوفع الشباب للتحرش ما يجده حوله من مؤثرات . ! مش هينفع الموضوع ينتهى من غير ما نتكلم عن «البنت».. هو فعلاً الواحد ممكن يشوف بنت حد بيتحرش بيها وهى تضحك وتفرح وتأخد الموضوع «عادى» وقلبها يفرح أنها بتخلى الناس تبص عليها وفيه ناس بتتحرش بيها.. بس دول مش أغلبية.. دول عدد قليل فاهم الحياة غلط خاااااالص.. وفيه بنات بتضايق ولا تملك حيلة غير ذلك.. وفيه اللى بيشتم الشخص المتحرش بل ويمسكوه «يعملوا معاه الصح» لدرجة أنهم يخلوه يقول «جيت اتحرش بيها قامت اتحرشت هى بيا».. أحسن.. فى جميع الحالات «البنت» مش عليها لوم أو عتاب بس بردة لازم أقول أن الإلتزام شىء كويس واللى بيحترم بيحترم نفسه.. وعمر ما كان الدين منحصر فى ملبس أو أقوال فقط.. التدين أقوال وأفعال.. ومن الآخر كده حتى لو بنت ماشية فى الشارع آسف فى اللفظ «عريانة» أنت ملكش حق ولا فيه حاجة تسمح لك يا «بوب» أنك تتحرش بيها أو تلمسها حتى.. ودى الخلاصة بقى اللى لازم نفهمها كلنا.. وحاجة تانية واقفة فى زورى كده «لو الجسد العارى أكثر أنوثة ويجذب الرجل.. فالبهائم هى أكثر أجساد الدنيا أنوثة».. قفلتكم صح ! عايزين «الحل» للقضاء على ظاهرة التحرش.. لازم كل واحد يحترم نفسه ويبقى عنده «حياء».. وفيه حديث للرسول محمد بيقول إيه «عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» الحياء هو الحل.. هو كل واحد لو استحى من ربنا أولاً وممن حوله فلن يتحرش بفتاة..والله أحنا حافظين الكلام ده نظرى بس .. التطبيق العملى فى حياتنا «بنعمل نفسنا من بنها».. والله «التحرش» ليس له أى فائدة وكمان بيقلل من نفسك.. يا أخى دا الواحد لو ماشى محترم وكويس بتحس أنه بيخطف إعجاب الناس وتقديرهم له بوقاره واحترامه لذاته. .. وأخيراً «كما تدين تدان» و«كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».. .. كل عام وأنتم بخير.. والعيد فرحة وبهجة حتى لو كبرنا فى السن ومش حاسين بيه.. حاولوا تدخلوا السرور على أى حد معاك.. وابحث عن الأطفال ولاعبهم وخلى بالك منهم وفرحهم زى ما كنت بتفرح وأنت صغير بالمسدس أبو طلق أحمر والبالونة اللى بتحط فيها «رز» والمسدس الخرز وترنج العيد.