سيطر شبح الموت على أهالي بني سويف، جراء إهمال المسؤولين تجاه إزالة مئذنتين بعد صدور قرار بذلك من الجهات المختصة. ففي مدينة ناصر شمال المحافظة يعيش سكان وسط البلد وشارع بورسعيد في رعب حقيقي ومستمر بسبب وجود تصدعات وانهيار أجزاء من مئذنة مسجد السيدة نبيهة أبو حديد أو ما يعرف بحي السوق الصغير المكتظ بالسكان. وصدر قرار الإزالة رقم 382 في مارس من عام 2014 بناء على قرار اللجنة المشكلة من الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية بمدينة ناصر، للوقوف على الحالة الإنشائية للمسجد والمئذنة وتحديد مدى خطورة ما يوجد بالمسجد والمئذنة من تصدعات، والتي أمرت في تقريرها بإزالة المسجد والمئذنة حتى مستوى الأرض وتحت إشراف مهندس نقابي متخصص وأخذ كافة الاحتياطات أثناء عملية الهدم. يقول أحمد محمود من أهالي الحي ل"التحرير"، على الرغم من مرور أكثر من 15 شهرا من صدور قرار الإزالة وخطورة الأمر إلا أن مسئولي المحافظة والأوقاف والوحدة المحلية لم يتخذوا أى خطوات إيجابية نحو إزالة الخطر أو حتى معالجة الأزمة بما يتناسب مع خطورتها"، متابعا: "تاهت القضية بين الأوقاف والآثار والمحافظة والوحدة المحلية بحجة أن المبنى بُني قبل أكثر من 100 عام، فهل ينتظرون حتى تقع الكارثة؟". أما فى مدينة سمسطا جنوب غربي المحافظة، فتعانى مئذنة مسجد عثمان بن عفان بمنطقة حي الفالوجا والتي تكتظ بالسكان وتحيط بها المصالح الحكومية والعمارات السكانية بجميع الاتجاهات، من خطر حقيقي بعد تصدع أجزاء كبيرة أعلى المئذنة وظهور تشققات وتصدعات كبيرة، وبنيت عقب الاحتفال بنصر أكتوبر سنة 1973. يقول عادل فراج، من أهالي المنطقة: "إحنا زهقنا من اللجان اللي رايحة وجاية على المسجد، وأنا متأكد إنها هتفضل كدة لحد الكارثة ما تقع وتنهار المئذنة على المنازل وساعتها المسؤولون يتحركون ويصرفون تعويضات ببضع آلاف للأهالي". من جانبه قال وكيل وزارة الأوقاف ببني سويف، الشيخ سلامة عبد الرازق، إن المديرية قررت إرسال لجان عاجلة للكشف على حالات المآذن المتصدعة بمساجد المحافظة، وإرسالها إلى اللجنة الهندسية بالمديرية لمعاينتها على الطبيعة وإصدار قرار بشأنها. وأضاف أنه فى حال مرور أكثر من 100 عام على بناء المساجد يتم مخاطبة هيئة الآثار لمتابعتها وإصدار قرارها النهائي بإزالتها أو ترميمها، مؤكدا أن المديرية أكثر حرصا على صحة وسلامة المواطنين.