كتبت - أميرة إبراهيم في السادس من يونيو الجاري، دخلت القطع البحرية الروسية ميناء الإسكندرية، للمرة الأولى؛ بهدف تنفيذ أول مناورة مشتركة مع قطعٍ من الأسطول المصري، منذ ما يزيد عن 40 عامًا "منذ فترة السبعينيات" عندما كانت المؤسسة العسكرية المصرية تتلازم مع نظيرتها الروسية، وتتشاركان في الفعاليات التدريبية المختلفة. وبينما لم يسارع الجانب المصري بإبراز الحدث وتحفظ على بث أخبار المناورة إلا أنَّ البحرية الروسية حرصت على تقديم الحدث وكشف تفاصيل بشكل دوري بما يلقاه من أهمية منذ دخول القطع الروسية للقاعده البحرية بالإسكندرية وحتى انتهاء المناورة التي أعلنت دائرة الإعلام بوزارة الدفاع الروسية، أمس الأول السبت، اكتمال فعالياتها وتحقيق أهدافها. وزارة الدفاع الروسية كانت أول من أعلن تنفيذ تدريبات روسية مصرية "عسكرية بحرية مشتركة" تحت مسمى "جسر الصداقة -2015" في البحر الأبيض المتوسط، وكشفت عن تنفيذها بين السادس وال 14 من يونيو الجاري، وجاء الإعلان على لسان العقيد البحري فياتشيسلاف تروخاتشوف، مدير قسم تأمين المعلومات في أسطول البحر الأسود، "بدخول مفرزة سفن أسطول البحر الأسود من مجموعة الأسطول البحري الحربي الروسي المرابطة في البحر المتوسط، إلى ميناء الإسكندرية بمصر. وأعلن الجانب الروسي الهدف من التدريب المشترك بأنَّه بشكل عام تعزيز وتطوير التعاون العسكري بين القوات البحرية المصرية والروسية لصالح الأمن والاستقرار في البحر، كما كشفت أنَّ السفن الحربية الروسية والمصرية ستتدرب على تنفيذ المهام الخاصة بحماية الممرات البحرية من المخاطر المختلفة وتنظيم كافة أنواع الحماية والدفاع وإطلاق النار في البحر. الجانب الروسي أيضًا حدَّد قادة التدريب من البحريتيتن حيث قادها من الجانب الروسي نائب قائد أسطول البحر الأسود الفريق البحري فاليري كوليكوف، ومن الجانب المصري، رئيس إدارة التدريب القتالي للقوات البحرية المصرية الفريق أحمد محمود مفرح. وزارة الدفاع المصرية أصدرت بيانًا صحفيًّا في ختام المناورات أشار إلى أنَّ المراحل التحضيرية للتدريب اشتملت على عقد العديد من المؤتمرات والمحاضرات للتنسيق بين الجانبين وإعداد الوحدات البحرية وأطقمها لتنفيذ كافة أنشطة التدريب بما يحقق التفاهم والتكامل بين العناصر والقوات المشاركة. وتضمَّنت مراحل التدريب بالبحر أعمال الاستطلاع والتصدي للأهداف البحرية المعادية وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار لاتخاذ الأوضاع الهجومية والدفاعية والتدريب على أعمال الإمداد والتزود بالوقود أثناء الإبحار، وأعمال حق الزيارة والتفتيش للسفن ومكافحة الغواصات والقرصنة البحرية وأعمال البحث والإنقاذ ونجدة السفن الغارقة. واختتم التدريب، بعقد مؤتمر صحفي، يعقده اللواء بحري أركان حرب أسامة منير ربيع، قائد القوات البحرية، والفريق أليكساندر فيدوتينكوف، نائب قائد القوات البحرية الروسية، اللذان أكدا أهمية التدريب في دعم التعاون البحري المشترك بين القوات المسلحة للبلدين وتنمية قدرات ومهارات العناصر المشاركة للعمل في مختلف المسارح البحرية، بما يساهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدي للمخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة. الوحدات البحرية التي شاركت في مناورة "جسر الصداقة" من القوات البحرية الروسية هي الطراد الصاروخي "موسكفا" الذي يحمل مروحية من طراز "كا - 27" على متنه، وسفينة الإنزال الصاروخية "ساموم"، وسفينة الإنزال الكبيرة "ألكسندر شابالين" والناقلة "إيفان بوبنوف"، والقاطرة "إم ب-31"، ومن الأسطول المصري، الفرقاطتان "طابا" و"دمياط" والناقلة "شلاتين" والزورقان الصاروخيان "25 أبريل" و" 18 يونيو" وطائرتان من طراز أف -16 ومروحية السيطرة اهتمام الجانب الروسي بالمناورة البحرية جسر الصداقة انعكس في رساله وجهها، القائد العام للأسطول الروسي فيكتور تشيركوف إلى المشاركين فيها قبل انطلاق فعالياتها، وحرص أن يعبِّر عن ثقته بأنَّ هذه المناورات الأولى من نوعها ستساهم في تعزيز التفاهم بين الدولتين في مجال ضمان الاستقرار والأمن في منطقة المتوسط وفي المحيط العالمي على حد سواء. ووصف تشيركوف المناورات بأنَّها فرصة جيدة لتبادل الخبرات والتقاليد بين الأسطولين، إذ سيتعاون خلالها أعضاء هيئات الأركان وأطقم السفن وسفن التموين والطيارون؛ تنفيذًا لخطة موحدة، من أجل الرد المشترك على التحديات والمخاطر التي قد تظهر في البحر. وقبل انطلاق فعاليات التدريب أجرت القوات الروسي تدريبًا استكشافيًّا لمسرح المناوره ترمي إلى إطلاع البحارة على الميزات الملاحية لمنطقة المناورات، فيما انشغلت القيادة في الجانبين لتنسيق الخطة العملية للمناورات وانطلقت بالفعل الأربعاء بمعارك تصادمية نفذت خلالها المدمرات والفرقاطات مهمات في إطار مجموعات تكتيكية مختلطة أوضحها المتحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود فياتشيسلاف تروخاتشوف بتقسيمها إلى مجموعتين تكتيكيتين مختلطتين أجرتا بعد انتهاء التدريبات الليلية على المناورات المشتركة فجر الخميس معركة "تصادمية". وضمَّت المجموعة الأولى الطراد الصاروخي "موسكو" والفرقاطة "شرم الشيخ" وسفينة الإنزال الكبيرة "ألكسندر شابالين" وزورق الصواريخ "18 يونيو" والناقلة "إيفان بوبنوف"، بينما ضمَّت المجموعة الثانية الفرقاطة "طابا" وسفينة الإنزال الصاروخية ذات الوسادة الهوائية "ساموم" وزورق الصواريخ "25 أبريل" والقاطرة "إم ب – 31" والناقلة "شلاتين". وقال الناطق باسم القوات البحرية الروسية العقيد البحري إيغور ديغالو، إنَّه في اليوم الأول من المرحلة النشطة انتشرت مجموعتا القطع البحرية الروسية والمصرية في المنطقة المقررة لهما، حيث أدَّت السفن المشاركة في التدريبات مهماتها المتمثلة بصد هجمات الأهداف البحرية الصغيرة وتفتيش السفن المشبوهة، وتنظيم الدفاع الجوي وإعادة التزويد من على متن المروحيات. وأشار ديغالو إلى أنَّ جميع تحركات القوى المشاركة في التدريبات يتم تنسيقها من مركز القيادة الواقعة على متن طراد النخبة "موسكفا" الحامل للصواريخ. وشهد اليوم الثاني للمناورة، الخميس الماضي، عمليات بمساندة جوية، حيث ساندت المقاتلات المصرية من طراز "إف-16" الوحدات البحرية الروسية والمصرية باتخاذ ترتيبات للحماية ضد أي هجوم جوى خلال التدريب المشترك. وشملت المرحلة الرئيسية، وفقًا للمتحدث العسكري باسم وزارة الدفاع الروسية العقيد إيجور ديجالو، صد الوحدات البحرية الروسية والمصرية هجمات تشنها زوارق العدو الافتراضي السريعة، وإجراء ترتيبات للحماية ضد الهجمات الجوية، والبحث عن المنكوبين وإنقاذهم، وجرّ السفينة المتعطلة، ونقل ما تحمله طائرة الهليكوبتر إلى السفينة، وتفتيش السفينة المشبوهة. وأضاف المتحدث الروسي: "انضمت للمناورة فى عرض البحر، السفينة البحرية الروسية الهجومية البرمائية من أسطول بحر البلطيق، الكسندر شابالين، حيث تم تفتيش السفن المشبوهة، وتنظيم عمليات الدفاع المشترك، والقطع البحرية واصلت تنفيذ فعاليات المناورات المشتركة أثناء الليل باستخدام الاتصالات التقنية والبصرية". وأوضح أنَّ طواقم السفن الروسية والمصرية نفَّذت قبل انتهاء التدريبات، الجمعة، تدريبات أخرى على التزود بالوقود والبحث عن سفينة غارقة كما نفذ طواقم البوارج الحربية الروسية والمصرية، السبت، رمايات مشتركة من مدافعها على أهداف مائية عائمة، ثم عادت المجموعة إلى ميناء الإسكندرية المصري لتقييم نتائج المناورات من كافة النواحي العملياتية والتكتيكية واللوجستية. وانتهت مناورات جسر الصداقة 2015 بفعاليات يمكن وصفها ب"الزخم" لكنها أيضًا نقلت العلاقات العسكرية المصرية الروسية من مرحلة التفاوض والتفاهم إلى مرحلة التنفيذ والتطبيق لمذكرات التفاهم العديدة التي تم توقيعها بين مصر وروسيا علي مدى عامين، ومنذ ما قبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبه رئيسًا للجمهورية، حين كان وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي. وأوضح العقيد البحري فياتشيسلاف تروخاتشوف، مدير قسم تأمين المعلومات في أسطول البحر الأسود الروسي، أنَّ المرحلة البحرية للتدريبات الروسية - المصرية "جسر الصداقة - 2015" قد انتهت في الجزء الجنوبي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط قرب سواحل مصر"، وأنَّ "المهام التي طرحتها هيئة الأركان المشتركة تم تنفيذها بكامل حجمها"، وأبرزها ترسيخ التفاهم بين مصر وروسيا، بشأن منع إضعاف الأمن والاستقرار في منطقة البحر المتوسط، كما أنَّ اشتراك كل الأسلحة المصرية والروسية في التدريب، وبالأخص القوات البحرية بدعم من القوات الجوية، أقرب للتدريبات الاستراتيجية؛ بهدف تدريب المقاتلين المصريين والروس على اتخاذ الإجراءات واكتساب خبرات خوض المعارك بشكل مشترك بين البلدين.