كتبت العام الماضي، في مثل هذه الأيام الحارة طقسًا وأحداثًا، مقالًا عن حلاوة شمسنا، ووجوب الاستفادة منها، ذكرت فيه ما صرح به الدكتور إبراهيم سمك، خبير الطاقة الشمسية المصرى بألمانيا، عن لقاءه بالسيسي قبل توليه الرئاسة، والذي عرض عليه خلاله مشروعه الخاص بتطبيق التجربة الألمانية، التي طبقتها بالفعل 68 دولة على مستوى العالم بكل بنودها وتقنياتها، وأكد سمك على اهتمام السيسي بالمشروع، ورغبته الشديدة فى الإستفادة المُثلى من طاقة مصر الشمسية. وعندما علمت بزيارة الرئيس لألمانيا، توقعت أن يكون أسم الدكتور "إبراهيم سمك" على رأس قائمة أسماء الوفد المصاحب للرئيس في زيارته، لإعتبارات عديدة في مقدمتها خبرة "سمك"، ووجوب الإسراع في دراسة المشروع بعدما أكد الخبراء على قرب نفاد إحتياطى البترول والغاز الطبيعى فى مصر قبل عام 2020، مما قد يضطرنا إلى شراء مستلزماتنا من الطاقة بما يتعدى 90 مليار دولار سنوياً، نحن أولى بها. ولكنني فوجئت بتصريحات بدت لي كوميدية تتحدث عن إستخدام قوة مصر الناعمة، (المربربة)، من خلال ما سمي ب "الوفد الفني المصاحب للرئيس"! ولأنني أعترف بجهلي بالبرتكولات الدبلوماسية، تمهلت في تحديد موقفي من الفكرة، فربما إعتاد الرؤساء في أوروبا والدول المتقدمة على إصطحاب فناني بلادهم معهم خلال زياراتهم الرسمية خارج البلاد، لحكمة ما، رغم أني لم أشاهد طوال حياتي النجمة الأمريكية "أنجلينا جولي" مثلاً، ضمن وفد رئاسي مصاحب لأوباما، مع التأكيد على أن فنانة بحجم "جولي" أرفع شأناً، وأكبر قيمة، وأكثر تأثيراً، وجماهيرية، في بلادها من الوفد الفني المصاحب للسيسي (بأكمله) في بلاده. فالسيدة "جولي" التي تضع الإنسانية في مقدمة إهتماماتها، غير عابئة بدين أو جنس أو لون من تمد لهم يد العون، لها إنجازات عظيمة في مجال العمل الإنساني داخل بلادها وخارجها، بدءاً من التبرع بملايين الدولارات لمنظمات : "أطباء بلا حدود" و "جلوبال إيدز أليانس" و "الطفل العالمي" و "دانيال بيريل" وغيرهم، وصولاً إلى زياراتها وتبرعاتها لأطفال "كمبوديا" ومنكوبي "دارفور" وضحايا الحرب في سوريا، غير مبالية بالمخاطر الجسيمة التي تتعرض لها خلال هذه الزيارات. هذا عن النجمة "أنجلينا جولي" التي تستطيع أن تكون سفيرة مُشرفة لبلادها، ورغم ذلك لا نراها في مقدمة الوفد الرئاسي الأمريكي، فماذا لو تعلق الأمر بنجمات لا يمتلكن واحد على مليون من إنجازاتها في العمل الإنساني أو العام أو السياسي؟! مثلاً، بطلة تلفزيون الواقع "كيم كاردشيان" ، التي توازيها شهرة، ولكنها لا تجيد سوى التمثيل الرديء، وتصوير مؤخرتها ثم نشر الصور على "أنستجرام"، هذه المثيرة التافهة حاولت مراراً التقرب من الرئيس الأمريكي "أوباما" وزوجته، أثناء الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، فعلق هو على محاولاتها المستميته (للتلطيع) بهذه الجملة: "كيم هي سم سياسي، واستدعاؤها في أية مناسبة سياسية، هو آخر ما يتمناه مرشح يرغب في الفوز" والآن قل لي عزيزي القارىء، ماهي مؤهلات "إلهام شاهين" و "يسرا" و "داليا البحيري" و "لقاء الخميسي" و "هشام عباس" و "خالد سليم" وإيهاب توفيق" وباقي المذكور أسماءهم بالقائمة المصاحبة لرئيس الجمهورية في زيارته لألمانيا، والتي سوف تُدرس فيها أمور هامة على رأسها سُبل التعاون الإقتصادي بين البلدين؟! ماهو الدور الذي سوف يقومون به؟! علماً بأن الزيارة دبلوماسية، وليست كتلك الزيارات التي كان نجوم أوائل القرن الماضي يقومون فيها بدور مُحدد، وهو الترفيه عن الجنود أثناء الحرب، علماً بأن هذا جل ما تستطيع نجمات الوفد القيام به! قل لي بربك .. ماذا سوف يفعل هؤلاء في زيارة دبلوماسية ، وهم لا يمتلكون عقل "أنجلينا جولي" أو حتى مؤخرة "كيم كارديشيان"؟!