انتهت مراسم أداء اليمين الدستورية من قبل النواب الجدد بالبرلمان التركي في دورته ال 25، والبالغ عدد مقاعدهم 550 مقعدًا في أول جِلسة يعقدها البرلمان، عقب الانتخابات التي شهدتها البلاد في السابع من يونيو الحالي، وعُقدت الجِلسة بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك بعد منتصف الليلة الماضية، ليعقبها استعدادات لانتخاب رئيس جديد للبرلمان. قبيل بدء مراسم اليمين الدستورية، تسلّم دنيز بايكال، الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري، نائب الحزب الكمالي المعارض عن مدينة آنطاليا، رئاسة البرلمان، بصفته أكبر النواب سنًّا، حيث يبلغ من العمر 77 عامًا، من الرئيس الحالي للدورة البرلمانية ال24، جميل شيشك. وتم اختيار دنيز بايكال، رئيسًا مؤقتًا للبرلمان مع اختيار 6 أعضاء من الشباب، لرئاسة ديوان البرلمان المؤقت، ومنهم "ديلك أوجلان"، نائبة حزب الشعوب الديمقراطية الكردي عن مدينة أورفة، والتي تبلغ من العمر 28 عامًا، وهي نجلة ابن أخ الزعيم الكردي الانفصالي، السجين عبدالله أوجلان، وقد أثارت انتباه وأنظار الجميع. وشارك 333 نائبًا جديدًا من مجموع 550 انتخبوا في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها تركيا في 7 يونيو الحالي، للمرة الأولى في أداء اليمين الدستورية، منهم 97 امرأة، 41 من حزب العدالة والتنمية، و32 من حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، و20 من حزب الشعب الجمهوري الكمالي، و4 فقط من حزب الحركة القومية اليميني، ومن هؤلاء النسوة ال97 بالبرلمان التركي، هناك 21 امرأة محجبة، و18 من حزب العدالة والتنمية، و3 فقط من حزب الشعوب الديمقراطية. استقبل نواب حزب العدالة والتنمية الجدد "258 نائبًا"، قبيل أداءهم اليمين الدستورية، رئيس الجمهورية، رجب أردوغان، بحفاوة كبيرة، مصفقين له وهم واقفون، فيما لم ينهض أو يصفق أي من أعضاء أحزاب المعارضة الشعب الجمهوري، والحركة القومية، والشعوب الديمقراطية الذين استقبلوا دخول أردوغان المجلس النيابي بكل برود. فيما رفض أغلبية نواب حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، كالمعتاد عليه في كل جِلسة أداء اليمين الدستورية، أن يؤدوا القسم باللغة التركية، وأكدوا أنهم سيتقدمون بمشروع قانون لرئاسة البرلمان في الجِلسات العامة المقبلة؛ لتغيير مضمون اليمين الدستورية، حيث تقدّمت النائبة فليكناس أوجا من الحزب الكردي عن مدينة دياربكر بجنوب شرقي تركيا، والتي تتحدث الكردية والألمانية والإنجليزية ولا تتحدث التركية، طلبًا لرئيس البرلمان المؤقت، بايكال، لسرد اليمين الدستورية باللغة الكردية، لأنها لا تعرف اللغة التركية، لكن تم رفض الطلب واضطرت لحفظ اليمين وأداءه باللغة التركية. أثار معارضة النواب الأكراد، قراءة اليمين الدستورية باللغة التركية، استياء وغضب نواب حزب الحركة القومية اليميني المتشدد، والذين أكدوا في نداءات غاضبة، أنه لن يمكن تغيير مضمون اليمين الدستورية مع وجود حزبهم القومي. وأدت 21 محجبة من مجموع 97 نائبة اليمين الدستورية بحجابهن، أمس الثلاثاء، منهن نائبة حزب العدالة والتنمية عن مدينة اسطنبول، روضا قواقجي، التي أدت اليمين الدستورية بنفس حجاب شقيقتها النائبة السابقة عن حزب الرفاه المنحل مروة قواقجي، التي طردت من الجلسة العامة التاريخية للبرلمان في الثاني من مايو عام 1999، في عهد حكومة رئيس الوزراء الراحل بولنت آجاويد، كونها دخلت البرلمان بالحجاب، وهو ما كان أمر من غير المتخيل حدوثه_ بحسب القوانين العلمانية الآتاتوركية.