عادة ما يُحسم السباق في الأمتار الأخيرة؛ بذات المنطق بدأت التحركات والتربيطات الحزبية لإعداد قائمة انتخابية موحدة في الانتخابات البرلمانية في الظهور، بناء على توصية الرئيس عبد الفتاح السيسي، واقتراب موعد الانتخابات من جديد. وبدأت تحركات محمومة من الأحزاب لعمل قائمة وطنية موحدة تضم كل الأطياف والقوى والأحزاب، إلا أن خريطة التحالفات والقوائم في الأيام الأخيرة لا تزال تتجه إلى العكس، حيث تفككت القوائم الكبرى. وبدأت خريطة التحالفات والقوائم تأخذ شكلًا جديدًا تؤكد أنه بات من المستحيل أن يتم تشكيل قائمة وطنية تضم كل الأطياف والأيدلوجيات، وزادت الانقسامات والانسحابات والخلافات والانشقاقات في قوائم متعددة، وبدأت قوائم أخرى في الاندماج رغم اختلاف الايدلوجيات بين الأحزاب. التحالفات الاضطرارية تفرض اللحظات الأخيرة، التحالفات الاضطرارية، حيث تنتظر كثير من الأحزاب القائمة الأقوى التي تتشكل لتنضم إليه، ولذلك فالخريطة النهائية ستظل مجهولة حتى العشرة أمتار الأخيرة قبل نهاية سباق ما قبل إجراء الانتخابات. ويرصد "ويكيليكس البرلمان" الخريطة الجديدة ومحاولات تشكيل خريطة تحالفات جديدة تضم كيانات وقوائم كبرى، وهي: قائمة المحافظين الموحدة قائمة انتخابية موحدة، دعا لها حزب المحافظين عقب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأحزاب، ولعل هذه الدعوة معتمدة على الثقة التي نالها الحزب عقب نجاح المشروع الموحد لقوانين الانتخابات. وتعد دعوة حزب المحافظين لتشكيل قائمة وطنية موحدة كما أسماها، هي الدعوة الأكثر قبولًا في الوسط السياسي، والتي تسعى لضم الجبهة المصرية مع قائمة في حب مصر وحزب النور، وغيرها من الأحزاب، بالإضافة لإعلان قيادات الحزب عن ترحيب حزب المصريين الاحرار بالقائمة. ومن المتوقع أن تكون القائمة التي دعا لها رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام هي "الحصان الأسود" في الانتخابات القادمة إذا تم التوافق حولها. وتسعى القائمة لضم عدد من القوائم في قائمة موحدة "تضم الجبهة المصرية وحزب النور وقائمة في حب وحزب المصريين الأحرار، وعدد كبير من الأحزاب سعيًا لتشكيل قائمة موحدة وهي الأولى من نوعها التي تضم حزب النور. ويهدد هذه القائمة، رفض كثير من الأحزاب المدنية التحالف مع حزب النور. التيار الناصري والاشتراكي ويمثل القائمة الثانية، التيار القومي الناصري والاشتراكي واليساري، ويضم أحزاب الكرامة والتجمع والأحزاب الاشتراكية والتيار الشعبي. وأعلن القيادي العمالي كمال أبو عيطة، أن الأحزاب الناصرية والقومية تسعى للتكتل وأن هناك مفاوضات بين الأحزاب الاشتراكية واليسارية والتجمع تسعى للتحالف لتشكيل قائمة موحدة تخوض بها الانتخابات القادمة. وقال كمال أبو عيطة ، إن تحالف الأحزاب الناصرية سيضم القوى المؤيدة لثورتي 25 يناير و30 يوينو. تيار الاستقلال ويمثل القائمة الثالثة، تيار الاستقلال، وكما يردد رئيس التيار أحمد الفضالي فالقائمة تضم 35 حزبًا. ويضم تيار الاستقلال، 32 عضوًا، ويسعى الفضالي لتحالفات جديدة أو ضم أحزاب لتوسيع قائمته. القائمة المضمونة تمثل كيانات الملاذ الأخير، ركيزة أساسية وتقف بعيدًا حتى اقتراب موعد الانتخابات ووضوح الرؤية، وتنضم في النهاية إلى القائمة المضمونة، والتي تلجأ إلى تحالفات اللحظة الأخيرة، ومن هذه الأحزاب الوفد والمصريون الأحرار. وتظهر أيضًا أحزاب أخرى جديدة على الساحة، منها حزب الحرية الذي أسسه صلاح حسب الله ومعتز محمود بعد استقالتهما من حزب المؤتمر. أسس التحالف "غائبة" تظل أسس التحالف وتكوين قائمة انتخابية موحدة "غائبة" عن كل التكتلات، حيث غياب البرامج الموحدة واختلاف الرؤى والأيدلوجيات وعدم وجود التنسيق. وتشترك جميع الاحزب في "الإفلاس" وعدم وجود شعبية في الشارع، لتبقى الساحة الحزبية مقسمة، وإن تجمعت في عدة قوائم انتخابية تنتهي بنهاية الانتخابات. وطالب العديد من الخبراء، أن التكتلات والاندماجات والقوائم لابد أن تتشكل وفق الأيدلوجيات وليس "سمك لبن تمر هندي" على حد تعبير بعض الخبراء.