كتب: محمد حمدي وأمل مجدي «القومي لحقوق الإنسان» يُحقق في حالات «الاختفاء القسري» خلال الأيام القليلة الماضية، انتشرت روايات عدة بشأن اختفاء عدد من النشطاء وطلاب الجامعات؛ فبعضهم ظهر بعد أيام، وتم عرضه على النيابة العامة، والبعض الآخر لم يستطع ذويهم الوصول إليهم حتى الآن. وطبقًا لتقرير أصدره مركز "النديم" لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، فإن شهر مايو الماضي شهد 19 حالة اختفاء قسرى؛ وهو ما يخالف نص المادة 54 من الدستور، التى تنص على: "يجب أن يُبلغ فورًا كل من تقيد حريته بأسباب ذلك، ويحاط بحقوقه كتابة، ويُمكّن من الاتصال بذويه و بمحاميه فورا، وأن يقدم إلى سلطة التحقيق خلال أربع وعشرين ساعة من وقت تقييد حريته". إسراء «عرجاء».. وعمر «ملوش فيها» إسراء محفوظ الطويل (23 سنة)، طالبة وتعمل بجانب دراستها مصورة صحفية منذ فترة، واختفت بصحبة زميليها صهيب سعد، وعمر محمد، في 1 يونيو الماضي من كورنيش النيل بالمعادي؛ وذلك بعد توجههم للعشاء، وركوب الخيل، وكانت تحمل كاميرتها الشخصية، بحسب رواية والدها محفوظ الطويل على موقع "فيسبوك". والدها كتب، قائلا "إسراء مصابة وعرجاء، ولا تستطيع أن تمشي إلا خطوات بسيطة داخل المنزل". وكانت إسراء أصيبت بطلق ناري أثناء مشاركتها في ثورة يناير 2011، وسافرت إلى الخارج لتلقي العلاج، لكن عادت لتبقى قعيدة لفترة طويلة. ودشّن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى "هاشتاج" باسم "عمر اللى ملوش فيها"، نظرا لأنه لا ينتمى لأى كيان سياسي -عكس إسراء وصهيب- اللذان ينتميان لحركة شباب 6 إبريل. عمر جمال.. من النادى للمجهول عمر جمال عبد الحافظ، 20 سنة، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة، اختطف، حسب رواية أخته سندس جمال عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، يوم 2 يونيو الماضي من نادى الطيران الكائن بحى مصر الجديدة، وذلك بواسطة نحو 8 أشخاص بزى مدني، اختطفوه في سيارة ميكروباص بدون تعريف أو إبراز هوية؛ بحسب روايتها. وقالت "سندس": "الضابط عرف نفسه على بوابات النادى بأنه النقيب أحمد من مباحث الزيتون، لكن قسم الزيتون أنكر وجوده، وقسم النزهة أيضا؛ كما أنكر قطاع الأمن الوطنى وجود أشخاص لديهم، ولم يعرض على نيابة أو توجه إليه أي تهمة، وعمر مختفي منذ أكثر من 45 ساعة". ودشّن عدد من نشطاء "فيسبوك"، هاشتاج يحمل اسم "عمر جمال فين"، تنديدًا لاختفائه وعدم صدور أي معلومات عنه من قبل الشرطة رغم مرور أكثر من 24 ساعة على اختفائه. أحمد البيلي.. ميكروباص المعادى عبد الرحمن أحمد البيلي، خريج كلية العلاج الطبيعي جامعة 6 أكتوبر، وكان عضو اتحاد قبل تخرجه منها العام الماضي، اختفى يوم 31 مايو الماضي من منطقة المعادي بواسطة ميكروباص، وحينما حاول المارة التدخل قام أفراد الأمن بإطلاق النيران في الهواء، وإخبارهم إنهم من جهات سيادية، وحتى الآن لا يعرف أحد من عائلته مكانه، حسب بيان الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. عبد الله المهدي.. أخو أنس عبد الله المهدي، هو خريج كلية الصيدلة، وأخو أنس المهدي الذي توفى في 19 إبريل الماضي بعد 27 يومًا من غيبوبة نتيجة لتعرضه للضرب خلال اشتباكات بين الطلاب والأمن الإداري لجامعة القاهرة. وقالت هدير المهدي، عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك"، إن أخيها عبد الله المهدي اختطف من مكان عمله، يوم 31 مايو الماضي. عبد التواب.. الاختفاء من لجنة الامتحان عبد التواب محمد تونى إبراهيم، 24 سنة، طالب بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بمحافظة أسيوط، وذكر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب أنه اختفى منذ يوم 27 مايو 2015، وحتى الآن لم يعثر عليه. المركز أشار إلى أن أهله تلقوا مكالمة تليفونية من أحد الطلاب يبلغهم أن عبد التواب قُبض عليه من داخل لجنة الامتحان، وبعد فشل الأهل فى الحصول على أي معلومة من قسم الشرطة، قاموا بإرسال بلاغ للنائب العام والمحامى العام لأسيوط والمحامى العام للمنيا أكثر من مرة، وتوجهوا لأقسام الشرطة ومقار الأمن الوطنى بأسيوط والمنيا، ولكن حتى الآن لم يستدلوا على مكانه. أبو سعدة: جهاز الشرطة يحتاج للتأهيل من جانبه، قال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن لجنة الشكاوى بالمجلس ناقشت فى الاجتماع الماضى حالات الاختفاء القسري. وأضاف أبو سعدة ل"ويكيليكس البرلمان" أنه تم تكليف لجنة الشكاوى بالمجلس، بالتحقق فى حالات الاختفاء، وجمع معلومات، لرصد هذه الحالات، لمخاطبة وزير الداخلية، والنائب العام، لإعلامهم بهذه الوقائع التى تخالف الدستور والقانون. وأشار إلى أنه يجب معرفة مكان القبض والاحتجاز، وأن يتم إخطار أسرهم أو محاميهم، وتوضيح أسباب القبض عليهم، وأماكن احتجازهم، للتمكين من تقديم المساعدة القانونية، والتى تعتبر ضمانات للمحاكمة العادلة. ولفت إلى أن جهاز الشرطة يحتاج للتأهيل، والتدريب، لتحقيق معادلة حماية الأمن، ومراعاة حقوق الإنسان. ونوّه أن الجهاز الشرطى يعمل فى ظروف صعبة، من إرهاب مستمر، قائلًا "لابد من العمل مع الدولة على طريقة الجراح لمواجهة العنف، والإرهاب المسلح، وفى الوقت ذاته احترام وتعزيز حقوق الإنسان".